موضي الهاجري Moudhi Alhajri ..
عمَّلةٌ فنيةٌ قطرّيةٌ نادرةٌ .. وجهاها ( التشكيل و الفوتوغراف ) ….
بقلم المصور : فريد ظفور ..
– صوت فيروزي يصدح في البعيد.. وأسياف الضوء والبرق تبشر بقدوم ضيفة غالية..وقوس قزح الألوان يعلن إستعداده لبداية الإستقبال..خيوط فضية وأوراق خريفية مطروحة من الأعالي فتأخذنا الطبيعة والجو التشريني وتنمق بنا مسحة البرد الخفيفة..تبتسم الأشجار وترتفع رقصات الأزهار ..القمر والنجمة عاشقان السهر..ونسير على أجنحة الأثير الفني التشكيلي الضوئي..حتى نحط ترحالنا في روضة من رياض دمشق ..من حاراتها العتيقة حيث تقبل شرفاتها أكمام الياسمين الشامي لنصنع منه عقداً من لولو الياسمين الأبيض لنرحب ونحتفل بضيفتنا لهذه الأمسية ..فتعالوا رحبوا معنا..
بالفنانة المبدعة..موضي الهاجري..إنها تنهيدة الفن القطري ..دمعة عشاق الفن الضوئي..وإبتسامة حقل الفن التشكيلي..
- هل تعتبر المعايشة أو المحاكاة هي إحدى جواهر كل فن..فقد يكون المحتمل غير الممكن ..والممكن غير المحتمل..وأن الفنانة تخلق عالمها الخاص من الإحتمال ..والذي ليس من الضروري صدقه التاريخي..أي من ناحية الحدوث الفعلي..فكيف تكون الفكرة حول مسألة الإقناع الفني..فثمة تصور بأن الفنان الإنسان يستطيع بأن يقبض على الحقيقة النهائية..أصبح في عصرنا أمل كاذب…وكذلك المتلقي أو المشاهد أو الناقد الذي يحكم على العمل الفني أو الضوئي بأنه مقنع أو غير مقنع قياساً على ميزان الحقيقة فإنه لايحكم حكماً مقنعاً ..ويجب عند الحكم على أي عمل هو النتيجة الطبيعية لرد العمل المفرد إلى القوانين الكلية..وهذا التعامل يجب أن يتصف بعدة خصائص..كالتمسك بمبدأ السؤال المفتوح ..ويجب أن يتم إستقرائياً وغير كامل ووجهة بحثه هي إشتداد التساؤل..والحقيقة الهامة في العمل الفني هي البحث عن الحقيقة..وحتى نهاية الحياة يظل البحث غير مشبع..وكلما زاد البحث زاد الإقتراب من الحقيقة..وعلى الناقد والمتلقي بأن يكون عقله منفتحاً ونفسه حساسة بالإهتمام بما هو خارج خبرته أو معرفته الفنية…وأن عدم الإقتناع قيمة سلبية وأيضاً ليس الإقناع بالقيمة الإيجابية وحده..وقيمة العمل الفني فهي في تأثيره في الإنسان….وأيضاً يجب أن لا يكون إيماننا بالنظرية النسبية حائلاً دون البحث عن القيم والسعي إلى تحقيقها..وبذلك عندما نتحدث عن التقدم فنحن نتحدث عن القيمة ..ويضاف مبدأ إكتساب المعرفة..والتمييز الجمالي يجب أن يكون بين الحقيقي والزائف ..لابين النمطية والفردية..وما أحرى بعض هؤلاء من النقاد بدل الثرثرة في المراحل والتكلف في التصنيف بأن ندرس الصنعة وأن نتابع السياق وأن نقرأ العمل الفني قراءة بناءة..
- عجائب الدنيا كثيرة ولكن أعجبها الإنسان وإن عظمة الخالق تتجلى في مخلوقاته..والإنسان هو الذي كرمه الخالق ..الإنسان ذلك المجهول ..الذي ملأ الدنيا وشغل الناس من جميع الأجناس..فهل الطبع يسبق التطبع..وهل فراستنا بالإنسان وبالفنان عبر أعماله الفنية والضوئية المنتجة وعبر قسمات وجهه التي تعبر عن أشياء أكثر عمقاً من وجوه نشاط الشعور المخفاة..ولعل فراسة العلماء التي تغلغلت في شتى نواحي الحياة الثقافية والفنية يجعلنا نلقي نظرة على شهرة العرب بعلم الفراسة وتقفي الأثر والتي جعلتهم يحكمون على الشخص وخلقه ومستقبله ومعارفه الفنية والأدبية..والحق بأن شخصية الأستاذة موضي المتعدة الجوانب والكثيرة المواهب تكشف عن علم وفن واسع وعقل حصيف..وإنتاج عزير..
- بدأنا نلمس وجود فن تشكيلي وفن ضوئي..في كل بقاع وخارج حدود الوطن العربي..بدأ يأخذ دوره ويزداد سمعة وتأثيراً..يتلقاه الناس ويتفاعلون معه..ويجدون فيه ماهو جدير بالإهتمام سيما وأنه ينمي لديهم الذائقة الفنية ويؤطر ويوثق أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم وأجمل الذكريات من خلال الصور التي يأخذونها لبعضهم ولأنفسهم مع الأصدقاء والعائلة..ويتبادلونها عبر مواقع التواصل الإجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية..حتى أصبحنا نشاهد موضة السيلفي وإنتشار الصورة في كل مكان ولاسيما بعد تطور عصر الديجيتال والعصر الرقمي بحيث باتت الكاميرا موجوده بكل بيت ومع الصغير والكبير من خلال أجهزة الإتصال الحديثة في الموبايل وفي كاميرات الديجيتال..وكل ذلك هو دليل نهضة الأمة وبداية مخاض فني عربي جدير..بالإهتمام والتقدير..وإرتبط النتاج الفني التشكيلي والفوتوغرافي بقضايا الأمة..وعكس بصدق مشاكلها..وأضحى إلتزام الفنان بقضايا وطنه يصور الآلام والآمال ويقدم الحقائق بجرأة وإخلاص ..في زمن يزداد فيه التحديات المهددة للوجود..وكانت زيادة الضغوط تشكل حافزاً للفنان ليجيب بردة فعل من لون وخط وحرف ومشاعر إنسانية وتدرجات رمادية وطيفية ..تسعى لإثبات الوجود الإنساني للفانين..وتتحدى إقتلاعهم من جذوره وأرضهم بسبب وجود حضاري من الماضي ..يكشفها لنا الفنان ويقدمها عبر نتاجه..وهكذا تنبعث أصالة الفنانة موضي الهاجري عبر إبداعاتها الضوئية والتشكيلية التي تولد كل يوم لتبلور جدلية بين موروثها الثقافي وبين الوافد والموجود من حضارة الغرب….وحضوراً لأبناء بلدها لايغيب عن العطاء بحيث يعكس نفسه عبر شخوص لها وجودها المتجدد كل زمان ومكان وفي كل فترة زمنية عاشتها وتعيشها وتقدمها في لوحاتها وكوادرها الضوئية..وترحل صور اللوحات الفنية الفوتوغرافية عبر الآفاق وتتلاقى في قضية واحدة..معبرة عن مصير مشترك وإرث ثقافي وفني يُبعث ليولّد..وحدة لا إنفصال لها وفناناً هو الوجود مكثفاً معبراً عن قضية واحدة هي حب الوطن..والذي تبرزه فنانتنا وتتحدث عنه بأعمالها التي تحمل فناً بوجهي عملة التشكيل والتصوير الضوئي..
- الفلسفة الفنية تطلب معرفة كيف تحفظ السرعات الفنية اللامتناهية مع إكتساب الخبرة ومع إعطائها خاصية الفرضية..لأن الغربال الفلسفي الجمالي ..كمسطح محايثة يقطع السديم المعرفي..ينتخب حركات الفكر الفني اللامتناهية ويمتليء بالمفاهيم الفنية كجزيئات متكاثفة لها سرعات الفكر المعرفي نفسه..والفلسفة تعمل بمسطح محايثة أو كثافة..والعلم بواسطة مسطح مرجعي..وهنا عناصر الملاحظة هي مسطح المحايثة للفلسفة الجمالية ومسطح التركيب للفن..ومسطح المرجع للعلم…يقابلها شكل المفهوم..قوة الإحساس ..وظيفة المعرفة..وتقابلها المفاهيم والشخصيات المفهومية ..الإحساسات والأشكال الجمالية الوظائف والمراقبون والفنانين والنقاد والمشاهدين..وهكذا فالفلسفة تحتاج إلى لا فلسفة تفهمها ..تحتاج إلى فهم فلسفي ..كما يحتاج الفن إلى لا فن ..والعلم يحتاج إلى لا علم..
- من هنا ندلف للقول بأن المتألقة موضي قدمت أعمالها التشكيلية.. وكانت للطبيعة سلطان كامل عليها ..تسحرها الأشجار والكائنات والماء والبحر فالأشكال والألوان تجعلها ترسم بحب وعطاء..حيث حملتها الطبيعة القدرة على التحكم بالحقيقة وأعطتها المتانة الفنية التي ساعدتها على تقديم تكوينات إبداعية قوية ..رشحتها لتتحفنا بأعمال واقعية وبيئية وإنسانية جسدتها عدستها عبر صور بملامح إنسانية راقية ..رشحتها لتكون واحدة ممن يحسب لهن حساب بالفن الفوتوغرافي العربي والقطري..وبذلك بدا الطريق الفني واضحاً أمامها فكان الحدّ الفاصل بين التشكيل والتصوير..بين الذاتي والموضوعي ..بين الأبيض والأسود والملون … ومن أجل أن تبقى الإبتسامة مرسومة على وجوه الفنانين ووجوه المبدعين..ألا يحق لنا بأن نطالب بتكريم وتقدير فنانتنا المبدعة عربياً ومحلياً على إنجازاتها الفنية الخلاقة..
ــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنانة موضي الهاجري ــــــــــــــــــــــ
-
-
الســـيرة الذاتيـــة الاسم : موضي حمد أبوسطوه الهاجري مواليد الدوحة
– قطر المؤهل الدراسي: بكالوريس علوم فنانة تشكيلية (رسم على الحرير- جرافيك – تصوير فوتوغرافي …
تعمل لدى فنانه تشكيليه ومصوره فوتوغرافيهكانت تعمل لدى artiste peintreدرست في بكالوريوس علومدرست في Qatar universityتقيم في Ad Dawha, Ad Dawḩah, Qatarمن الدوحة – متزوجة -
-