عبد العالي جاسم الاشتري Abdulaali Alashtary ..
مصور عراقي يرصد حياة الغلابة والمعذبين في الأرض ..
بقلم المصور : فريد ظفور
– حين نتأمل مسار التنمية الراهن للفوتوغرافيا العربية ..لابد من أن نتوقف أمام ظاهرة لافته ..تتمثل في شيوع العديد من مظاهر العراقة والحداثة في فن التصوير في بلاد الرافدين..والتي عملت على تنمية البشر قبل الحجر..وسط بيئة معرفية ومخزون حضاري بصري موروث من الأجداد ..حيث نهضت ثلة من رواد التصوير وجهابذته في البلد الحبيب العراقي ..وهم كثر جداً ونتناول جلهم بإذن الله في التعريف بهم ولكننا اليوم بحضرة فنان متحيز للبيئة وللطفولة وللكبار السن وللإنسان الفقير والمقهور والمشرد والمعذب ..فهلموا بنا نجمع الأزهار البرية من بنفسج وريحان وأقحوان وشيح ونرجس ..وتعالوا لنجول في حارات دمشق القديمة نقطف باقات من أكمام الياسمين الشامي .. لنرحب بالفنان المتألق ..عبد العالي الاشتري ..
- بعد أن نال الشهادة الثانوية والتحق بدراسته.. الفندقة والسياحة في الجامعة المستنصرية ..وتخرج منها ..ثم حمل في قلبه عشقه وإيمانه العميق بفن التصوير وحب الكاميرا..حيث بدأ منذ عام 1970..كهاوي ومن ثم إحترف عام 2009م..وكان في عينيه يشع بريق العبقرية الفنية..وعلى وجهه حفرت السنون لمسات إمارات الخبرة والتعب والشقاء..كان مثقلاً بهموم الفقرء والمعذبين في محافظته بابل وأيضاً في العراق كلها….عاش عمره مانحاً فنه لمريديه ..و دون أن يمنع أعطياته عن طالب علم يبحث عن كنز أو لغز في تقنية التصوير..فإذا ماصادفه هاوي أو محب للتصوير وقف يمنحه كل الحب ويعطيع بلا منّ أو سؤال ..يعطيه من معين خبرته التي صقلتها السنون وإختبرتها الأيام تجارب رائدة بعدسة فنان مبدع..وعقل منفتح على القديم والحديث ..يضم تراث التصوير الفيلمي العادي والملون والرقمي الحديث..ولاغرابة فإنه من جيل عاش الصمود والعذاب والقهر ..وكتب عليه النضال والعطاء بلا مقابل..فكان له أثر طيب في كل ما رصدته عيناه ووثقته عدسته التي عكست ظروف بلاده التي مرت وتمر بها..والتي أثرت في حياته الضوئية وبسلوكه ونتاجه الفني الإبداعي..لانه يمتلك تجربة بصرية مميزة مع الصورة ..فهو يتكئ على ثقافة فنية ضوئية واسعة ومعرفة نافذة للهدف أو لداخل الصورة..لأن التصوير فعل حضاري لايجيده كل الناس ..وسر النجاخ بأن تكون أكثر إنفتاحاً ..
- قراءة الأعمال الضوئية للفنان عبد العالي الأشتري تتجاوز قراءة الصورة العرضية التي تمر عبر شريط العرض الكلاسيكي..فبعد تسلحك بالمنهج النقدي الذي يعين على التحليل البصري والإستنتاج والتذوق الجمالي..إلى ظروف حياته وأسسه الثقافية وعقيدته وفكره وموقعه الإجتماعي وتطلعاته..وهذه أمور من شأن باحث الأدب وفنونه..ولكن لكي نحتاج لمعرفة الصلة الإيجابية أو السلبية بين مايعيشه هذا الفنان ومايتحول من حياته العملية والمعيشية إلى فن وندرك أيضاً مدى التغيير أو الإختلاف بين الواقع المباشر والواقع الفني المعاش..وكيف إكتسب هذا الأخير شكله وسماته الفنية وموضعيته التي يستقل بها ويكّون شخصيته بالمستقبل..سيما وأن ثورة المعلومات والتراكم المعرفي الهائل وإدراك حقيقة أن العقل البشري له سعة لايمكنه تخطيها ..ويبرز هنا إهتمام فناننا بالواقع وبالبيئة المحيطة..ذالك الإهتمام الذي لايداري العيوب ولايجملها ..فمنذ أوائل السبعينيات من القرن الماضي بدأ التصوير الواقعي بالتراجع وتتراجع معه بساطة التركيب الفني الضوئي..ليظهر نمطاً أكثر تعقيداً وتدريجاً وأكثر شمولية وعمومية..حتى قاربت صوره التجريد الضوئي..وتأكيد الحرص على الغرابة..إضافة لحرصه على الأخلاق الإجتماعية والعادات والتقاليد المحيطة في البيئة والوسط الإجتماعي الذي يعيش فيه…ولكن المغامرة وإن كانت تصنع المبادرة فإن الإستمرارية تتطلب نمطاً آخر من السعي ..فكيف كان سعي الفنان المصور عبد العالي وكيف وصل وإرتقى بفنه الضوئي وتجاوز الحدود المحلية نحو العالمية..فقد كان يمثل دوراً بارزاً في نشر الثقافة من خلال الصور التي تعبر عن طبيعتها ..
- ولعل رائد التصوير والكاميرا والغرفة المظلة هو عالم البصريات العراقي العربي الحسن ابن الهيثم ..وقد دخلت آلة التصوير للعراق عام 1895م أي قبل الحملة البريطانية على العراق ويقال أن المصور (عبد الكريم ابراهيم يوسف تبوني)..وكانت اكثر فئة من فئات الشعب العراقي امتهنت التصوير في تاريخ العراق هم ارمن العراق.. ففي مجال التصوير عرف المصور السينمائي (خاجيك كيفوركيان) وهو من أوائل الرواد في مجال التصوير السينمائي ومن الرواد القلائل في تقنية التصوير في العراق والوطن العربي،وأرشاك (صاحب ستوديو ارشاك) وجان (صاحب ستوديو بابل) ومصور الآثار (كوفاديس ماركاريان) والمصور الصحفي الرائد (امري لوسينيان) شيخ المصورين الصحفيين العراقيين الذي صور ملوك وزعماء العراق وارشف جزءاً كبيراً من تاريخ العراق، والمصورين الفوتوغرافيين المعروفين ارشاك (صاحب ستوديو ارشاك) وجان (صاحب ستوديو بابل) ومصور الآثار (كوفاديس ماركاريان) ..والمصور الكبير (مراد الداغستاني) صاحب ستديو (مراد )..ومن المصورين العراقيين المعروفين عالميا المصور: سفيان الخزرجي والمقيم حاليا في السويد..وعن التصوير الملون ودخوله الى العراق فكانت في نهاية السبعينيات حيث كان ستديو (باك) لصاحبه المصور الفنان :حازم باك ..وغيرهم..ولعل اشهر الموسيقيين العراقيين: الموسيقار (سيساك زار بهانيليان) فقد كان احد فلاسفة الموسقى الشرقية وعازفا برع على العود والكمان والف قطعا موسيقية مستخدما فيها مقامات صعبة لم يجرؤ موسيقار غيره التقرب منها ..جميل بشير (1921) ..و سلمان شكر(1920) ..ومنير بشير(1930)..وسالم حسين الأمير (1923)..و بياتريس أوهانسيان..و غانم حداد (1925)..وخضر الياس..وعلي الأمام (1944) خريج معهد الفنون الجميلة..وخالد محمد علي (1961) …وحسن فالح عويد..ونصير شمه ..ورحيم الحاج..و سامي نسيم (1966)..و سامي نسيم (1966) خريج معهد الفنون الجميلة..و من الشعراء ..الشاعرة (نازك الملائكة) و الشاعر (بدر شاكر السياب). والشاعر الجواهري..وهكذا نجد بأن بلاد الحضارات الغنية بكنوز المعرفة والثقافة والأدب والفن والفكر ..تعجز الكلمات عن إيفائها حقها..
- وهنا نصل بَّر الأمان بمحطتنا مع فناننا الرائد المصور عبد العالي الأشتري الذي بنى جسوراً ثقافية ومعرفية بين جيل الرواد وجيل الشباب في الفوتوغرافيا العربية..وقدم ومايزال يقدم فناً راقياً منذ ماينيف على الــ 47 عاماً ..بكل ثقة وكبرياء وشموخ وحيوية..وآخر أعماله سيكون يوم السبت – 2-12-2017م من خلال إفتتاحه معرضه الضوئي الأول الذي سيكون برعاية محافظ بابل الأستاذ :صادق مدلول السلطاني ..وتقديم الفنان : سهيل العجيلي رئيس الجمعية العراقية للتصوير فرع بابل..ومعرضة بعنوان ( بابل جنة الفرات )..الذي رصد فيه صور للبورتريه عن الطفولة وعن كبار السن.. وللصناعات اليدوية والحربية ولشط الحلة ..من هنا ندلف للقول بأن هذا الإنسان المبدع يستحق الكثير من تسليط الضوء عليه وتكريمه بالشهادات والأعطيات المادية والمعنوية لهذا التاريخ العريق الحافل بالإنجازات البصرية الفنية الإبداعية..التي غطت أرجاء العراق وعمت في البلاد العربية والعالمية..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان عبد العالي الأشتري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_____________________
_
-
Photographer سابق لدى التصوير الفوتوغرافي
-
درس الفندقة والسياحة في الجامعة المستنصرية
-
درس في الاعدادية المركزية للبنين