Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
إصطياد اللقطات الشهيرة – الجزء الأول
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
التقاط الصور المستحقة لأن تكون يوماً ما “شهيرة” حلم يراود كل المصورين لحظة حديثهم الصامت مع كاميراتهم، قبل الانطلاق نحو العمل الجاد. ذلك أن الصورة الشهيرة تمنح صاحبها الألق السحري بكل زخمه ! ما يُعتبر من أجمل أنواع الوقود الإبداعي لدى المصورين.
التقاط الصور الـمُعدَّة مُسبقاً لتكون صوراً تخطف الأضواء، مهارةٌ عظيمة يعمل ملايين المصورين حول العالم على فهمها واكتسابها وتطويرها، لكن هناك أمرٌ آخر أكثر صعوبةً ومتعةً في نفس الوقت .. إنه اصطياد الصور المدهشة من حيث لا يتوقعها أحد ! هذا النوع الخاص من المهارات الشخصية المعتمد على سرعة استنباط الموضوع وبديهة الفكرة وإجبارها أن تقول قصةً مكتملة في ظروفٍ غير مكتملة !
والحديث عن اصطياد اللقطات لا يكتمل بدون ذكر ذلك المصور الشهير الـمُلقَّب بـ”صائد اللقطات” وصاحب أرشيفٍ بصريّ ضخم مرصّع بمئات الصور من نوع “البورتريه الخاطف”. المصور الذي كانت أمنيته أن يكون كاتباً فوجد نفسه يُنتج صوراً تنافس الكلمات في بلاغتها وروعتها وتأثيرها في أكثر من 60 دولة لربع قرنٍ من الزمان، مُعتمداً على أسلوب استنتاج أسئلة المشاهد وتوظيف الصورة بنجاح للإجابة عليها.
إنه “جو ماكنالي” صاحب الأسلوب الفوتوغرافي القادر على إخضاع فوضى المكان والزمان لأنظمته الخاصة، ونسج حالاتٍ بصريةٍ صلبة من حيث لا يرى من حوله سوى الفراغ، مُتكِئاً على فكرةٍ أساسيةٍ لا تفارق عقله، وهي أن الإضاءة “كل شيء” في الفوتوغرافيا ! فهي وحدها القادرة على إشعال فتيل المشاعر، سواءً كانت من مصادر طبيعية أو من خلال فلاش الكاميرا.
سنصحبكم في جولةٍ انتقائيةٍ خاصة في أروقة كتابه “لحظة التقاط الصورة” لنتجوّل بين عددٍ من الأسرار الهامة عن فن اصطياد الصور الشهيرة.
فلاش:
مهما حاوَلَت مُخيّلتك تصميم الصور التي يتحدّث عنها العالم .. قد يخالفها الواقع !