محبة الوطن تسكن في القلوب وكلٌّ يعبر عنها بطريقته , بالتعاون والتنسيق بين إدارة الخدمات الفنية واللجنة النقابية اختتم معرض الصناعات اليدوية والفنية بحمص بعنوان ” دفء وطن ” .
بأسلوب مميز وضعت المعروضات بحديقة المديرية لتبدوا كأنها جزء منها فظهر في الركن الأول منها مخلفات البيئة تحولت لمنتجات بغاية الروعة والإبداع بيدِّ المشاركة هنادي الفياض حيث قامت بكساء إطارات السيارات بفرو خاص لتتحول لكرسي , وفي مكان أخر وضعت فوقها فضلات الأخشاب وأوراق يابسة بشكل فني تحت لوح من البلور لتكون طاولة مميزة.
وصنعت من أسلاك معدنية بطريقة بسيطة مصباح ضوئي حيث قامت بتغطية البالون بخيوط الصوف المغطسة بالغراء لمدة أسبوع فتحولت لما يشبه الحوجلة المحيطة بالنور فأعطته جمالا وبهاء ,ويمكن صنع العديد من الأشكال لها…
أدخلت في المنتجات مواد طبيعية من ألياف وكوز الصنوبر وبعض النباتات الطبيعية اليابسة فبدت عفوية في بساطتها .
كان ملفت للنظر مشاركة الفنان أحمد رمضان العلي بلوحاته الممثلة للكنائس مثل كنيسة أم الزنار والجوامع كجامع الدالاتي قبل تدميره على يد الإرهاب حيث ادخل في لوحاته بذور الزيتون ونوى التمر وبعض القطع المعدنية ومادة العجمي وأغصان الأشجار والصدف بكل أحجامه وأنواعه , ولم ينسى نفرتيتي في إحدى لوحاته والصندوق العجمي وباب الحمام العثماني فاستخدم فيه موزاييك الزراعة بطريقة الزخرفة وفيه تطعيج النحاس والتنفير, وقدم عدة أعمال لأبواب مشغولة بالطريقة القديمة الساموك والداقور دون وضع أي مسمار وهي مستوحاة من بيت جده الريفي في طفولته, وبحسه الوطني المميز شارك بعدة لوحات منها لوحة لخريطة سورية فكانت امتداد حضارة وتاريخ فأدخل في اللوحة أعمدة إيبلا والقلاع فلم ينسى الخوذة العسكرية فكانت مزيجاً رائعا بين الماضي والحاضر والمستقبل الأمن بهمة جيشنا , وقد ظهر واضحاً العمل في لوحاته بطريقة الثلاثي الأبعاد , فتميزت مشاركته بالدقة والاحترافية.
مع حلم يرافق الفنان بأن يلقى الرعاية الكافية من الجهات المعنية للحصول على مقر لإجراء الدورات لتعليم ذوي الشهداء والجرحى و كيفية الاستفادة من مخلفات البيئة وتدويرها بهدف خلق فرص عمل ليكونوا رافداً لاقتصاد البلد , فبلدنا تحبنا وعلينا محبتها .
وكان للتداوي بالأعشاب الطبية ركن هام في المعرض فشارك م . عماد الدين قراجة بالعديد من الأعشاب التي تعالج بعض الأمراض مثل الألماسة التي تعالج الرمل تقوم بتوسيع الحالب و الزعرور لأمراض القلب متوسطة الشدة والصمغ العربي لمعالجة الفشل الكلوي والكريمات لمعالجة البشرة والجلد وواقي الشمس وكريمات لمحاربة التجاعيد , أما الزيوت فقام باستخراجها من النباتات الطبيعية لغايات تجميلية وعلاجية , مع أمنية من المشارك بأن تحدث نقابة للعطارين تحمي هذه المهنة من الزوال وتنظم عملها .
ولا ننسى الشمع الذي كان حاضراً بمشاركة ميخائيل أبو الزلف شمع العسل والشمع الصيني بأدوات يدوية واستخدم النحت في كثير من أعماله فكان ظاهرا الفن والإبداع في مشاركته وتمنى الفنان أن تكثر المعارض بهدف تسويق منتجاته وتحدث عن التسهيلات التي يحصلون عليها من استيراد الشمع والفخار وإعفاء من الضرائب .
سوسن شقشق القادمة من تدمر شاركت بعدة مصنوعات من الصوف وخيوط الدي أم سي فصنعت الشالات ومفارش الطاولات ومفرش سرير استهلك من وقتها عام ونصف وبعض الألبسة من التراث التدمري .
أما صباح قاسم فكان لافتا حضور البساط البدوي الذي وضعت أعمالها فوقه فكانت عبارة عن صناعات يدوية تميزت بالبساطة والجمال .
فكان المعرض يضج بالحياة بإشارة واضحة لتمسك أهل سورية بالحياة وبتراثهم وعراقتهم .