الفنان محمد عبد الله الخرّاري Mohammed AlKharari ..
أنشودة الضوء السعودي و عدستة توثق و ترصّدُ نبّض الشارع و حياة الناس ..
بقلم المصور : فريد ظفور
- كانت شمس المغيب تنغمس في أديم فراغ الصحراء خلف الجبل البعيد والكبير…والظلام كاد يزرع في أحشاء الوادي العميق ..الذي تتمطى منحنياته وتغيب عبر غابات من الكثبان الرملية الكثيفة..الصمت أعقب الرحالة المصورين العابرين منذ ساعات وأصبح يخيم ثقيلاً على المكان..الطيور المهاجرة تزقزق وتغني وهي في رحلتها الطويلة بحثاً عن الدفء والغذاء..وفجأة إنطلق صوت من الزمن الجميل يصدح بأغنية للمطرب طلاح مداح ..وكم تذكرت سويعات الأصيل..شخص ما يظهر من خلف كمائن تصوير الطبيعة وحياة الناس..في يديه شعاع الشمس المعرفية الضوئية..فتعالو معنا لنرحب و لنقدم التحية والزنابق والورود العطرة وباقات الياسمين الشامي لضيفنا الكبير الفنان السعودي المخضرم..محمد عبد الله الخراري ..
- بعض الملاحظات لعشاق تصوير الناس والشارع..التي يقدمها الفنان محمد الخراري..أثناء تصوير الشارع أو حياة المدن.. وما الذي عليكم القيام به قبل التصوير..ولكل مشهد أنتم بحاجة لإعداد الكاميرا بالشكل المناسب للحصول على تكوين جمالي للصورة ولإختيار الزاوية المناسبة وعليكم تطبيق قاعدة الأثلاث عندالضرورة.وأن تأخذوا أكبر عدد من الصور، و تختاروا الأفضل . وإستخدموا صيغة راو raw لو كنتم تريدون التعديل عليها .ولا تنسوا إلتقاط بعض الصور بالأبيض والأسود فهي تجربة فريدة أثناء تصويركم حياة الناس بالشارع .ولكن ماهو تصوير الشارع ..هو تصوير الحياة اليومية التي تجري في الشارع من إزدحام و هدوء.. ولا يقتصر التصوير على الشارع فقط بل يمكن في جميع الاماكن العامة كالأحياء الشعبية والمنتزهات والحدائق وحدائق الحيوان والشواطئ والبلاجات والمجمعات السكنية و التجارية والأبنية ولآثار والمساجد والجوامع والكنائس ..وقد تكون الاسواق الشعبية والمهن اليدوية, ويفضل التصوير خفية عن الكادر لكي يضفي على الصورة عنصر الواقعية والمفاجأة.. ليعبر عما يجري و تدور ويقع من أحداث يومية مختلفة في الشارع العام لمدينة أو بلدة أو قرية ما. أما المصورين الهاوات في تصوير الشارع أو حياة المدن Street photography فهم يرصدون ويوثق كل حركة أو ومضة أو جمود في الشارع و في النهار أو الليل، حيث تلتقط عدسته صورا تحكي عن واقع مدينة معينة من خلال تصويره المتواصل لأكثر من مرة..ويعتبره البعض من بين أسهل أنواع التصوير الفوتوغرافي، كونه لا يحتاج إلى معدات تصوير محددة وخاصة، بل يمكن إلتقاط الصور بأية كاميرا كيفما كانت باستخدام عدسة عادية..ولكن الواقع يؤكد بأن للخبرة والحرفنة والإختصاص دور هام في تقديم وجبة فنية بصرية مغذية للعقل والعين..وفي هذا النوع من التصوير يمكن أن نتساءل ..ماهي العدسة المناسبة لتصوير الشارع أو حياة المدن..وماهي الكاميرا المناسبة ..وماهي الإعدادات المناسبة في الكاميرا للتصوير ..وماهي الأدوات والمعدات التي يجب أن تحملها معك..و ما الذي يجب أن تقوم به قبل وأثناء التصوير..
- وينصحكم الفنان محمد الخراري.. بأن تحملوا معكم بعض المعدات المساعدة ونذكركم بما يلي: – الموبايل وقلم ودفتر صغير للملاحظات والكتابة – الحامل الثلاثي ( ترايبود )..و يعتبر من بين الأدوات المهمة التي يجب أن تحملوها للتصوير بالتعريض الطويل أو إختياركم تصوير مشهد ما بفتحة عدسة ضيقة وسرعة غالق بطيئة.ولا تنسوا الفلاتر والمرشحات.. فقد تحتاجو لإستخدام إحدى الفلاتر االمساعدة في حصولكم على صور مميزة، خصوصا الفلتر أو المرشح الإستقطابي الذي سيجنبكم ظهور إنعكاسات الضوء على زجاج العمارات، أو زجاج السيارات، أوالأنهار ..وأيضاً إحمل بطاقة ذاكرة إضافية للكاميرا.. لتجنبك المواقف المحرجة كتفويت فرصة إلتقاط صور للحظات ربما لن تعود أبداً..وأن تحملوا بطارية إضافية..و لو كنتم تستخدموا بطارية أصلية للكاميرا عليكم أن تتأكدوا أنها مشحونة بالكامل، أما لو كان مردود تلك البطارية ينخفض فالأفضل شراء بطارية أخرى إحتياطية..
- إذا ماتعاملنا مع التصوير في تأريخه ونشأته فسنضطر إلى التوقف في مرحلته التأسيسية بمايشكله من تحول في تاريخ وتقنية ومعدات وفي فكر جماعة المصورين..في مرحلته التاريخية بماهي من تجسيد وتطور وتّجل لمقومات وثوابت فكر المصور في تاريخة الإجتماعي والبيئي والسياسي ضمن وطنه الأم ..وأخيراً في مرحلته الحاضرة بماهي عليه من حضور فاعل وتقنية عاصفة وتطورات تكنلوجية مفاجئة فكل يوم تزخر بالجديد في عالم ثورة المعلومات وعصر الديجيتال وعصر الصورة….وبشكل خفي أو معلن لهذه الثوابت والمقومات التقنية الضوئية في مقابل مايجود به الواقع أو التاريخ الكلي للإنسانية من فعل بصري فني متفاوت ومتمايز للثقافات الفنية والإنتاجات والنتاجات الضوئية العلمية سواء أكانت النظرية التثقيفية منها أو التقنية بإقامة دورات و ورش العمل والرحلات والدروس والمحاضرات والندوات..ليكتمل عقد المصور ويتكامل بين النظرية والتطبيق..وهو ثالوث فني خاص بالوعي في صيغته كوعي عند المصورين ثم كوعي موضوعي متناسب مع الظروف المحيطة والبيئة الفنية وأخيراً كوعي مطلق أي بتوصيل فكرة المصور عبر أدواته التقنية إلى المشاهدين لأعماله الضوئية الفنية..ويتم إستكمال التعاقد بين المصور والصورة والذي هو عبارة عن إعلان محدد لطبيعة الصورة وفكرتها ومنطلقاتها نحو الوجود ويتم بتعاقد وتكامل ثان مكمل له..يتمثل في التعاقد المرجعي الوثائقي للماضي حيث يتخذ التوثيق المرجعي طابعه الأصيل والواضح ..بهذا المعنى تفرض الصورة على المشاهد ضرورة الإنخراط النقدي معها في ظل شروط التعاقد المعلنة..كما أن الضوء يحضر دوماً نوع من الظل..وإستمرارية الموضوع المصور وإمتداده داخل الذات عند المصور مما ينتج إستمرارية معكوسة ..بأن المقدسات والعادات لبعض الأشياء يرافق وعي وذات وبيئة المصور..ومنه يدفع المقدس كموضوع للصورة الذات الباحثة عند المصور إلى التفكير بمنطق العودة إلى الأصل لدرجة يصبح معها مفضياً ومؤدياً إلى الإنزلاق من التاريخ بإتجاه لاهوتية الصورة..ليصبح التساؤل مشروعاً عن الفروقات بين فقه التاريخ والبحث العلمي الإنساني..ومن هنا يبرز دور المصورين عامة للتوثيق المادي والامادي وتصوير العاات والتقاليد وأرشفة كل مايمت إليه ماضي الأباء والأجداد من صلة ليكون عبرة لأبنائنا في المستقبل..وهذا مادفع فناننا محمد الخراري للتصدي والتوثيق ورصد حركة الشارع وما ينبض به من حياة للبشر والحجر والشحر..والحق يقال قد نج في رسم ملامح فنية وبصمة خاصة به تسجل له في سفر الحضارة البصرية العربية لما رصدته عدسته من صور توثق عادات وتقاليد بلاده والبلدان التي زارها في أسفاره ورحلاته الضوئية..أسواء منفرداً أم مع جماعة التصوير الضوئي بالقطيف التي كان يترأسه في فترة زمنية ماضية..
- من هنا ندلف للقول بأن الفنان والمحاضر والأستاذ والمصور محمد الخراري الذي حفل تاريخه الفني وعبق بعطر إبداعاته وأعماله الضوئية المميزة التي أصبحت معروفه عند الكثير من عشاق الضوء محلياً وعربياً وعالمياً.. أفلا يحق لنا تكريم وتقدير هذا التاريخ وتلك الأعمال الإبداعية وألا يحق لنا رفع الصوت لمطالبة الحكومات العربية ومن يهمهم الأمر بتسليط الضوء على هؤلاء المبدعين العرب وتكريمهم حق التكريم والتقدير المستحق ليكون دافعاً لإستمرار عطاءهم وتقديمهم عصارة جهدهم وفكرهم وتجاربهم للأجيال القامة ولكل عشاق الفن الفوتوغرافي…
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان محمد الخراري ـــــــــــــــــــــــ
محمد الخراري
فن تصوير الشارع مع المصور محمد الخراري
يتخصص المصور المبدع محمد الخراري في تصوير الشارع وتوثيق حياة الناس. فيعتمد على البساطة في نقل حياة الناس بشكل ملفت وجذاب. وقد بدأ تصوير حياة الناس في الشارع؛ كونه فن غير ملتفت له في الوطن العربي على خلاف الدول الغربية. يتجول الخراري في أنحاء مختلفة في المملكة، وخارجها ليرصد التفاصيل الصغيرة التي يعيشها الناس في حياتهم اليومية.
“إذا شممت رائحة الشارع عند النظر لصورة ما، فهي من صور الشارع الناجحة” من هذه المقولة للمصور الأمريكي “بروس غيلدن”، بدأ اهتمام الخراري في تصوير حياة الناس. يرصد في عدسته نماذج مختلفة من الشارع، منها السوق والتسوق وما يحكيه من قصص مختلفة عن الناس، والمشاة وما تعكسه من حيوية وطاقة للصورة، والكتابات والرموز واللافتات والإعلانات وعلاقتها بحياة الناس، والأضواء المنتشرة التي تدل على وجود الناس.
ويرى بأن الأطفال من أروع النماذج كونها تكون صورًا عفوية تعبر عن روح الأطفال، والظلال، ونلاحظ أن صور البورتريه كان لها نصيبها عند المصور الخراري حيث يركز على رصد تعابير الوجه وملامحه وإيماءاته وما ينقله من معانٍ للناظر والمتلقي، والتشكيلات الهندسية وأثرها على جمال الصورة. ويمكن متابعة جديد أعمال المصور المبدع محمد الخراري عبر حسابه على إنستقرام.