عبد الناصر أعلوف Abdu Nasser Aalauf …
فنان ضوئي يشعّ إبداعه الفني بالأزرق ..
غزارة في الإنتاج ومتعة في الإبهار..
بقلم المصور : فريد ظفور..
- ها أنذا أسدل ستائر ليلي الضوئي..بخمرة العشق المعتق من رضاب حبه الفني..و أملأ كأس عاشق للضوء سحره الفن الفوتوغرافي..سنرتوي من جمال صورك وخصال بحارك المعرفية البصرية الفنية..نغوص في الأفق البعيد ..لنردد أنشودة المطر ..للغسق..للقمر..أو نغني ترتيلة للجلنار ..حين لامس حبك شغاف القلب ..على أوتار الضياء..وعزفت أناملك على قيثارة الديافراجم أعذب التكوينات والتدرجات اللونية في بطاقة ذاكرة الكاميرا..لتخرج منها مقامات الصور بألوان الحياة بألوان السماء التي إرتدتها مدينة شفشاون عروسة الساحل المغربي..فهل عرفتم من هو ضيفنا القادم من جبال الأطلس من خلف الأكمة والتلال والوديان ..فتعالو نجمع له كل الزهور والورود والياسمين والريحان لنرحب بالفنان الإنسان .. عبد الناصر أعلوف..
- ولكن ما حكاية وسحر الطبيعة وجمال اللون الأزرق بمدينة شفشاون المغربية Chefchaouen City in Morocco.. التي يقطن فيها المبدع عبد الناصر أعلوف..
ويعني الاسم الأصلي للمدينة هو أشّاون أي القرون بالأمازيغية .. ذات الطابع الإسلامي والعربي، دون أن تفرط في التاريخ الأمازيغي للشمال الأفريقي. ويعدها كثير من الشفشاونيين هبة رأس الماء (نبع الماء بالتعبير المحلي)؛ أي الموقع الجبلي الذي تنساب منه مياه عذبة، ويحج إليه الزوار والسائحون والمصورون كل عام…
يقع إقليم شفشاون في أقصى شمال المغرب على سلسلة جبال الريف ويحده شمالا البحر الأبيض المتوسط بواجهة بحرية تمتد على ما يفوق 120 كلم وجنوبا إقليمي وزان وتاونات وشرقا إقليم الحسيمة وغربا إقليمي تطوان والعرائش. وينتمي الإقليم جهويا إلى جهة طنجة تطوان. تبلغ مساحة إقليم شفشاون 4350 كلم مربع.و
تتسم مدينة شفشاون بالسمات الجبلية، ذات التضاريس الصعبة والانحدارات المفاجئة والأودية المنخفضة والانكسارات الحادة. وقد عرفت تواجد الإنسان منذ العصور القديمة. كما عرفت وصول الفاتحين العرب كموسى بن نصير الذي بنى مسجدا له بقبيلة بني حسان شمال غربي شفشاون، وكذا طارق بن زياد الذي لا يزال هناك مسجد يحمل اسمه بقرية الشرفات.(قيادة باب تازة) وهكذا، فمنذ الفتح الإسلامي للمغرب، أصبحت هذه المنطقة مركزا لتجمع الجيوش. وفي عهد الأدارسة (القرن التاسع)، أصبحت المنطقة تحت حكم عمر بن إدريس الثاني الذي جعل من فاس عاصمة لإمارته. وهكذا عرفت المنطقة وقوع حروب ونزاعات مختلفة حتى تأسيس مدينة شفشاون في 876هـ/1471م على يد مولاي علي بن راشد، لإيقاف الزحف البرتغالي على المنطقة. تحتضن المدينة العتيقة لشفشاون مجموعة مهمة من المباني التاريخية التي تعكس إلى حد كبير الطابع التاريخي والحضاري الذي تكتسيه المدينة.
ولعل أهم معالمها السياحية هي : القصبة – ساحة وطاء الحمام – المسجد الأعظم – حي السويقة – حي الأندلس – حي العنصر – حي الصبانين – منبع رأس الماء – شارع المغرب العربي – وبإختصار مدينة شفشاون المغربية.. لوحة من سحر التاريخ ..و المصنفة ضمن أجمل 10 مدن بالعالم ..وكل عام تستضيف عشرات الصور الفوتوغرافية التي التقطها مصورون عرب وأجانب لمدينة شفشاون الشمالية المغربية تتفق في غلبة اللون الأزرق واعتبار السماء سقفا مفتوحا تتطلع إليه صور يضمها معرض فني يتنقل بين الواصم العربية.. - للوهلة الأولى يصدمك الفنان عبد الناصر ..بل ويدهشك بأسلوبه التقني وتفرد موضوعاته التي يغلب عليها الجانب الإنساني ..وتلاحظ مسحة عذوبة تقطر من عرق جبين العمال والمعذبين والناس الطيبين الذين ترصدهم عدسته..فهو يتعامل مع موضوعاته وتشكيلاته الضوئية الفنية بكثير من العمق والحرفنة والموضوعية..فيرسم بالظلال كوادره وتشكيلاته ذات اللون الأحادي..فهو يتعامل مع البيئة الشفشناوية بحرفية عالية تتجاوز التعصب والتطرف في الحب..فهو يحول المكان لوثيقة تصبخ فيما بعد مقولة ثم أيقونة فوتوغرافية برؤياه البصرية الفنية..وليس بالأمر الجديد على هذا الفنان المبدع الذي إستطاع أن يشد الإنتباه لأعماله الجميلة منذ مدة من الزمن..حينما حمل كاميرته وذهب يجول في مسقط رأسه ثم في بلده المغرب وكذلك خارج الحدود ليقدم روائعة وتحفه الضوئية بمزيج من التوثيق والقصة والحكاية التسجيلية للبيئة التي ترصدها عدساته..ومنذ ردح من الزمن وإسم عبد الناصر أعلوف يتربع ويحتل الموقع والمكان البارز في صفحات التواصل وبين قراء ونقاد الصورة عربياً وعالمياً..فأعماله التي رصدت وتعاملت مع الكوادر المصورة بحيادية وموضوعية..فهو يتجاوز أقرانه ويتألق من جديد متجاوزاً اللحظة وإنفجارها والعاطفة وتفاعلاتها والقلق ورهبته..فدائم يرصد بعدسته الموضوع بمساحة أكبر وشمولية أعم وأشمل..فقد إستلهم التاريخ لمدينته وعاش سطوره ولحظات طفولته فيها..وإستخلص العبر والدروس وحولها لمقولات راحت تتداعى أمام عينيه وتتأكد كادراً وراء كادر ومشهداً بعد آخر..وفق حياكة ضوئية رائعة ومشهدية عذبة وتكوين جميل قدمه للمشاهدين ولمتابعي أعماله..وبقي وفياً لبيئته ومواضيعه التي تحمل الطابع الإنساني..وبقي الموضوع والقضية مترابطين ومتماسكين من أجل إثراء فكرته وتحقيق المقولة التي يريد الوصول إليها..ومن خلال متابعتنا ورصدنا لأعمال أعلوف..نستطيع القول بأن أعماله ستظل حاضرة في ذاكرة الزمن والأجيال وعشاق الفن الضوئي ..وأيضاً نلحظ المنهجية التي يعمل بها المصور أعلوف وهي الحيادية والموضوعية والعمق..وهذه مفردات تتجه بوصلتها نحو إبداع فني عبر إيقاع شذي وموسيقي كتب بحرفية وبرؤى بصرية ..آخذاً بعين الإعتبار نبض اللحظة وإيقاع مشهد التكوين وتفاعل متابعيه ومشاهدي أعماله الفنية..وكل تلك الأعمال تأتي كنتيجة حتمية للتجربة الفريدة والعريضة التي خاضها الفنان أعلوف ..وتعيد مشاهد صوره العامرة بالقيم والمخصبة بالمعاني والمفعمة بالدلالات الفنية والحافلة بالدروس والعبر..وهو شأن لايتمتع به سوى القلة من الفنانين الضوئيين..فقد إستلهم التاريخ ورصد التجربة ليحول الوثيقة إلى مقولة تتخلد للأجيال من بعده..
- وندلف أخيراً للقول بأن ابن مدينة شفشاون المغربية الفنان المتألق ..عبد الناصر أعلوف..قد كان وفياً ومخلصاً وصادقاً بإعطاء مدينته ردائها المعهود وإضفاء لون السماء عليها لتصبح بحق أيقونة للمدن الساحلية وعروسة للمجد الفوتوغرافي بعدسات المصورين حجاج قبلتها كل سنة ..فبربكم أتراه يستحق أن يسلط الضوء عليه لتبيان تجربته الثرية والغنية بالقيم اللونية والجمالية وتدرجات اللون الأحادي..من هنا نلفت عناية المسؤلين عن الشأن الضوئي بضرورة إنصاف وتقدير فناننا المبدع على أعماله وتجربته الضوئية المتفردة والرائدة والتي تستحق الجوائز العالمية والتكريم والإحترام ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان عبد الناصر أعلوف ــــــــــــــــــــــــــ
نبذة مختصرة : عبد الناصر اعلوف