بواسطة Drs Korri.
عن حديث السينما المغربية ومقارباتها.
لن يستقيم النقد التحليلي عن السينما المغربية وأفلامها ومخرجيها، إلا بابتكار مقولات تبتعد مفاهيميا عن إسقاطات تاريخ النقد، وترسانة المفاهيم، (المستعارة من التفكير الفلسفي والسيميائي واللساني للسينما الفرنسية على الخصوص)، وأساليب المقاربة الإخراجية (لا أقصد تصنيفات الأساليب وتحييد المدارس انطلاقا من تاريخ السينما الأوروبية) بسياقاتها غير الجمالية، إسقاطها على حالة السينما المغربية وخاصة بما هي عليه من غنى وتعدد الْيَوْمَ رغم كل ما يُقال ويكتب. كما وأن ليست الجمالية، مرة أخرى، شكل إلباسٍ لمكونات الصورة السينمائية، ولا هي تقنيةمنمّقة ولا هي حكي مبسّط وخطي، ولا هي زواياوضع الكاميرا بشكل غير مألوف ومتعارف عليه تحت مبرر تعبيرية بصرية فريدة ومبتكرة. إن الجمالية بنية متكاملة ومقاربة متناغمة شكلا ومضمونًا، لكل عناصر “الكتابة السينمائية” تجذب وتعتقل وتقود نحو تماهٍ ( قسري بالنسبة للمتفرج العادي) وإرادي نوعا ما بالنسبة لخبير العين والأذن). حالة فسيفساء الإبداع إخراجا في السينما المغربية لا تفسر باستاتيكية تعاقب الأجيال، كما لا تفسر بالنظرة التجزيئية لهذا الفيلم وذاك، ولا بالنظر إلى “جرأة” أو “التزام” هذا المخرج أو ذاك، إن المسألة في حديث آخر، مسألة بنية انطلقت بها السينما المغربية وكان لها سياقها ونساؤها ورجالها، وسياقات أخرى تتوضح الآن لها سياقها الجديد/القديم. وبين هذا وذاك يظل المجهود الفردي جماليا فوق اعتبار البنية اعطيها الاستراتيجي الذي لم يجد له طبيب بين مدبري السينما الوطنية لا سياسيا ولا إداريا. للحديث بقية مفصلة في السنة المقبلة.