عبدالرحيم قوصيني Abed Qusini ..
فنان فلسطيني يُطلق بعدسة كاميرته قذائف ضوئية صحفية توثيقية ..
بقلم المصور : فر يد ظفور
- يشرق نجمه الضوئي من بعيد من مشاهد الأمل والتأمل ..صوت المطر المنهمر يتراقص مع وقع ركض المارة ..وصوت النغم المرافق لأغاني فيروز الصباحي ..إنه اللهفة للتعرف بالإبداع حيث تتهافت الكلمات وتتراقص في محرابها الصور وشموس المستقبل ..عاشت معنا أعماله على سياجات الذكريات ..ناياً يرق به الصدى الحزين ..لنرفع الستار عن فنان ومدرب وصحفي من فلسطين إنه الأستاذ ..عبدالرحيم قوصيني ..
- على مسافة ممتدة مابين الكاميرا والعدسة ..وجد الفنان المصور نفسه يحاول تسلق سلم المجد والإبداع .بالدخول مبكراً لعالم مهنة المتاعب وعالم التعب والأضواء والأكشن والعذاب و سهر الليالي للحصول على لقطة مميزة تعمل خبطة صحفية..ورغم ذلك تعلم السير فيه لا بل بين ألغامه والغلطة بكفرة..ورغم كل الصعاب تعلم المشي فيه وهو شاب فتي وهكذا حتى إشتد عوده وأصبح رقماً صعباً في عالم الصحافة الفلسطينية والأجنبية ..من خلال ماقدمه من أعمال مميزة نال عليها الكثير من الجوائز المحلية والعالمية..ولا حدود لأحلامه وأبسطها تحويل إسمه إلى القوائم العالمية..ومن الصعب تقيد المصورين بأسلوب معين فلكل مصور بصمته الفنية الخاصة به والتي تميزه وتسجل له عن الباقين..
- يهمنا دائماً أن نسلط الضوء على صناع القرار وعلى المصورين المميزين وعلى القضايا العامة والقصص الإنسانية وعن معاناة من يكون وراء رصد تلك الصور وإبرازها للعالم ..ونحاول ساعين للكشف دائماً عن طيات من العالم التي يعيشه الشعب الفلسطيني البطل..والناس تتأثر كثيراً أو قليلاً بالقصص والصور الإنسانية للأطفال والنساء والشيوخ والتي يكون طابعها مأساوياًُ والتي تنقل حقيقة أو واقعاً معيناً بصدق وشفافية وتجعل الناس يفكرون بما يدور حولهم ويكونون رأياً يتفق مع الظاهرة أو القضية أو يختلف وهذا تابع لثقافة وإهتمام المتلقي الإجتماعي والفكري..وتلك التفاصيل المأساوية التي لايمكن أن ترى النور لولا أبطال ميامين دخلوا ساحات الوغى وأطلقوا ديافراجم كاميراتهم ليطلق اللقطات في وجه المعتدي والظالم لينقل تلك الصور إلى العالم الذي أصبح قرية صغيرة وبإمكانات بسيطة وعبر جهاز موبايل يستطيع أي فرد رصد ونقل الحقيقة ونشرها عبر وسائل السوشيل ميديا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وربما تكون لقطتهم ذات أهمية بمكان ..فكما رصد هاوي تصوير برجي نيويورك بأحداث أيلول ..ولكن الأمر سيكون مختلفاً ونوعياً وأكثر خطورة وأكثر مهنية وتقنية لتسجيل تلك الصور من أرض المعركة ومن تحت القصف ومن فوق الركام والجثث والدماء..وبذلك يكون المراسل أو المصور الحربي هو الشاهد الحي لما ستؤرشفه وتوثقه عدسته للقادمات من الأيام والأزمان وسيذكر إسمه في سجل الخالدين الذين يحملون أرواحهم على أكفهم لنقل الصورة والحقيقة للمشاهدين وهم في منازلهم وخلف أجهزتهم الذكية الثابتة والمنقولة..
- يشهد التاريخ الفني بل والثقافي عامة ..بأن الفنان المصور المبدع قادر لا على الخضوع السلبي للنماذج الثقافية التي يقدمها المجتمع فحسب ..بل على تخطي التوجيهات المقدمة له وعلى التأثير في الرأي والمجتمع المشترك معه..فتوق المصور إلى السبق الصحفي وإلى المعرفة يتنازع مع تحريم البحث عنها..وعندما يكون التحريم المفروض جماعياً على البحث والتساؤل هو الأقوى ..فإن التساؤل يصبخ مصاحباً للقلق المظلم والأسود وبهذا تنتهي الثقافة وتصبح الطاعة الإجتماعية للأوامر هي الخط الهاديء المسلوك في عمل الصحفي..وإن إتساع ثقافة المصور أو ضيقها والمثابرة على العمل والبحث عن الصورة الأفضل وعن المعرفة أو تركها ..يتوقف على قوة شخصية المصور وإستعداده للنظر نقدياً لأعماله وبإستقلال إلى مايطرح أمامه..وهنا نقر بأن المصور عبدالرحيم قوصيني كان متجاوزاً البعض وأنه مهد للبعض وأنه كان مقداماً وعنده قدرة فكرية وفنية هائلة تحمل كل التوق الدينامي إلى المعرفة والبحث والتطلع إلى كشف الحدث وكل جديد ..ورغم أنه في قلب الحدث ومعرض هو والكثير من زملائه للمخاضر وربما ليخسر كل مايملك في خدمة الصحافة والصورة والميديا والسوشيل ميديا..لأن عند كل إنسان ولا سيما الفنان حاجات آمرة يجب إشباعها قبل كل شيء وعندما يتوفر للإنسان المصور الوقت والقدرة والطاقة بما يتجاوز الحاجات الأولية فإنه عندئذ فقط يمكن أن يغرس التطور وكذلك النوازع المصاحبة لظواهر الوفرة كالحب والإبداع ..والوفرة هي الميزة الكبرى للفنان وهي الإبداع على وجه الخصوص فلا سبيل إليها إلا بدراسة الفن نفسه ..حيث تتراى الصورة بالحاجة والوفرة والتجربة والطريقة والفكرة والإنفعال..
- وها هو العام الجديد يتأهب لكي يتسلم أوراقه من العام الراحل والمودع بأيامه القليلة..فكل عام وأنت للحب الضوئي قلبه وللقلب حبّه وللخير الفوتوغرافي نبعه ومصبه…وللتصوير منجمه..لأن الكلمة الرقيقة والطيبة والهدية المعبرة عن مشاعر المحبة والعشق للفوتوغرافيا في المناسبات أو بدونها..تنعشان مشاعر الحب وتجددان علاقة عشق الصحفي للصورة لإيصالها للجماهير لكي تصبح أيامهم كلها أعياد للحب والحقيقة ..لأن الكل يبكي على الوطن ..ولا أحد يزرع في رصيفه وردة ..
- وندلف للقول بأن الفنان المتميز المتألق عبدالرحيم قوصيني الذي وثق وأرشق الكثير من الأخداث الفلسطينية حيث كانت عدسته تطلق قذائف وحمم فوتوغرافية أيقظت من به صمم وكانت بمثابة الشوكة في عيون الأعداء ..وقد قدم نفسه قرباناً على مذبح الحقيقة والخبر والصورة والسبق الصحفي معرضاً حياته للكثير من الأهوال والأخطار..من هنا نقدم له كل التقدير ونتمنى له دوام التوفيق والنجاح والسلامة..ولكن ينبغي على القائمين على رعاية الفن والمصورين وعلى العاملين في الشأن الثقافي ضرورة النظر بعين العطف والتكريم لهذا المصور الفنان الكبير للتاريخ الذي قدم فيه زهرة شبابه وكل مايمك من طاقة فنية وبصرية وثقافية في التدريب وفي الميدان لخدمة فلسطين وأبناء بلده لنقل الواقع والصورة التي هي أبلغ من ألف كلمة..
-
ــــــــــــــــــــــــــــــ عبد الرحيم قوصيني ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصور الصحفي الفلسطيني : عبدالرحيم قوصينيAbed Qusini
نبذة مختصرةWhen the lens draws the history of homeland-
Photographer, translator لدى تصوير صحفي
-
يقيم في نابلس
-
من نابلس
-
-