مايسترو الفوتوغراف ( رامز أحمد حبوب Ramez Habboub )..
يعزف أجمل سمفونياته مع أوركيسترا عالم التصوير و المعرفة..
بقلم المصور: فريد ظفور
– كنت أتسامر مع نفسي الضوئية..وكنت أفتش عن روحي وهي تراوغني ..كانت روحي الفنية لا كالأرواح المعرفية وكنت أمني نفسي بلقاها معه..قلت نلتقي في حفل توزيع جائزة حمدان في إمارة دبي..قلت تعود مع الليل ..تعود مع الشمس المعرفية ..وتوالت أيامنا ..أيام الليل وأيام الشمس الفوتوغرافية..وماعادت ..ولكني كنت قد دخلت للتو إلى مملكتي في السيشول ميديا عبر الفيس بوك..ورأيت تخوم الوطن الغائب..السليب..هذا أوله ..هذه أبناؤه..هذا آخره …وهذا مابينهما ..وهنا منفاي ومنفاه..صرت أنادي روحي لتعود ..سمعتني ريح كانت عائدة من غزوتها التشرينية المصحوبة بالمطر الغزير..وأخذتني ضمن سباياها ..ورآني فجر كان يحوم فأضمر أمراً ..ثم رآني الفرج ألملم أوراقي..فعرفت بأني لن أنجو إلا أن أتنفس عبق الياسمين الشامي وأكشف عن عورة فرحي بالضيف القادم من بلد قارب صلبه وإعتقاله القرن من الزمن ..من مدينة كابدت القهر والعذاب والحصار ردحاً من الزمن..فتعالوا معي نُخرج من كلمات المعجم أجملها ومن حدائق دمشق أجمل ورودها ..لنرحب بضيفنا المتألق الفنان ..رامز أحمد حبوب .. .
- كانت اللغة العربية من أبسل المقاتلين وأكثرهم نشاطاً وبعدها أضحت الحجر هي اللغة التي فرضت وجودها في الصراع العربي الصهيوني..وأضحت معادلة الحجر وجراحة الحجر وفن الحجر ..وتواصلت حتى إنبرت عدسة الكاميرا في مواجهة الدبابة..وبيت العرب ( الجامعة العربية ) الذي بحاجة لترميم والذي ناف عمره عن الــ 73 عاماً ..ونحن نرفع على واجهته رايات الحلم بالوحدة وعودة فلسطين وعربستان وكيليكيا..ولواء إسكندرون ..والتي إنخفضت أمام وطأة الأزمات ..وإنفرطت في قاعته المستديرة كل ماحاول العرب أن يجمعوه..من هنا وجب علينا التنويه والتنبيه لضرورة تكاتف وتآلف المجلات والمواقع والمدونات الإلكترونية المتواجدة على الشبكة العنكبوتية وحتى المطبوع منها والذي يعنى بالشأن الضوئي وبثقافة وبفلسفة الصورة وبتقنيات ومعدات التصوير ..بأن يكون تعاون وتعاضد وتبادل خبرات ومواضيع لتعم الفائدة وتنتشر الثقافة البصرية وتصبح جماهيرية..وحريٌ بنا بأن نرفع الصوت عالياً للمهتمين وللمساهمين بالشأن وبتطور الفن الضوئي العربي من جوائز كجائزة حمدان الرائدة ومن إتحادات كإتحاد المصورين العرب ..ضرورة تقديم المساعدة المادية والمعنوية لهذه المجلات والتي لايتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة..فحتى تكتمل دائرة المعرفة وزوايا مثلث الثقافة الفنية البصرية ..وجب على المعنيين الأكارم النظر بأحوال العاملين والقائمن على نشر الثقافة الفنية ..ليكونوا عوناً لمشاريع النهضة الفنية في الدول العربية ورافداً هاماً لهم..
- لقد ساهم المبدع رامز حبوب.. في وضع اللبنة الأولى في أساس موقع عالم التصوير و المعرفة..الفنان الصامت..ابن مدينة غزة الصامدة.. الذي يعمل من وراء الستار بكل تواضع وحرفية ومهنية..وكم نحن مدينين لمقالاته التي زينت مجلة فن التصوير..ومايقدمه من محتوى فني فوتوغرافي ثقافي ساهم في إثراء ذهني وبصري عال ورفيع المستوى للقراء زعشاق الفن الفوتوغرافي العربي..ويقال الفضل للسابق وإن أبدع اللاحق ..فالحق يقال تعلمنا من عالم التصوير والمعرفية ومن المواهب الفوتوغرافية ومن عرب بكس ومن مجلة العرجان ومن مدونة ظل الضوء The Shadow للفنان حسين نجم Hussein Najem ومن مدونة المصور ومن صحيفة عرب فوتو لاحقاً ..ومن كل الزملاء في الوطن العربي الذين ساهموا وقدموا الكثير لخدمة الفن الفوتوغرافي وعلى رأسهم جائزة حمدان وأمينها العام الأستاذ علي بن ثالث والقائمين عليها فلهم اليد البيضاء في توجيه بوصلتنا والشكر الأكبر لإتحاد المصورين العرب الذي وقف إلى جانبنا بقيادة الأستاذ الفنان العالمي أديب العاني وملاحظاته الدائمة وأيضاً الأستاذ عبد الرسول الجابري وقبله الأستاذ صلاح حيدر وأيضاً كافة الزملاء والزميلات في إتحاد المصورين العرب الذين تعاونت معهم في رفع شأو الفن الفوتوغرافي العربي..وكذلك ماقدمة الكثير من الزملاء في الوطن العربي من الخليج من السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان والكويت..واليمن والعراق ولبنان وسورية والإردن ومصر وليبيا والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا..وبذلك بدأنا نضع أرجلنا على الطريق الصحيح للشكل الفوتوغرافي الضوئي بتقديم الأخبار العربية والعالمية وآخر مستجدات وتقنيات العصر الرقمي ..وملامسة الجراح الصحفية ورفع شأن المواهب وإحترام المحترفين والرواد والأوائل وكل من يساهم في رفع راية الفنون التشكيلية ولاسيما الفنون الضوئية البصرية ..
- لعل في هذه المحاولة الضوئية أو لنقل صورة من المشافهة التي ورثناها عن الأجداد منذ أن أعلو راية قيمة الحفظ للأشعار وأبرزوا دور الذاكرة الجمعية للبشر..وهكذا وصولاً إلى أيام الإختزال المعرفي عبر الأقراص وبطاقات الذواكر للأجهزة..لحفظ وتخزين الصور والكتب والمعرفة والثقافة الفنية والأدبية والتأريخية..وما يهمنا اليوم هو تسليط الضوء على تراثنا اللامادي بعد أن حاول أعداؤنا سرقة وتزوير تراثنا المعنوي من آثار وأوابد تاريخية..ولكن مهما حاولوا فسينقلب السحر على الساحر وسيكون في كل منزل عربي مراسل صحفي ومصور ومصورة وسيوثقون كل ماتراه عيونهم ويسجلون الأغاني والعتابا والفلكلور والأمثال واللباس والأدوات الفلاحية والمدنية والعدد والأدوات التي كان يستخدمها بعض المهنين الذين أصبحوا من الماضي..من هنا نوجه النداء لكل من يحمل موبايل أو كاميرا ديجيتال بأن يصور ويوثق ويسجل ما هو محيط ببلدته وحيه وقريته ومدينته..لأن القطرات الضوئية سوف تصنع سواقي والسواقي أنهار والأنهار بحيرات معرفية وتوثيقيه تخدم الأمة في المستقبل وتعيد ألقها من جيد..
- في رشاقة طفولية وثبت نظراتي بين الأصدقاء على الفيس ليطالعني فيديو للزميل رامز عن غزة..وهالني ذاك العمل بالرغم من بساطته وإمكانياته المتواضعة..بالرغم من أنه قد قام المصور أسامة السلوادي من فلسطين وغيره بالعمل التوثيقي والأرشفة ومن سورية غسان القيم والباحث إياد السليم وعماد الأرمشي وصفحة بالأبيض والأسود عن سورية في الفيس بوك وغيرهم الكثير ومن الإردن العرجان ومن مصر الكثير ومن الكثير من الدول العربية التي نأمل بأن تعم هذه العدوى الضوئية التوثيقية وتصبخ عدوى جماهيرية..والغاية منها بأن يصبح جهد موسوعي كبير للتأسيس والإضافة الفنية والأدبية والتاريخية..والإرتياد بالأفكار مجاهل مساحات إبداعية شاسعة في شتى أصقاع الوطن العربي..واستوت وإصطفت لعيني شخوصاً وأعمالاً لأصحابها سبقتنا بالعمل ..ولكن ماقدمة الفنان رامز حبوب إقتحم ذاكرتي وتداخلت شرائحه وصوره لرؤى وأفكار جعلتني ألتمس محاولته النجاة بتراث غزة الإنساني المكتوب والمصور ..من سطوة الإحتلال والمكارثية والقهر..حين أتخيل ما سيحل بالصور ..عتاة المكارثية وهم يجمعون الصور والكتب لحرقها ..مدمرين بذلك خبرات وذكريات العقل الفلسطيني وتجارب وحضارة أبناء بلاد الشام ..وللحيلولة دون ذلك سوف تنطلق طاقات الشباب فيسجل ويحفظ كل مواطن ماجمعه وأرشفه بكاميرته من صور الأبنية والأماكن والمساجد والكنائس والأزياء وانواع وطرق صناعة الطعام ..لكي يوثقوه لمن بعدهم من الأجيال..
- وهنا ندلف للقول بأن القلم الأعجوبة في حضوره ورشاقته في كل المحافل والميادين الضوئية والثقافية البصرية ..في حضوره الذي ينطوي على معنى المعاناة والمفارقة..تحول إلى رمز لإمكان إستقلال الصحافة وإمكان أن يحيا ويعيش مما يخطه بقلمه ..بعيداً عن سطوة المتسلطين الذين يفرضون على الكاتب أن يقول ما يرضيهم ..لا مايرضيه هو..وبهذه العجالة وجب علينا التنويه بأهمية ماقدمه ويقدمه الأستاذ والفنان المميز رامز حبوب في خدمة الثقافة الفنية والضوئية ..وبذلك يستحق كل تقدير وثناء وتكريمه عربياً ومحلياً ..حتى تستمر الأجيال والشباب في خدمة هذا الفن وعشاقه الكثر الذين تغزوا صورهم الشبكة العنكبوتية..
ــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان : رامز أحمد حبوب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ