أنثى ناعمة تزاحم الرجال بعباءتها السوداء من أجل أن تحظى بلقطة صحافيةٍ أو زاويةٍ جيدة للتصوير. تسابق الجميع من أجل أن تكون في الصفوف الأولى في المؤتمرات، تخرج مثل زميلها في الشوارع والطرقات الوعرة وفي السيول أيضاً من أجل توثيق الحقيقة.
هكذا أصبحنا نرى المصورات السعوديات في شتى الميادين يعدن تشكيل الحقيقة، ويسعين من أجل لقطة واحدة معبرة.
“أنا زهرة” اقتحمت عالم المصورات السعوديات الذي أصبح يستهوي الفتيات والإناث ويجذبهن للاحتراف أيضاً.
عائلة “تتنفس” التصوير
تقول المصوّرة في صحيفة “عكاظ” أمل السريحي: “بدأ عشقي للتصوير منذ زمن بعيد. كنت أولي أهميةً كبرى لتوثيق المناسبات في عائلتنا. وهذا الاهتمام والحب انعكسا على مسيرتي لاحقاً. بدأت التصوير ببرامج التصميم ثم تشجعت واقتنيت كاميرا احترافية”. وتضيف أمل: “لا أرى الصورة أو أحكم على جمالها وتعدد ألوانها بعينيّ فقط، لكنّي أشعر بها. فالصورة الجميلة ليست فقط تلك التي تعجب العين بل تلك التي تخترق الإحساس. أنا أعشق تصوير التفاصيل الصغيرة التي تتحدث عن مشاعر كبيرة. ولذلك لا أملك موضوعاً معيناً في التصوير التجريدي. فأنا أشعر بالهدف قبل أنَّ أصوره”.
تصويري عشقي
حبّ مجموعة من الفتيات للتصوير دفعهن إلى إنشاء مشروع خاص بهن تقول مديرة المشروع منى الملياني لـ “أنا زهرة”: “بدأ حبي للتصوير حين لاحظ والداي طريقتي في التصوير، وراحوا يشجعونني وخصوصاً والدي الذي يحبّ التصوير منذ صغره وما زال يحتفظ بأعماله ومجموعة قيمة من الكاميرات القديمة. وأذكر أنّه منذ كنت في الـ 13 من عمري، أهداني كاميرا احترافية لأنمّي هذه الموهبة وهو من أكبر المشجعين والداعمين لفريقنا”.
وتضيف: “جمعنا حبنا للتصوير على إنشاء فريق خاص بنا على أساس وجود ثغرة في هذا المجال في المجتمع، وأحببنا سدها لكن ليس بأي طريقة بل عن طريق الصور التي تكون هادفة تحمل معاني تخدم الانسانية. فالصورة لغة عالمية تفهمها جميع الأجناس”.
وعن أهم الصعوبات التي تواجه المصورات، تقول: “هناك العديد من العقبات التي تواجهها المصوّرة أوّلها عدم تقبل المجتمع لها. كذلك، هناك المعارضون لفكرة التصوير والصور الذين يشكلون تحدياً صعباً نوعاً ماً”.
البساطة أولاً
هوازن قاري مصورة حرة هاوية تدرس الإعلام تقول لـ”أنا زهرة “: “أهم ما يميزني عن المصورات هو البساطة ونظرتي الخاصة. لقد بدأ حبي للتصوير منذ صغري حين كنت أحاول باستمرار اكتشاف أسراره. ولذلك، فإن تعلقي بالكاميرا يزيد يوماً تلو آخر. وأحد أكبر أحلامي هو أن أتقن جميع أنواع التصوير وأسراره والوصول إلى الاحتراف الكامل ثم إقامة معرضي الخاص يوماً ما. برأيي أنّ المصورة السعودية لم تأخذ نصيبها بحكم مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا. هناك الكثير من المصورات الهاويات والمبدعات لم يستطعن إظهار هذه الموهبة. وأتمنى أن تكون هناك جمعية أو مؤسسة نسائية تدعم وتشجع هذه المواهب”.