محمد صالح شبيب Mohamed Shabeeb ..
شمسة الإبداعية المعرفية تشرق على عشاق الفن الضوئي..
بقلم المصور : فريد ظفور
- الليل دائماً جميل..ولكل بلد في العالم ليله..وهنا الهوء العارم سمة هذه الليلة..الجو ممطر ..بل شديد الأمطار والساعة السادسة من بعد الظهر..عدنا أدراجنا طمعاً في الحصول على وجبة فنية بصرية من إبداع وأعمال فنان خبر الحياة ..بل عجنته وخبزته الدنيا تجارباً..فمن بيارات الليمون وشجرة النارنج في البيت الدمشقي ومن الشرفات التي تغازل أكمام الياسمين الشامي الناصع البياض والتي قصفته الأمطار الفنية الضوئية ونشرته في الأزقة الفوتوغرافية لتشكل منه عقداً من مدينة الياسمين دمشق ..مدينة الشاعر نزار قباني…فتعالوا أيها الأحبة نرحب بضيفنا الكبير الفنان السعوي المخضرم والقدير المتألق …محمد صالح شبيب .
- إلى أين يسير الفنان العالمي محمد صالح ..وأعماله الفنية الخالدة في سجل الفوتوغرافيا العربية والعالمية ..مصور مكافح عريق ناضل ضد الظروف الظالمة التي رافقته في بداية مشواره الفني..وأصبح الآن بعد مرور ماينيف عن الثلاثين عاماً يفرض سيطرته وسطوته وهيلمانه ..عبر هويته وبصمته الفنية الخاصة…بعد أن تشعبت حولها الآر ار وبعثرت أوراقها الأهوال..فهل سنكتشفه في رحلتنا في عالمه الفوتوغرافي..كانت الدلائل تشير إلى أن سفينته الضوئية لم تستطع في البداية أن تديد مسارها..بالأبيض والأسود أم بالملون..بالفيلمي أم بالرقمي..بالبوراريه أم في فن العمارية أم في الدعاية والإعلان أم في فن الطبخ..والقبطان صالح حائر وأعماله الكثيرة ثائرة عليه..والسفية الضوئية تسير ..ولكن إلى أين المصير بالوجة الفنية الإبداعية..وأخيراً حطت بنا طائرة المحبة في ربوع الفنان المتألق شبيب بعد أن إستغرقت ردحاً من الزمن.. ليقدم لنا هويته الضوئية ..لوحاته إنطلاقات في الفن الضوئي السعودي ..فالتراث والفلكلور والعادات والتقاليد والزخارف الإسلامية لها حضور قوي في المجال الفني الضوئي..فهي بحق تمثل فناً للمكان التي أخذت فيه الصور والتي إكتسبت طابعاً مميزاً من تاريخ المملكة..وهي فن بصري يأخذ بعده الإنساني والأساسي من تشكل الألوان والفراغ والكتل والتكوين والتشكيل ويقوم بدوره كصلة وصل بين حضارت الأجداد الغابرة وبين الحاضر وتقنياته الرقمية..فقد إبتعد المصورين عن أي صورة لأن كائن حي وإتخذوا النباتات وأوراق الأشجار كعناصر أساسية متداخلة مع بعضها لأعطائنا بالنتيجة لوحة زخرفية وفن الزخرفة الذي إستخدم في تزيين المساجد وقصور الأمراء وبعض الدواوين..وإستفادت الزخرفة العثمانية من العربية والعربية كانت قد إستفادت من الزخرفة الفارسية والزخرفة الصينية والهندية..كان هذا في بداات التصوير حيث كان المصورن يستعيضون عن تصوير الأشخاص بالتصوير الأثري والفلكلوري والتاريخي ..ثم مالبث أن ركب سكة قطار التطور وبدأ يدخل فن التصوير كل المرافق الحيوية وبكل الأصناف والأنواع الموجوده في العلم..حتى غدت المملكة تحتوي على كم من المبدعين والمبدعات في الفوتوغرافيا ترفع عرشالجوائز العالمية بإقتدار …
- لكن الغوص في الصورة الضوئية عن محمد صالح شبيب ..التي هي جملة إختبارات حية من الكوادر والأشكال والإتجاهات والمستويات ..العقلاني والإنفعالي والواقعي والوصفي الخارجي والتعبيري الحداثوي ..ومنها ماهو متوازن وغير متوازن والمفهوم وغير المفهوم..لأن الصورة هي معنى فني تشكل نفسها بإستمرار لاهثة وراء التحدي والمجهول والمدهش والغريب والمفاجيء..وأيضاً يشكلها المشاهدون أو المستقبلون من خلال التحليل والتأويل والتفسير والهالات التي يضعونها كوابح على الإبداع الضوئي الفني..من هنا لاتكون الصورة منطلقة من نقطة ثابتة وصيغة جاهزة.. لأن الفنان أو المصور هو الذي يفكها من عقالها..ولا يفوتنا بأن المستقبل أو المتلقي هو من قسمين متباينين يؤثران ببعضهما..والقسم الآخر لايمكن أن يصادر أو يتحكم بالعمل وهؤلاء هم النقاد والمختصين من دكاترة جامعات ومهتمين فنيين ومثقفين ويقابلهم جمهور المتذوقين والقراء والمشاهدين ..ويكون لهما مستويات من التفاوت والتذوق الفني ربما تراوح بين الصفر والمئة…وليس من الحكمة إطلاق الأحكام على الطرفين..والذي منه يتألف جسم الإستقبال بفعل المؤثرات الزمانية والمكانية وأيضاً بفعل التأثيرات المدبرة أو المصطنعة وبوجود عوامل غير فنية وغير متجانسة كتأثير القضايا الإعلامية والسياسية والإجتماع في آليات الإستقبال..ومن هنا ندرك بأن المرسل أو المنتج للرسالة الإعلامية يكون أصل المشكلة ..لأن المتلقي أو المرسل إليه ..المستهلك مبني على إشارات وإشعاعات المنتج النفسية وطبيعة الصورة المقدمة له..ومن معرفتنا لإقتصاد السوق بأن نأخذ قاعدته الذهبية لكان قد مال بنا الرأي نحو إلقاء العبء كله على منتج الرسالة البصرية..لأن المستهلك حر بالمبدأ ..وهو إما محب يبحث عن الجمال الضوئي والأحسن والأفضل الذي يحبه فيه..ومن حقه تفاعله مع مايستهويه والذي يقدم المال لأجله…..وإما منتفع يبحث عن الفائدة الثقافية أو الفنية أو التعليم أو المباهاة الإجتماعية الفنية ومن حقه القبول على مايناسبه وينفعه..وهكذا يبقى جمهور المستقبلين سيد الموقف ..
- ومن متابعة فناننا المميز شبيب نلاحظ بأن أعماله الضوئية تنتمي إلى المدرسة التعبيرية والتجريدية والتصوير الحركي..والتصوير الواقعي معتمداً الفنان على تشكيل كوادره وتصويرها بعد تسليط الألوان والمرشحات وتوزيع تلك التدرجات اللونية الطيفية وفق نظام يحقق به الإتزان الفني البصري الذي يخدم لوحته المنجزة..فبعض المسحات اللونية موزعة على شكل كتل متوازية في فراغ اللوحة وكذلك المساحات والخطوط السواء التي تنتشر في معظم اللوحات ..وتتفاعل المساحات الحمراء والخضراء والزرقاء والبنفسجية والرتقالية معاً لتحقق النسيج العضوي في بعض اللوحات إضافة لتحقيق الإتزان اللوني ..فبعض الصورة لاتحمل فكرة فنية محضة لأنها تنتمي لعالم الدعاية والإعلان ..ولأن غايتها تسليط الضوء على المنتج بتقنية عالية..وبعضها بمثابة تسجيل لأحاسيس شعور الفنان الشبيب و يبقى مضمون وموضوع بعض اللوحات هي القيمة المضافة والراقية بأعماله..لأنه يدمج الذاتي بالموضوعي والخيالي بالحسي مضيفاً القيم الجمالية في التشكيل ذاته..ليحقق تكامل العناصر التشكلية من كتل وفراغ ولون وضوء ومؤثرات وملمس وسطح وإيقاع نغمي ولوني .. وحين قام يتوزيع الألوان ونثرها ..لم يقم بها بشكل عشوائي كما يظن البعض من المتلقين ..وإنما وزعها وفق خطة مسبقة مدروسة أي إستخدم المنطق الرياضي والفيزياء في إختيار الألوان وتوزيعها ..وبذلك غدت أعماله متقنة وكان التكوين عنده يقوم على إتزان إيقاع الكتل والمساحات اللونية الجميلة..وهو بذلك متمكن من السيطرة على جميع أجزاء كوادره في اللوحة الفنية الضوئية..
- من هنا ندلف للقول بأن الأستاذ الفنان محمد صالح شبيب .. تشرق شمسة المعرفية الضوئية الفنية على عشاق الفن الضوئي من هواة ومحترفين عبر الرحلات الفوتوغرافية وورش العمل التي قدمها والجهود التي بذلها في الساحة العربية عبر محاضراته وكتبه ودروسه البصرية..أفلا يستحق أستاذنا القدير وفناننا الجليل من تسليط الضوء عليه وتكريمه لهذا التاريخ العريق في خدمة الفوتوغرافيا والميديا عبر أعماله المنتشرة في الصحف المطبوعة وعبر السوشيول ميديا من خلال صوره في مواقع التواصل الإجتماعي ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان العالمي محمد صالح شبيب ــــــــــــــــــــــــــ
السيرة الذاتية للفنان:
محمد صالح شبيب
رئيس كنغستون للمصورين المحترفين بالعالم
الذي عين هذا العام 2017م