مراد الداغستاني من مواليد مدينة الموصل عام 1917م. أنهى دراسته الثانوية في الموصل عام 1940م وبدأ إهتمامه بالتصوير الفوتوغرافي عام 1935م.كان الداغستاني في الاربعينات من أبرز مصوري الموصل الى جانب آكوب وسركيس الارمنيين إذ نزحت أسرتهما من الى الموصل بعد مذبحة الارمن أثناء الحرب العالمية الاولى الا أن سركيس مات في الخمسينات وآكوب شاخ فإنفرد مراد الداغستاني كأفضل مصور في مدينة الموصل.شارك الفنان مراد الداغستاني في أكثر من ثمانين معرضاً دولياً في أوربا والامريكتين منها:
-معرض الانسان والبحر في يوغسلافيا عام 1965م.
-معرض مائة صورة عالمية في آلمانيا.
ظهرت صوره في عشرات الالبومات الخاصة بالتصوير الفوتغرافي العالمي ونشرت عنه عدة دراسات تحليلة في مجلات عالمية منها مجلة “التصوير الفوتغرافي” الانكليزية والمجلات العراقية والعربية.
فاز بالميدالية البروتزية في يوغسلافيا وحصل على شهادات تفوق من المانيا والبرازيل وفرنسا والصين.حصل على شهادة الابداع من البرازيل وكان في طيلعة ثماني فنانين منحوا هذه الجائزة.قدم صور حية للكادحين في لحظات إنسانية تدل على ذكاء الاختيار والقدرة على الابصار والتأثير وإقتناص ابرع اللقطات المعبرة بين الانسان والطبيعة مسجلاً أدق الملامح الشعبية للوجوه والاماكن
عرضت صوره في اكثر من ثلاثين دولة حول العالم منها: فرنسا ايطاليا،يوغسلافيا،انكلترا،السويد والارجنتين.منحته الدولة هدية تقديرية عام 1975م وكرمته بين الاوساط الثقافية الرسمية في محافظة نينوى ونحت له الفنان “هشام سيدان” تمثالاً نصفياً وافتتح وزير الاعلام معرض الداغستاني الاول ببغداد علي قاعة جمعية الفوتغرافيين العراقيين.
على مدار عقود طويله انتجت الساحة الفوتوغرافية العراقية العديد من الفنانين الفوتوغرافيين المبدعين والذين تركوا بصمه واضحه عبر منجزهم الابداعي الذي يعدّ الارشيف والارث الفوتوغرافي العراقي ورغم ذلك تميزوا بتنوع الاساليب والرؤي رغم ان الثيمة الأساسية كانت الانسان والمدينة والهم اليومي وطبقه الكادحين والفقراء والبسطاء الذين احتوتهم تلك المدن الواسعة المليئة بالصخب والحياه والاثارة , رغم وجود طبقات ثرية وطبقات معدومة لكنك تشعر عن طريق قراءة الصورة حجم الابتسامة الكبيرة على تلك الوجوه التي تجاهد وتكافح كل يوم من اجل لقمة العيش فكان الانسان محورا مهما للعديد من المصورين المبدعين الذين استخدموا العدسة بأسلوب ضمن لهم البقاء في ذاكرة الابداع العراقي.الحديث عن التصوير الفوتوغرافي في العراق لا يمكن ان يكتمل من دون المرور بالمبدع الكبير مراد الداغستاني المولود عام 1917 في مدينة الموصل التي كانت وما زالت تشكل الكثير في ذاكرة المبدع حمل مراد كاميراته في ريعان شبابه ليسجل بعين واعية وفكر ثاقب واحساس مرهف حياة الموصليين التصق بالوجوه التي يقسو عليها الزمن والايادي التي يغزوها خريف العمر وبقايا سكائر اللف الموجعة بالتبغ فالتقط بعدسته اجمل اللقطات التي اصبحت قراءة متأنية لمرحلة من الزمن وتسجيل وتوثيق لتاريخ مدينة عبر صورة مليئة بالحياة ومفعمة بالأحاسيس لقد كان يعاني كثيرا في مجتمع منغلق رغم بساطة العيش يجلس على دكات المنازل متأملا تلك البيوت التي تعانق غيوم الشتاء يطالع اجنحة الحمام وهو يحلق ويحط على زوايا المكان يتابع صرير عجلات العربات التي تسحبها الخيول التعبة من كثرة الاجهاد يغلق عينه على مشهد عابر فيجعل تلك المعاناة طريقا للنجاح ليمضي مع الشمس حين تسقط في النهر يتحسس برودة الضفاف الرطبة و يقاسم الصيادين لحظات امتلاء شباكهم بالسمك وامتلاء عدسته بالضوء الذي يشكل تفاصيل الحياة في صورة فنية وعمل فوتوغرافي كبير تلتمسه الاجيال من بعده مراد الداغستاني عنوان لمدينة الموصل بفرحها وحزنها وسعادتها وعرق العمال الفرحين السعداء بيومهم الطويل اغاني الفلاحين في يوم الحصاد يراقب طعم الاطمئنان على وجوههم الحالمة بصباح جديد ويوم اخر مليء بالنشاط والحيوية فيض المشاعر الانسانية التي كانت تتأرجح في روحه المبدعة تركت فيه اثار السرطان الذي انهك جسده ولم ينهك عينه الباحثة عن الضوء والوجوه الموصلية ورغم قساوة المرض وشدته كان يجد في حياة الناس حلما يكبر في فضاءات الروح يقاسمه الالم ويترك ابتسامة كبيرة على وجه استطاع ان يضع فنه في اولويات الكتب العالمية الباحثة عن سحر الشرق وجمال الروح والانسان مراد الداغستاني داعبت عينه الكاميرا عام 1935 واغمض عينه للمرة الاخيرة على مشهد مظلم عام 1982 تاركا خلفه كنزا كبيرا من الابداع وتاريخا وثقة بعدسة عانقت فيه روحه الندية سنين الالم الطويلة.
التعليقات مغلقة.