انتظمت بقاعة الفنون بدولة الكويت فعاليات المعرض الجماعي النسائي التونسي للفن التشكيلي بمشاركة ست فنانات تشكيليات وذلك بمبادرة من الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت بالتعاون مع الرابطة التونسية للفنون التشكيلية وبالتنسيق بين السيد مشعل خلف مدير الفنون التشكيلية بالمجلس والفنانة التشكيلية التونسية عائدة الكشو رئيسة الوفد التونسي.
يهدف هذا المعرض الذي يمتد أسبوعا من 10 إلى 17 ديسمبر إلى تسليط الضوء على الحركة التشكيلية النسوية التونسية والتعريف بمختلف التجارب في الفن المعاصر والمنسوجات والخزف والمحفورات والصورة الفوتوغرافية وتوظيفاتها الجمالية.
حيث ركزت الأعمال على التعبير عن الجوانب الحسية والانفعالية والروحية والتطوير التقني والاسلوبي التعبيري في الفن التشكيلي الذي انطلق من الخصوصية التونسية بأبعادها الاجتماعية والثقافية وتطور نهضتها الفكرية وحضورها من خلال التناول البصري اعتمادا على الخامات المتنوعة والتقنيات المتطورة بتوظيف العلامات الجمالية ذات حضور أنثوي طاغ ومؤثر، إضافة إلى فتح مجالات التعاون الفني التشكيلي بين التجارب الفنية التشكيلية في تونس والكويت، والفنانات المشاركات هن السيدات: عائدة الكشو، هدى رجب، منى الجمل، رحمة القلال، شهرزاد سبيعة، سلوى العايدي.
المعرض افتتحه الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش والسفير التونسي في دولة الكويت أحمد بن الصغير وذلك بقاعة الفنون بالكويت بضاحية عبد الله السالم.
تميّز المعرض بخصوصية تونسية من خلال التنفيذ المتمازج بين الخامات والأسلوب والفكرة حيث جمع المعرض لوحات فنية وصور فتوغرافية وأعمال خزفية ومنسوجات متناسقة الترتيب فيما بينها شكلت محاكات جمالية بصرية داخل قاعة العرض حيث اجتمعت الموازين الثقيلة والخفيفة بين تساوقات الألوان والأبعاد الضوئية وتنوع الأشكال والمجسمات والخامات بدفء عكس تعايشا وحيوية وحياة وتذوق حمّلته الأعمال جاذبية بصرية.
وقد اعتبرت السيدة عايدة الكشو أن هذا المعرض المشترك فرصة للتعريف بالفن التشكيلي التونسي بشكل عام والنسوي بالخصوص إضافة إلى التعرف على جديد التجربة الكويتية في هذا المجال، وقد كانت مشاركتها بـ12 لوحة اشتغلتها بتقنية المكس ميديا مواضيعها ارتكزت على الطبيعة والبحر اختزلت الانفعالات الوجودية في تلون الأزرق ورمزية البحر واسترجاعات الحنين والطفولة.
كما شاركت السيدة هدى رجب رئيسة الرابطة التونسية للفنون التشكيلية بالنسيج الفني والحائطي والسجاد التي كانت مستلهمة من الخصوصيات الثقافية التونسية الزخارف العربية والرموز الامازيغية الافريقية التي حضنها الياسمين رمز تونس كتعبير أنثوي عن كل ما يختلج الواقع والخيال والحلم وحضور الحياة في انسجامها مع فكرة الأنثى الرحم والأرض.
وقدمت بقية الفنانات أعمالهن المتنوعة التقنيات المعاصرة مثل الفنانة منى الجمل التي عرضت فوتوغرافيا بعنوان “لا للانقسام” ركزت فيه على البورتريه الفردي والجماعي في تدرج التداخلات الانفعالية للملامح التي اندمجت مع الحالات المكثفة حيث عكست كل تفاصيل الوجود والواقع والحلم والألم والأمل.
التشكيلية سلوى العايدي عملها بني على الطباعة والحفر والتنفيذ بالحبر حيث مزجت الخطوط والرمز والمنمنمات في تخيلات وتأملات ورؤى أنوثة متناسقة الألوان ومتناغمة مع الحياة بحيوية البقاء والحضور والانجاز.
وقد شهد الافتتاح حضور إعلامي ومتابعة مكثفة كما تم خلاله تكريم الأمين العام ومدير الفنون التشكيلية للمجلس من المشاركات التونسيات وتقديم ميداليات الصداقة والتعاون بين تونس والكويت.
كما سجل المعرض حضور ومتابعة عدة أسماء فنية وتشكيلية كويتية نذكر المصممة الكويتية شروق سالمين والفنانة التشكيلية الكويتية ثريا البقصمي التي اعتبرت المعرض فرصة للتعرف على التجربة التشكيلية النسائية التونسية معبرة عن مدى إعجابها بمنجزاته التشكيلية والتقنيات المستخدمة ومزيج الخامات ما يظهر تمكن الفنانات وحرفيتهن في حسن صياغة الفكرة بجمالية بصرية خاصة مع خامة النسيج والخزف التي تشتهر بها تونس.