تعرفوا على المصورين الفوتوغرافيين العراقيين الأرمن
عشتار تيفي كوم – ازتاك/
أرشاك (صاحب ستوديو ارشاك) وجان (صاحب ستوديو بابل) ومصور الآثار (كوفاديس ماركاريان) وغيرهم.. – من تاريخ الارمن ..والارمن العراقيين المنسيين
في مجال التصوير فقد عرف المصور السينمائي (خاجيك كيفوركيان)، وهو من أوائل الرواد في مجال التصوير السينمائي ومن الرواد القلائل في تقنية التصوير في العراق والوطن العربي والمصور الصحفي الرائد (امري لوسينيان) شيخ المصورين الصحفيين العراقيين الذي صور ملوك وزعماء العراق وارشف جزءاً كبيراً من تاريخ العراق، والمصورين الفوتوغرافيين المعروفين ارشاك (صاحب ستوديو ارشاك) وجان (صاحب ستوديو بابل) ومصور الآثار (كوفاديس ماركاريان) وغيرهم. وفي مجال الفنون، برز الفنان الرائد (بهجت عبوش) الذي رسم عماد يسوع المسيح على سقف كنيسة الأرمن الأرثوذكس في بغداد، وأقام له معرض في المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد والفنان التشكيلي (ارداش كاكافيان)، وممثلة المسرح (ازادوهي لاجينيان)، والمخرج (كارلو هارتيون)، والمخرج السينمائي العالمي (اشخان افيديس – حكمت لبيب)، والمخرجة (سيتا هاكوبيان) وفي الموسيقى برز (كريكور بارسوميان) و(آرام بابوخيان) و(آرام تاجريان) و(نوبار بشتيكيان)، وعازفة البيانو (بياتريس اوهانيسيان). وفي المقام العراقي برز (الأب نرسيس صائغيان) الذي عرف بوفرة معلوماته عن المقام وجميع قراءات المقام العراقيين ويرجعون إليه معرفة أدق المعلومات عن المقام العراقي وللأب (صائغيان) أيضا مؤلفاته في التاريخ واللغة ودراسة أصول ونسب العائلات المسيحية. اما الموسيقار (سيساك زار بهانيليان) فقد كان احد فلاسفة الموسقى الشرقية وعازفا برع على العود والكمان والف قطعا موسيقية مستخدما فيها مقامات صعبة لم يجرؤ موسيقار غيره التقرب منها.
ومن الارمنيات (سارة تاتيوسيان) التي عرفت من أهل بغداد بـ (سارة خاتون) أو (سارة الزنكينة)، وسمي حي كمب سارة في بغداد باسمها، وهناك (ريجينة خاتون) التي أوقفت اراضيها للطائفة شيدت على إحداها دار للمسنين، وهي المؤسسة الأهلية الأولى التابعة للطائفة، وشيدت مدرسة ثانوية كانت قد اممت مع مدرسة الراهبات للبنات العريقة التي كانت بنات عائلة صدام قد اشتركن فيها لعلو سمعتها في الاوساط البغدادية. كما أدخل الأرمن إلى بغداد صناعة الكاشي الموزاييك والحواشي المزخرفة وصناعات الآلات الموسيقية والمأكولات وصناعة العجلات (الربلات) التي كانت شائعة في بغداد والبصرة والموصل والتصوير الفوتوغرافي. كما يمتهن الأرمن الصناعات الدقيقة والصياغة وميكانيكية السيارات.
الواقع ان الكثير من الارمن قد تزاوج مع المسيحيين من كاثوليك او اورثودكسيين وذابوا في العوربة منهم عائلة زوجتي جوليت اذ ان امها تعود الى (رزوقي كيورك) وكان خالها (كيورك رزوقي كيويرك) احسن صانعي الاحذية في الموصل. ومن احفاد (آل كيورك) من الموصل (الجراح امير خضر الدباغ) الذي كان عميدا لكلية الطب في اربيل ثم هرب لانه عالج جماعة من الاكراد فتلقي تهديدا من اكراد آخرين ثم حل اخيرا وعائلته في كندا. كما ان امرأة عمي تعود في دمها الى الارمن الكاثوليك من عائلة (ترزيان) وقد كان (ترزي باشي) اي رئيسا لجماعة الخياطين في عصره ومن احفاده الشاعر (رزوق فرج رزوق) الذي درس في (دار المعلمين العالية) وكان زميلا لـ (نازك الملائكة) و (عاتكة الخزرجي) و (بدر شاكر السياب). الشاعر (رزوق فرج رزوق) لم ينشر شعره وكان بعيدا عن العجعجات السياسية. اما (سعاد) اخت زوجتي (جوليت) فقد تزوجت (كربيت كراكوتليان) وهو ارمني فلسطيني اولادهما (جوني و جينا وجيفري) هنا في تورونتو – كندا فقد انغمروا في الكندشة فلا هم الان ارمن ولا عرب. كان هذا شأن الارمن فقد اندمج الكثير منهم مع المسيحيين في العراق فنسى اولادهم اللغة الارمنية اما الارمن الذين هاجروا الى اوربا او الامريكيتين فقد ذابت اجيالهم في اللغات الفرنسية او الانكليزية او الاسبانية او غيرها من اللغات. من الطريف ان ازيد بانه عندما كنت في الثانوية في البصرة كان زميلي الحميم (انترانيك زنونيان) يقتني طابعة قديمة وكان يراسل الشركات الاجنبية فاصبح بعدئذ وكيلا للشركات يتجول في اقطار الخليج لبيع منتجاتهم وفي يوم ما وصل احدى مدن السعودية وكان يسير ظهرا فآذن الامام (حيوا عل الصلاة) واذا بـ (المطوع) يلقاه، فضربه بعصاه يأمره الذهاب الى الجامع للصلاة، فاجابه (انترانيك) انا ارمني، فكان جواب المطوع (شنهو ارمني انت مو مسلم) فذهب الى الجامع يصلي يقلدهم اذا وقفوا وقف واذا ركعوا ركع وبعد انتهاء الصلاة ما كان من (انترانيك) الا الركض الى الفندق للم حاجاته ثم الهرب الى المطار فالطائرة وعندما طارت استنشق نفسا، خوفا من اكتشاف امره بانه مسلم زائف فيجلد مائة جلده. ومن الطريف ان نقول اننا كنا في البصرة عن اخواننا المسيحيين غير العرب انهم يتحدثون بلهجة (شلوخ مللوخ) اما اخواننا الارمن فيتحدثون بلهجة (چاص ميص). على اي حال ان المذابح والابادات التي لاقاها الارمن من الفرس والعباسيين والعثمانيين ليسوا وحدهم فقد عاناها السريان في العراق وفي الشرق الاوسط اذ عانى المذابح والابادات كافة الاقوام في البلقان وفي العالم العثماني. الارمن الآن في الشرق الاوسط في محنة كمحنة المسيحيين اذ يعتبرونهم دخلاء وهم اصحاب البلاد.. هذه التقدمة الموجزة لتعريف العراقيين النبلاء منهم بتاريخ اخوانهم الارمن العراقيين وما (سارة الزنكينة) الا واحدة منهم.
توما شماني – تورونتو عضو اتحاد المؤرخين العرب
مجلة فن التصوير