أثبتت دراسة علميّة جدّيّة، نشرتها مجلة Nature، ذائعة الصيت، المختصة في البحوث والمعروفة بمصداقيتها، والتي كتبها الباحث Pizzari Tommas، من جامعة «ليدز» الإنجليزيّة، حول الديك وحياته العاطفية؛ بأنّ الدّيك يرغب في أن تكون له أكثر من أنثى في حياته وعلاقاته، ويتصرّف مع الدجاجات التي تكون حوله تصرّف «سي السيد»، فهو ينتقي حسب ذوقه، ويختار وفق مقاييسه؛ ليصطفي الدّجاجة التي يشعر بالميل لها أكثر من بين الدجاجات الكثيرة التي تكون حوله، والقلب وما يريد!
ولكن وحتى إن كان الديك يفضّل في نهاية المطاف دجاجة واحدة؛ فإن ذلك لا يمنعه من إقامة علاقات أخرى عابرة من حين لآخر مع بقية الدجاجات.

الديك ملول في الحب
كما أكّدت الدّراسة أن تصرّف الدّيك مع الدّجاجات يكون مختلفًا عندما يكون معه ديكة أخرى منافسة له؛ للفوز بـ«ذوات الحسن والدلال»، فهو يتخلى في هذه الحالة عن «كبرياء الرجال»؛ ليصبح رقيقًا عاشقًا رومانسيًا، وأكثر توددًا وتقربًا من الدّجاجة التي مال إليها قلبه، فالمنافسة لها قوانينها وطقوسها، والذكي من الديكة هو من يعرف التأقلم مع كل الظروف!

وأثبتت الدراسة العلمية الجادة، المبنية على المعاينة الدقيقة، أن الديك يكون متغطرسًا وأنانيًا ونرجسيًا ونافخًا ريشه؛ عندما يكون هو الدّيك الوحيد وسط العديد من الدجاجات.
ويقول الباحث Pizzari Tommas، الذي قضى شهورًا طويلة في ملاحظة ودراسة علاقة الديكة «العاطفية والحميمية» بالدجاج، إنّ الديك ملول في الحب والعشق؛ إذا بقي مع نفس الدجاجات، حتى إن مال إلى دجاجة واحدة واختارها من بين كل الدجاجات، فإن وتيرة «العلاقة الحميمية» مع «الحبيبة» تقلّ بمرور الزمن، وتفقد نكهتها وحرارتها، بل أكد الباحث أن عدد الحيوانات المنوية لدى الديك، بسبب الملل والروتين، تقلّ وتضعف!
والطريف أن الدراسة أكدت، بما لا يدع مجالاً للشك، أنه كلّما تمّ عرض دجاجة جديدة على الدّيك؛ إلا وشعر بالحيوية والانشراح وفرحة الحياة.
وهناك من علّق على هذه الدراسة قائلاً، بين الجد والهزل: «إن المقارنة ممنوعة بين هذه الديكة وبعض الرجال!».