المصور المبدع ..أيوب يوسف الحلي ..
صياد المناظر الطبيعية وموثق التراث والوجوه العراقية..
بقلم المصور : فريد ظفور..
- يداور في حنو آسر شغف المكان..وأنت يابغداد معجزة المدائن ..تعلنين الموت في الأموات ..والحي في الأحياء..كي تقف على قدميها وتمشي فوق شاطئ الماء..وهو يهوى في الزمان المتعثر منارة سوداء وبيضاء..يزنرها سوار الإبداع..فقد كان هناك يحلم بإنبغاث الغد الأفضل..لكنه دوماً يبارحنا بإبداعه الفني..ويضفي على شجيرات التصوير الحبلى بالتألق إخضراراً..ويقدم أفضل مالديه للهواة ولكل عشاق منتدى الفوتوغراف.. قصيدة ضوئية وبسمة فجر فني ..تترك في النفس أثراً جميلاً..فلا وقت للإنتظار على شرفات الشوق ..فتعالوا معنا نجمع باقات من الورود وعقد من الياسمين الشامي لنرحب بالفنان العراقي المتألق..أيوب يوسف الحلي..
- هضم الفنان أيوب التراث العراقي وجمع وأرشف درراً من الصور الفنية من مختلف البيئات والمحافظات العراقية ذات الطبيعة الساحرة..وقد إختار صوراً تدل على ذوق رفيع ودراية بالفن الفوتوغرافي الأصيل..أوليس من العقل والحكمة بأن يقال إذا خلا الناقد من الحب ..خلا من الموضوعية.. والذي يريد الوصول إلى العالمية لا يتنكر إلى أصالته وتراثه الفني والفلكلوري..لأن الأصالة لا تعني الخضوع إلى التقليد والكسل..بل تعني التجديد مع الأخذ بأحس مافي القديم..وإن لكل إنسان الحق في أن يجرب ويحاول ويتعلم خلق الجديد..ليبقى التاريخ نبعاً متجدداً لا مستنقعاً آسناً ..ثم يبقى للزمن بأن يقول كلمته وهو حكماً كفيلاً بفرز الغث من السمين..فقد أثبت الفن الحديث وتصوير الديجيتال ذاته وفرض نفسه بجدارة منذ نهاية القرن الماضي ومازال سائراً على الطريق في ثورة المعلوماتية والعصر الرقمي وعصر الصورة ..وكثير عدد هؤلاء الذين أسهموا ويسهموا في وضع لبنات الحداثة الفوتوغرافية وربما كان الفنان أيوب من أهم الأصوات الفنية البصرية دون أن ينضب معينه في المجالين أيام زمن تصوير الأفلام الأحادية والملونة وزمن تصوير الديجيتال..وقد بدأ مصوراً تقليدياً كلاسيكياً مجيداً ثم طور نفسه وأدواته التقنية حتى غدا رمزاً شامخاً من رموز الفوتوغرافيا العربية..وما زال يجوب المدن والبلدان يخبو حيناً ثم ينهض ثانية ليضيف إلى الفن الفوتوغرافي نكهة ونضارة بصرية ساحرة..
- وسنبحر في عجالة للتعريف على مدينة الناصرية ..وتقع في جنوب شرق العراق على نهر الفرات وهي مركز محافظة ذي قار (لواء المنتفك) في العهد الملكي. وتعد تاسع أكبر مدينة مأهولة بالسكان بعد بغداد والبصرة والموصل اسسها في عام 1870م الشريف الحجازي الأمير ناصر باشاالسعدون أمير إمارة المنتفق ببناء مدينة الناصرية والتي سميت على إسمه، وكان مركز المدينة يعرف سابقا بأسم عكد الهوا وهي المنطقة المسماة حاليا الحبوبي. أشتهرت مدينة الناصرية المعروفة بأسمها التاريخ أور عاصمة المملكة السومرية وأصبحت المدينة أولى الحضارات التي تأسست في العالم حيث يعود تأريخها إلى ما قبل الحضارة العبيدية 7000 ق.م حيث ضمت أول مدينة في التأريخ وهي مدينة اريدو..وأما اهم المناطق..بإتجاه الجزيرة:الحبوبي.الاداره المحليه.حي اور.سومر. مدينة الصدر. حي اريدو.حي التضحيه. حي الفداء.حي الشهداء. حي الرحمة.الحي العسكري.الصالحيه.الشرقيه.الزهراء.الموحية..أما بإتجاه البلاد الشامية:الشيباني.شارع بغداد.ح المتنزه. الثورة .المنصورية. الشموخ. الشعلة الاسكان القديم .الاسكان الصناعي .ولكن كيف جاءت التسمية :1- أور- هو الاسم في بلاد الرافدين 2- ذي قار- سميت ذي قار لانها تحتوي في أرضها مادة القار .3- الناصرية- سميت نسبة إلى مؤسسها ناصر باشا السعدون..
- لقد كانت المنتديات والندوات وصالونات وبيوت الثقافة والفكر والأدب والفن منتشرة بكثرة في النصف الأول من القرن الماضي.. وإمتدت لتصبح منتديات ومدونات شخصية ومواقع ألكترونية في نهاية القرن العشرين..وكانت تلك المنتديات تشكل محافل وتجمعات فكرية بعيدة الأثر في نهضة الفن والأدب ..بحيث كانت تجتمع وتشارك فيها صفوة ونخبة الكتاب والفنانين والأدباء والشعراء..بحيث كانت الأحاديث تدور حول شؤون الأدب والفن والمجتمع والقضايا الفكرية ووسائل نهضة الأمة العربية..ولم يكن بلد عربي يخلو من مثل هذه الندوات أو تلك المنتديات على الشبكة..وبخاصة في مصر والعراق والشام والجزيرة العربية..ولعل أشهرها ندوة مي يوم الثلاثاء عام 1913م وندوة شيخ العروبة أحمد زكي وقد استمرت من عام 1922م ولغاية 1934م..وكذلك ندوة أمير الشعراء أحمد شوقي..وندوة توفيق البكري التي تعقد في بيته عام 1892م وحتى 1912م..وأما في السعودية فكانت ندوة الشيخ صالح نصيف في جدة وفي الشام ندوة العلامة الشيخ محمد بهجة البيطار..والتي إستمرت أربعين عام,,وبذلك أرست قواعد الثقافة تلك الندوات ..هذا وقد تأسس الكثير من المنتديات على الشبكة العنكبوتية وأصبحت موضة العصر..ولكن دورها إنحسر بسبب ماسمي بالربيع العربي وتحولت مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك لساحات مساجلة ساخنة بين فريقين معارض وموالي….ومن جديد عادت للمنتديات الحياة ولعل للعراق فضل الريادة بذلك وبتلك العودة ولا أدل على ذلك من المنتديات التخصصية ومنها منتدى الفوتوغراف الذي ساهم في تأسيسه الأستاذ أيوب يوسف الحلي ومعه نخبة من المصورين العراقيين المبدعين..
- الفنان أيوب الحلي قدم لنا ومضات عميقة من التراث ورموز من الفن الشعبي..فكانت أعماله تحاكي العين المعاصرة بشكل مباشر,,وتشمل على تجارب شخصية إعتمدت على جولات ميدانية وورش عمل ضوئية وأعمال توثيقية..ولقاءات مباشرة مع الناس البسطاء والغلابة..طامحاً إلى تكوين نظرة تعليلية وبرؤية تشكيلية ..تصادفنا ملفحة بغموض يلفحنا بتساؤلات عديدة تجعلنا نغلق ونوصد الأبواب عليها..كونها جزء من التراث الشعبي من عادات وتقاليد..وهذه المظاهر والعادات والرؤى تزخر بها أريافنا العراقية والعربية..وتعج بها تصرفات أبناء المجتمع الريفي الطيب والبسيط التي إستوقفت فناننا وجعلته يرصد صور الناس والطبيعة والبيئة المحيطة به..معتبراً بأن الشعب الذي يكون فكرة وفترة صحيحة عن ماضي بلاده …يمكنه بدوره أن يصوغ صورة مسقبلها..
- تشاطرني عيناه الدهشة حين أحدق في أعماله الضوئية..وتغرس أعلام سيادتها مابين فؤادي والرغبة في القفز في الهواء لفرط الإعجاب بالذائقة الفنية التي تركتها أعماله عند المتلقي وتتمدد بين عيوني والنوم لتسلبني كل خقوقي إلا حق لجوء الدمع إلى الخد..لتقدم أوراق إعتمادها لفنه الراقي..من هنا ندلف للقول بأن الفنان أيوب قدم لنا وجبة فنية برؤى بصرية وثقافة ضوئية مميزة جعلتنا نرفع له تحية الإعجاب والإكبار لأعماله الفنية البديعة..والحق يقال بأن التقنية التي قدمتها أعماله تستحق من القائمين على الثقافة البصرية ضرورة تكريم وتقدير الفنان المتألق أيوب ليستمر في ديمومة العطاء والبذل والتضحية لرفع شأو الفن الفوتوغرافي عالياً ليكون منارة للهواة والمحترفين من عشاق الفوتوغرافيا العربية والعالمية..
ــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة أيوب يوسف الحلي ــــــــــــــــــــــــــــــ