عرب فوتو / يحيى مساد / الاردن
لغة الضوء مفتاحك للإبداع في عالم الفوتوغراف بقلم يحيى مساد
كثيرة هي التحديات التي تواجه أي مصور في فهم الضوء بشكل سليم بغض النظر إلى مستواه إن كان مبتدئاً أو هاوياً أو محترفاً .
فهم الضوء بإختصار شديد هو أشبه بتعلم اللغات .. وجميعنا يعرف مدى صعوبة تعلم لغة جديدة إبتداء من تعلم الأبجديات ومخارج الحروف والنطق بها بشكل صحيح مروراً بالأفعال والضمائر وحركات التشكيل وتركيب الجمل ومتى علينا إستخدام كل حالة لتعطي المعنى بشكل صحيح لنكون قادرين فيما بعد على تكوين جمل صحيحة تامة وكتابة مواضيع الإنشاء وربما قد يصل البعض إلى كتابة القصائد وتأليف الكتب بتلك اللغة … حينها نقول أن فلان مبدع أو أبدع بتلك اللغة.
وهكذا هو حال لغة الضوء نتعلمها كي نبدع فيها لأن التصوير بجميع جوانبه يعتمد إعتماداً كلياً على لغة الضوء وفهمه كي نصل إلى مرحلة الإبداع للخروج بأعمال فوتوغرافية مبهرة أساسها الضوء.
فالضوء في الطبيعة متغير في كل لحظة من اللحظات الأولى قبل الشروق وحتى اللحظات الأخيرة بعد الغروب بقليل .. وهذا التغير له علاقة بعدة عوامل منها .. زاوية ميلان الشمس وسقوط الأشعة على الأجسام .. المسافة بين الشمس والأرض … درجة حرارة اللون .. كذلك العوامل المتغيرة والتي تؤثر على شدة الضوء ونصوعه مثل الغيوم ونسبتها المتواجدة في السماء وإرتفاعاتها وكثافتها كذلك الغبار العالق في الجو والغازات المتصاعدة من عوادم السيارات والمصانع .. بالإضافة إلى الأجسام المحيطة بالأجسام والمواضيع على الأرض من كل جانب والتي تعمل كعواكس و أو حواجب للضوء.. عدى عن عامل الوقت فضوء الشمس في أيام الصيف لا يتشابه مع الضوء في ايام الشتاء ولا في ايام الربيع أو الخريف نتيجة تلك العوامل المؤثرة .. وضوء الصباح يختلف عن صوء الظهر أو بعد الضهر أو المساء .. ولهذا لا يكون الضوء في حالة ثبات دائم أو يمكن توقعه بشكل تام
لا بد أن الجميع لاحظ نقاء الجو بعد يوم ماطر .. أو نعومة الضوء حين تنتشر السحب في السماء .. ونسبة الغيوم المتواجدة في السماء لها تأثير على الضوء الطبيعي في كل لحظة وتعتمد تلك المتغيرات على سرعة الريح في الجو وكثافة الغيوم وإرتفاعاتها.
كذلك هناك نقطة هامة جداً لفهم الضوء وهي المتمثلة بما يسمى درجة حرارة اللون .. حيث نلاحظ أن الضوء في الصباح تختلف درجنه اللونية عن ضوء منتصف النهار أو ضوء ما بعد العصر أو ضوء المساء.
كما تلاحظون أن هناك حالات ومتغيرات كثيرة حين نخوض في محاولة فهم لغة الضوء بشكل صحيح كما أسلفت سابقاً وقمت بتشبيهها بتعلم لغة جديدة .. ولهذا على كل من أراد أن يكون مصوراً مبدعاً أن يتقن هذه اللغة بشكل صحيح وذلك من خلال تفعيل الحواس والإحساس بالضوء .. لأن الصورة الفوتوغرافية ليست مجرد تسجيل لحالة على الفلم أو الحساس بل هي أعمق من ذلك وتتعدى الحواس المعهودة لدى الإنسان لما يسمى النظرة الخاصة أو بصمة المصور والتي تميزه عن سائر البشر وتميزه في هذا الإحساس.. لإتقان لغة الضوء .. مارس التأمل في كل شيء وفي كل الأوقات وسجل ملاحظاتك عن الضوء في ذاكرتك وأستثمرها في أعمالك الإبداعية.