باسل نيصافي ..
مصور سوري و جندي مجهول في مجلة فن التصوير وفي خدمة الفوتوغرافيا..
بقلم المصور: فريد ظفور
- الطرقات صامتة فقد أوصد الباعة محالهم بسبب العطلة الإسبوعية ووقت الصلاة..راعني نور أبيض يملأ مكتبي ..فقد جادت السماء بالسكينة مع رقصات وهبات هوائية تهز أغصان المخمسة لتنشر على الرصيف لوحة تشرينية من أوراق الخريف رسمتها يد الريح ..وكونت منه ثوباً بنياً لبسته شوارع المدينة في يوم عطلتها ..وضعت يدي على رأسي ورحت أتخيل رفاقي وأصدقائي ممن رسموا معي درب المجلة ..وكانوا معنا في السراء والضراء وكافحوا وصبروا لمحاولة رفع شأوها والحاق بها نحو مجد الفوتوغرافيا ..وهكذا ..تبدأ زخات المطر مثل قطرات الندى ثم تكبر لتصير رشقات وبعدها ينهمر المطر بغزارة ليروي الأرض الفوتوغرافية المعرفية الثقافية ..ولتطفيء ظمأ عشاق الفن الضوئي..ثم تشكل مياه المطر الضوئي جداولاً ..ما تلبث بأن تصبح روافداً لهار ثم تستقر بالبحيرات المعرفية الفنية لتحط رحالها في نهر وبحر ومحيط الفن الضوئي العالمي..وهذه حكايتنا في فن التصوير نبدأ ومعنا فريق عمل متواضع بسيط بإمكانياته ولكن فعله وتأثيره أضحى يشكل رقماً صعباً بين أخوات المجلة ..ويبرز إسم من بين الأسماء التي إمتلأت صفحات المجاة وصفحة الفيس بوك للمجلة بألأعماله وبمساهماته الفنية وبتقديمه لوحة أو عملاً فوتوغرافياً لأحد جهابذة أو هواة أو محترفي الفن الضوئي..ولاسيما الأجانب الذين سبقونا في هذا الفن ولو نسبياً..نتحدث اليوم عن المصور والزميل باسل النيصافي ..فتعالوا رحبوا معنا به..
- يعمل بصمت ..ذكي ..هاديء ..محب لعمله ..يحافظ على الدقة بالمواعيد والإلتزام وعلى الترتيب والأناقة ..متابع جيد لأعماله وعاشق لتقنيات الحاسوب ولفن الخط العربي ( وإذا عرفنا الخط العربي بأنّه فن وتصميم عملية كتابة ورسم الحروف التي تستخدم العربية، والكتابة باللغة العربية تمتاز بكونها متصلة، الأمر الذي يجعلها عملية قابلة لاكتساب العديد من الأشكال الهندسية، ويكون ذلك من خلال الرجع، والمد، والتشابك، والتزوية، والإستدارة، والتركيب، والتداخل، ويقترن فن الخط بالزخرفة العربية وبأشكال النباتات والحيوانات، إذ يُستخدم لتزيين القصور والمساجد، كما يستخدم في تحلية وتجميل الكتب والمخطوطات القديمة، وتحديداً في ننسخ آيات القرآن الكريم.. ) وأيضاً محباً للموسيقى .. ويقدم كل يوم على مدى ماينيف عن السنتين تحفة ضوئية تجذب وتشدّ متابعي صفحة مجلة فن التصوير على موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك..فتكون لنا وللمشاهد متعة بصرية و وجبة فوتوغرافية تجعلنا نقف ملياً عند كادر الصورة وكيفية تكوينها وإضاءتها وتدرجاتها الأحادية بين رمادي الأبيض والأسود أو بتضادها اللوني وتدرجات سلم اللون عبر الطيف بألوانه السبعة..فمنذ أن عرفته في بداية أوائل القرن الحالي وهو شاب ينضح بالحيوية ويشع نشاطاً وإجتهاداً ..يبحث عن الكتب والمراجع وينقب بها وقد أضحت لديه مكتبة كبيرة من المراجع العربية والأجنبية يساعد بها طلبة العلم وعشاق الضوء..ولا يفوتنا من الجهد الذي قدمه ومعه مجموعة من الزملاء والزميلات أمثال هبة الحمصي ..وسلوى الديب وأسيا ظفور .. والدكتورة سناء فريد إسماعيل في إجراء بعض اللقاءات والحوارات مع بعض الراود والمميزين في الفن الضوئي بالوطن العربي..
- يعمل المزج بين الفنون وأهمية النقد على الحفاظ على أصالة الفنون وإستمرار الإبداع.. فما من شك بأن شرط كل عمل فني هو الإبداع وحرية العمل..مع ملاحظة بأن الظروف المعيشية والإجتماعية تنعكس على الفنان وتضفي على أعماله الضوئية صبغتها الخاصة..وهذا الإنعكاس يجب أن يترك ليظهر من تلقاء نفسه بحرية دون أن تفرض عليه قوة خارجية وبعض المبدعين من يذهب إلى الأصل والفلكلور والبيئة المحيطة..لينتج لنا فناً أصيلاً خالصاً ..ومنهم من يزيد عليه بصمته الخاصة بالرقي والجودة والفكر والفن المتألق.. مع مراعاة الضوابط التي ترعى حرية الخلق والإبداع الفوتوغر افي حتى يخلق المصور الإنسان فناً ينمي ذائقة المجتمع جمالياً وفكرياً وحسياً ..وتأتي عملية النقد ودراسة العمل الفني ..ليست مجرد تعريف بالعمل وبصاحبه أو بيان للواقع المحيط الذي يعيشه ولكننا نرى فيه بأنه يجب أن يشتمل على بعض الملاحظات ..كأن تكون الدراسة جادة وذات أوصاف وتفسيرات وأحكام وتوصيات ضوئية معيارية معاً..ويشترط بأن نضع نصب أعيننا دائماً الحث على المحافظة على مالدينا من ثروة ومواهب عربية في الفن الضوئي..ونحافظ على تراثنا الشعبي وعاداتنا وتقاليدنا ونتمسك بعناصر الأصالة فيها..وبأن نتذكر دائماً بأن هويتنا الثقافية العربية وخصوصيتها هي ضرورة لاتغيب عن أي إبداع فني ضوئي..وعلى النقاد ألا يتوجهوا فقط على أعمال المبدعين الضوئيين..بل بأن يتوجهوا إلى مؤدي العمل الإبداعي وموصله للجمهور والمقصود هنا المصور أو الفنان ..وأيضاً على الناقد توجيه بوصلته إلى وسائل الإتصال والنشر لهذا الفن الراقي..وفوق كل ذلك وفي المقام الأول فإن دور النقد بإتجاه المشاه أو المتلقي نفسه..بضرورة تنمية وعيه وحسه الفني الضوئي البصري وإدراكه في معرفة الفن الجيد من السيء بغية الإرتقاء بذوقه وحسه الجمالي لقراءة الصورة والعمل الفني..وهنا تأتي المواقع والمجلات والمدونات والجوائز والمؤسسات والأجهزة الثقافية الفنية التعليمية المتخصصة لإعداد وتأهيل الناقد الدارس المثقف المتذوق بإنشاء مراكز ودورات تأهيلية ومعاهد متخصصة أو أقسام بالجامعات لعمل دراسات جمالية فنية نقدية على أسس علمية في جميع وسائل ومراكز الإعلام المطبوعة والمقروءة والمسموعةوالمرئية وعلى الشبكة العنكبوتية لتكون توجيهاتها فاعلة ..لأن النقد والناقد هو أحد السبل الضرورية الهامة للرقي بالوعي الجمالي البصري زفي الإدراك والذوق الفني السليم للحفاظ على أصالة الفوتوغرافيا وهويتنا العربية الضوئية..
- ألا إنها وقفة حق مع أحد الزملاء الذين قدموا الغالي والرخيص وضحوا بوقتهم من أجل رفع راية فن التصوير..فمنذ ماينيف عن السنتين وأنا أنتهز الفرصة لأقدم للزميل الفنان باسل نيصافي كل التقدير والإحترام لجهوده المبذولة ..والعمل ضمن روح الفريق ليل نهار..دونما كلل ولا ملل..مقدماً مافي جعبته من ثقافة فنية ليجود بها على عشاق ومتابعي الفن الضوئي عبر المجلة ..أى إنها الفرحة الكبرى ..بأننا نسير في الطريق القويم بصحبة أصدقاء وزملاء مؤمنين وصادقين بتقديم الأجمل وبيدهم باقات من الأمل والتفاؤل بالغد الأفضل ..رغم كل الظروف التي تمر بها البلد الحبيب سورية..فمرحى للأخ والزميل المعطاء الصادق الأمين المحب الذي يستحق الكثير والكثير من التكريم والإحترام لما بذله في خدمة الفن الفوتوغرافي محلياً وعربياً ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة المصور باسل نيصافي ــــــــــــــــــــــــــ
Basel Nesafe