قصة أول صور للكعبة والحج منذ 133 عامًا بعدسة «عسكري مصري»
وكشفت قناة «العربية» الإخبارية في تقرير لها نشرته، الأحد، عن رحلة بحثية تصفحت خلالها «الأرشيف النادر» بمكتبة الملك عبد العزيز للعثور على أقدم صور للمملكة، فكان أول من صوّر السعودية هو محمد صادق بيه، المتوفى عام 1902، عن عمر ناهز 70 عامًا.
درس «صادق بيه» الهندسة الحربية والتصوير في باريس وحصل من إحدى كلياتها على دبلوم، ثم التحق بالجيش، وبعدها زار المملكة 3 مرات بين 1860 و1880 والتقط فيها صورًا متنوعة، كما وضع خرائط من رسمه وكتابات لتسهيل الطريق إلى الحج.
وألف «صادق» 4 كتب عن رحلاته، أهمها «مشعل المحمل» من 60 صفحة، وطبع عام 1867، أما طبعته الثانية فكانت عام 1881، بمطبعة وادي النيل في القاهرة.
وعثرت «العربية» على أصل هذا الكتاب مصورًا، وفيه ذكر أحداث كل يوم بالتاريخ الهجري والميلادي، ونشر خريطة من رسمه للسير من القاهرة إلى مكة والمدينة، مع العودة منهما، كما ذكر أسماء المحطات الشهيرة والبلدات والقرى على الطريق.
كانت أول صور «صادق بيه» للحرم النبوي الشريف وللكعبة عام 1880، أثناء رحلته، التي انطلقت «من ميدان محمد علي في الساعة الثالثة بحضور ذي العز والطبع الشفيق جناب الخديو الأعظم محمد باشا توفيق، واستلم سعادة أمير الحاج اللواء عاكف باشا زمام جمل المحمل كالعادة من اليد الشريفة الخديوية بحضور النظار (يقصد الوزراء) العظام وقاضي أفندي وشيخ الإسلام وجميع الذوات الفخام والأمراء، وسار في موكب عظيم..»، بحسب روايته في الكتاب.
كنوز الأرشيف النادر في مكتبة الملك عبد العزيز ضمت مجموعة من صور «صادق بيه» بعضها كان بانوراميًا للحرم المكي من أعلى جبل أبي قبيس، كما من داخل صحن الكعبة، وصور للمدينة المنورة من خارج السور من ناحية الباب الشامي، التقطها من أعلى برج الطوبخانة، وأخرى لأجواء حارة المناخَة.
كما أن مجموعته الأولى، وهي من 12 صورة، حصلت على الميدالية الذهبية في الدورة الثالثة لجمعية الجغرافيين الدوليين في 1881 بالبندقية.
وتشير «العربية» إلى أن الجيولوجي والمستكشف الألماني، وليم رايس، الذي توفي، عام 1908، حصل على صور من «صادق بيه»، عندما التقى به، عام 1883، أثناء رحلة ترحال الاثنين في تونس، وكانت 18 صورة ضمها «رايس» إلى مجموعته، ثم اختفى أي ذكر للصور إلى أن تم الإعلان بأن أحدهم اشتراها بمليونين و900 ألف دولار في 1989 بمزاد علني.