كان من برنامج الزيارات الخاص بي في الإسكندرية والذي أعده لي نادي عدسة أن أقوم بزيارة مكتبة الإسكندرية … ذلك الصرح العلمي الذي له سمعته ومكانته على الصعيد العربي والعالمي .. كان عددنا خمسة أشخاص .. دخلنا وتجولنا في أروقة الصرح الكبير والذي أبهرني بهندسة البناء والترتيب والنظام المعمول به .. لفت إنتباهي الأرفف الخاصة كذلك بالكتب وترتيبها وإضائتها .. فذهبت حيث هي وبدأت أنظر من بينها وإمتدادها .
لا ادري ما الذي جاء في خيالي أن اقوم بعمل ورشة تصوير لم تكن بخاطر أي أحد وخاصة في مكان كهذا يعم به الهدوء ويمنع به حتى رنين الهاتف أو الكلام بصوت مسموع للمحافظة على الهدوء في المكان.. ذهبت إلى حيث كان الزملاء والزميلات وبإشارة طلبت منهم أن يتبعوني حيث سنقوم بالمجازفة.
فجأة تحول أحد الأركنة الهادئة إلى ساحة تعمه الفوضى .. افترشت الأرض وفتحت الحقيبة وأصبح أغلب ما فيها على الأرض .. وخلال لحظات كان كل شيء معداً بعناية .. الحامل الثلاثي في مكانه والفلاشات تصدح للتجربة في المكان .. واصبح أعضاء الفريق هم الموديل والمساعدين والمصورين والجميع في حالة حركة يتابعون ويطبقون ما نود تحقيقه .
لا ادري ماذا نسمي مثل تلك الحالة التي كان من الممكن أن تعرضنا للمسائلة وربما للطرد .. رغم كل ما جرى إلا إننا حافظنا على روح المكان والهدوء وعملنا بصمت وكأنه لا وجود لنا .. ربما ساعدنا الحظ بذلك .. وربما كان للفوتوغرافيا قانونها الخاص الذي يجعل من المستحيل ممكناً في أصعب الظروف … كانت حالة إستثنائية ربما لو تم ضبطها لتم منع التصوير في المكتبة نهائياً ولحرمنا غيرنا من متعة التصوير فيها لزمن طويل … ولكن من جديد أثبتنا إن للصورة صوت وصدى .. وربما لو تمعن المسؤولين بأهمية الصورة ودور المصور لربما خصصوا أياماً خاصة للمصورين ليقوموا بالتصوير بكل حرية كنوع من الثقافة التي لا تقل عن دور ثقافة الكتاب والقراءة.
همسة .. للصورة صوت يجب أن لا نكبته .. وللصورة رؤية يجب أن نحققها .. المصور مسؤول أمام المجتمع بأكمله ويتحمل المسؤولية الكاملة عن حسن سيرة وسلوك الصورة وما يلحقها من مسؤولية هادفة.
الصورة تم إلتقاطها بكاميرا نيكون D7200 عدسة 18-140 + فلاش بعيداً عن الكاميرا
الموديل الزميل سامي الأنصاري
Flash Off-Camera