- الفنان أنس إسماعيل Anas Ismael ..
- سفيرُ الفن الضوئي السُّوري بين اللاذقية وسلطّنة عُمَان وعَمَّان الأُردنية ..
- بقلم المصور : فريد ظفور
– هي الشهوة البكر في الأمنيات المعرفية بأن يسترد الصدى الضوئي مايقوله..إنه العشق للمجد البصري يغري.. لهيب الظمأ في الجروح الفنية..حيث يرقد تحت هذي الخطا مستحيل..يبعث النشوة والمجد فينا ..هو الصوت المعرفي الذي حرك الفوتوغرافيا العربية ..ونحن النيام ..ألا نستفيق ..ونحو مشروع هايكو فوتوغرافي كان الطريق..حيث تقرع أجراسه في الهزيع الأخير ..والورود تغافلني في الظلال لكي تنتقي أجملها وأعطرها لعاشق للضوء نهديها..نحث إليه الخطى ونلوذ بباحة دفئه الفني الموشح بوجه زرقة البحر…. إنه المصور الضوئي.. أنس إسماعيل ..
- الزمن يتقدم ..وقد كان عاملاً في نضج تجربة المصور أنس..ونحاول باديء ذي بدء أن نلتمس مفهوم الصورة والتصوير الذي تبناه المصور ..وصوره هي التي تجيب عنه..فهي تعبير عن حياته وثقافته الفنية البصرية وهي من جانب آخر تصور لرؤيته للحياة والمجتمع والوجود والعالم من خلال تطور أعماله وكيفية سردها وطرحها للمشاهدين..والزمان والمكان الذي يسقطه الفنان في صورة ما.. و اللحظة التي تسعى الصورة لإقتناصها والتعبير عنها لا تستطيع أن تُعبر عن الحياة كلها..مهما بلغت قوة التكوين ولكن مجموعة الصور والمصورين هي التي تنقل البيئات الحية في غناها وتشابكها ..والحياة في حيويتها وديمومتها وإمتدادها وسيلانها..وحتى نتعرف على رؤية الصورة وقراءة فلسفتها ..ولا ننكر على الفنان أنس علاقته بالحياة ..بل نؤكد مدى إرتباطه بالبيئة ومفرداتها وأشخاصها الفاعلة..فأن يحيا حياة الناس وبين الناس فهذه مباديء تؤكد عظم شأن كبار المصورين في العالم..وإن صلة المصور بحياة الناس في الشارع وفي شتى مرافق الحياة هي من عمله الأساسي..وهو على علم عميق بوسطه وبيئته الساحلية حتى كانت صوره ناتجة عن المعرفة الشخصية لمحيطه الإجتماعي فقد إستطاع ببراعة فائقة أن يصور التجارب الإنسانية التي أدركها و التي رصدتها عدسته باللون الأبيض والأسود وتدرجاتهما الرمادية وأيضاً بالألوان الطيفية السبعة بتضادها وكنتراستها وبنعومة إضاءتها أحياناً ..وإستطاع نقل الفن من عالم الواقع اليومي المعاش إلى عالم التخيل والتجريد وربما نحو الفن المفاهيمي ..ولكن الفن له قضية ..وكانت وستبقي قضيته هي الإنسان وهذا أخذ حيزاً كبيراً عند الفنان أنس ..والقضية تحتاج إلى كفاح وتضحية يصوغها مع هدفه..لأن الكفاخ قانون الحياة والكفاح على جبهة الفكر والفكر أعظمها..والمصور أنس في كل صوره عند تصويره الناس في الشارع ..كان عميق الإنسانية ومكافحاً وإجتماعياً وصاحب قضية وحس فني جمالي راق..وقد عبر بصوره للراقصين وللممثلين على المسرح ولطرح وتقديم فكرة مشروعه : هايكو فوتوغرافي الذي يعبر فيه عن طموحاته المستقبلية تعبيراً فنياً وتقنياً صادقاً ومخلصاً و قدم نفسه من خلال دلالاته وأعطى الدلالات والرموز من خلال خدسه الفني فكانت صوره في البحر والشارع والمسرح وورش العمل والأطفال والمرأة والناس البسطاء..وكانت أعماله وكوادره فيها دقة الملاحظة وروعة الإيماءة وقصي البعد الفني ..وشموليته بالرؤية التي نتذوقها إحساساً ضوئياً يولد فينا الإندفاع نحو المحبة والخير والجمال..ويمسك بنا عن النزوع نحو الشر..ويتيح لنا التعرف على تطلعه إلى التغيير ورفض الواقع بأن يكون دور الصورة هو التوثيق فقط…هذا التغيير للتصوير النمطي والكلاسيكي ويعتبره معركته ..ويكون فاعلاً فيه وسائراً في دروبه مع طليعة تملك الوعي الفني وتنشر ثقافة الصورة وتحمل فلسفة وثقافة الصورة للجماهير التي تنتظر أعماله الإبداعية دائماً..
- و يتشابه الفن وتتشابه أعمالنا مع الآخرين ..لقربنا بالعيش بنفس البيئة وتشابه موضوعاتنا ..فالطبيعة البكر التي تميزت بنضوجها ونقائها وإخلاصها لعشاقها..ولكن في فن التصوير يكمن عمل النقاد في نقد فلسفة الصورة ..بالنقد الفني والأدبي..ومدارسها ومناهجها..كما الأسلوبية بنقد الإسلوب والنقد البلاغي أو التكويني للصورة الفنية والنقد البنيوي لمعرفة تركيب العمل الفني الضوئي..والنقد الإجتماعي لمعرفة مدى مطابقة الصورة الضوئية للواقع الإجتماعي..وكذلك النقد النفسي لمعرفة إلى أي حدّ تعبر الصور عن مكونات الشعور عند المصور..ويظل النقد الإجتماعي هو الكاشف للتكوين وتشكيل الصورة التي تعكس الواقع إجتماعياً وثقافياً ودينياً وسياسياً ..وكثيراً مايتحول النقد الفني وحتى الأدبي ويقع في تقنيات العمل الفني فيما يتعلق بالمضمون والتكوين وبالشكل والإسلوب والمهارة الفنية وتقنية وتكنيك الصورة والنص وأساليب الحوار والوصف وحديث النفس والرموز والإشارات وأنواع الدلالات ومع ذلك نلاحظ بقصور بالتوجه نحو المضمون ومعرفة قصد المصور أو الكاتب بأداء رسالته لتبلغ وإحداث الأثر الإجتماعي والنفسي والفني المتضمن في رسالة الفن والأدب وغاية الأديب والمصور الضوئي..وتكمن مهمة نقد فلسفة الصورة إلى الدخول في صلب الموضوع وفي قلب العمل الضوئي أو الأدبي لمعرفة مساره وهدفه وموضوعه..فالصورة قصد المصور منذ رؤيته للواقع إلى تصويره الكادر ثم الأثر الذي تتركه الصورة بساحة المنطق عند المتلقي أو المشاهد أو القاريء..ومهمة الأديب أو المصور التصوير والتعبير والتأثير ومهمة الناقد الفهم والتطوير والتغيير ومن ثم مهمة نقد فلسفة الصورة وتحليل المضمون مباشرة دون التوقف على تحليل الألفاظ أو الأجزاء من الصورة والكشف عن الموضوع والفكرة وراء القصد عند المصور بالعودة إلى الأشياء ذاتها ومعرفة الأنماط السابقة في الثقافة الشعبية والبيئة المحيطة للمصور ..ومشاركة الناقد في الهدف وبالتالي إعطاء أبعاد جديدة للصورة ..ويعتبر النص النقدي تدعيم للنص الفني والأدبي وتحقيقاً لأهدافه في الواقع الإجتماعي..ولعل صورته البانورامية التي جمع فيها قرابة الثمانين صورة فوتوغرافية لخص فيها كل ماوقعت عيناه من مشاهد للناس من صغار وكبار وعجز ومسنين ونساء ورجال وراقصين على المسرح وعشاق على الشاطيء ومصورين وفنانين وأدباء وأطفال المشردين منهم والسعيدين..فكانت هذه اللقطة حكاية الحكايات سيما وأنها كانت عام 2014م..والمميز بأن عدسته أبت بأن تسجل أي مشاهد للعنف والدمار والدم..وهذا يدلنا على روحه الإنسانية الجامعة والمحبة للناس وللعيش المشترك وللخير والتفاؤل والأمل ..
- الفنان أنس إسماعيل.. مصور ضوئي وخريج كلية الاداب قسم اللغة العربية عام ١٩٨٠م.. من جامعة تشرين السورية..ويقدم لنا مجموعة أعمال ضوئية واقعية جديدة بدمجه ماهو تجريدي خالص في التكوين إلى ماهو تشخيصي ..فواقعيته تملك المضمون الفكري وتقدم رؤيته القادرة على إستيعاب كل عناصر الحداثة الفنية والتقنية وتوظيفها لخدمة المضمون الفني ..وهكذا فقد عبرت لوحاته عن جانب إنساني هام ويعمل منذ مدة على توصيل رسالة للمتلقي ببساطة وعفوية عبر مشروعه الذي أطلق عليه هايكو فوتوغرافي..وهو على نسق شعر الهايكو* .. ولعله عمل فني رائد متميز وجديد عربياً لملامسته المشاعر الإنسانية المحيطة به ..وسيكون له شأن ضوئي في عالم الفوتوغرافيا والميديا وسيتحدث عنه النقاد والصحافة في القادمات من الأيام..ولاننسى إهتمام فناننا بقضايا المسرح وبالتمثيل فقد عمل بالمسرح الجامعي كممثل ومخرج مع العديد من الفناني وشارك أقام أكثر من خمسين معرضا تشكيليا وفتوغرافيا لفنانين كبار ..و قام بإدارة أكثر من 10 ورشات عمل تصوير ضوئي بناي كافيه ومع مؤسسات مجتمعية قام بتصوير فوتوغرافي بمسلسلي ضيعة ضايعة والخربة بتكليف شخصي من المخرج الليث حجو.. وكذلك ساهم في نشر ثقافة الضوء عند الأطفال وعند الشباب من خلال متابعة نشاطاتهم الفنية والأدبية في المقهى حيث يقدم الدورات والمحاضرات والندوات الشعرية والأمسات الفنية الموسيقية والعروض المسرحية المصغرة .. وورش عمل عن الفن الضوئي وقدم ماينيف عن مئة وتسعين أمسية موسيقية خلال سنة وأربعة أشهر و واحد وعشرين معرضاً للفن التشكيلي ..ويهتم أيضاً بصور الناس الغلابة وبالفقراء والشحاذين وبالراقصين في الباليه و الدراويش ..والموالد والمولوية والرقص الشيخاني وحلقات الذكر وغيرها.. ويهتم بالفن المسرحي وبأجوائه السريالية وبأضوائه الساحرة للنظارة والمتابعين .
- .من هنا ندلف للقول بأن تجربة فناننا أنس إسماعيل كانت بحق غنية وفيها جوانب تقنية وإضافات جديدة لعالم الفوتوغرافية المحلية والعربية..لذلك نتقدم بإحترام وبإجلال لنثني على تجربته الرائدة التي ستكون بالمستقبل مدرسة ومنارة لعشاق الفوتوغرافيا..والحق نقول بأن أعماله بالأبيض والأسود .. كانت متعة بصرية وتدل على ثقافة فنية ومهارة تقنية وتكنيكية عالية وخبرة ضوئية بصرية حلق فيها فارس الضوء وأمتعنا وأعادنا بالزمن الجميل إلى أدراج الماضي حيث كان الفن الأحادي وتدرجاته الرمادية ..وأتحفنا بلوحاته الشاعرية والجذابة بلغة بصرية هايكويه رشيقة وبتقنية قل نظريها عند الآخرين ..فكل الشكر والتقدير لهذه الأعمال التي نأمل أن تأخذ طريقها في المسابقات ويأخذ فناننا حقه في تسليط الضوء عليه وفي تكريمه مادياً ومعنوياً في سورية و بالوطن العربي وفي العالم ليظل يرفد الفن الضوئي بأجمل مالديه من إبداع وتألق ..
- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- * شعر الهايكو : هو أحد الأنواع المتفردة من الشعر الياباني، وهو يحتاج إلى بذل بعض الجهد من أجل فهمه، ويختلف شعر الهايكو الياباني عن الكثير من أنواع الشعر المختلفة، فهو متفرد بشكل كبير ويحمل الكثير من الخصائص والملامح الخاصة به، لذا لابد أن تكون على علم ببعض الأشياء الأساسية عنه..و تعني كلمة “هوكو” بداية القصيدة، وتتكون قصيدة الهايكو : من بيت واحد مكونة من 17 مقطعًا من اللغة اليابانية إلا أن الأمر يختلف عند كتابة القصيدة باللغات الأخرى،..و يختص شعر الهايكو: بمشاعر الإنسان حول الأمور المختلفة الواقعة حوله والطبيعة والمشاعر الإنسانية .
- ـــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الأستاذ أنس إسماعيل ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنس إسماعيل..مصور ضوئي سوري الجنسية يقيم متنقلا بين سوريا والاردن وسلطنة عمان
عضو الجمعية العمانية للتصوير الضوئي
له اربع معارض في سوريا ويعمل على مشروع هايكو فوتوغرافي
يدير ويشرف على أنشطة وفعاليات ثقافية وفنية فوتوغرافية و ورشات تصوير ضوئي في سوريا
– خريج كلية الاداب قسم اللغة العربية ١٩٨٠م
عرف كممثل مسرحي في سبعينيات القرن الماضي
كما قام بالتصوير الفوتو غرافي لمسلسلي ضيعة ضايعة والخربة
-
Freelancer لدى Freelance PhotographerOwner لدى Nai Art Cafeيدرس Arabic Language & Literature في جامعة تشرين-Tishreen Universityيقيم في Latakia, Al Ladhiqiyah, Syriaمتزوج من Latakia, Al Ladhiqiyah, Syria