مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعيَّة، وتداول كميات مهولة من البيانات الرقميَّة، كثر هواة التصوير من كلا الجنسين، فبعد أن أصبح التصوير عادة يوميَّة لمستخدمي الشبكات الاجتماعيَّة، أصبحت عدسات الكاميرات مرافقة للعديد من المصورات، وأصبحت مهنة التصوير شائعة بشكل أكبر من السابق، فاختلط الحابل بالنابل، وفُقدت الثقة، خاصةً بعد ظهور بعض السلوكيات المخالفة للعُرف، والتي تتناقض مع أخلاقيات المهنة.
«سيدتي نت» رصدت بعض مواقف المصورات غير المحترفات، والضرر النفسي والمعنوي، الذي كثيرًا ما يتسببن به.
زر التشغيل
بداية، ذكرت آية الله ناصر، (36 عامًا)، ربة منزل أنَّ زفافها أُقيم في منطقة بعيدة عن منطقة سكنها، واتفقت مع مصورة تابعة لصالة الأفراح؛ لتصوير يوم زفافها، فحضرت المصورة مع مرافقتها، وصورت صورتين واختفت، وبقيت المرافقة، وقبيل انتهاء الحفل أوضحت المرافقة أنَّ الكاميرا قد توقفت عن العمل، وطلبت كاميرا، إلا أنَّ ابنة عمي تداركت الأمر وتكفلت ببقيَّة الليلة، وبعد مرور أسبوع على الزفاف، وبعد تسلم الألبوم والقرص المضغوط، أصبتُ بالجنون؛ إذ إنَّ القرص يحتوي فقط على بداية حفل الزفاف، وما تبقى من الحفل ذهب سُدى؛ نتيجة غفلة المرافقة عن ضغط زر التشغيل لبدء التسجيل، للأسف بعد أن عدت للأستوديو لم أجد المرافقة، ولم تخبرني سابقًا عن هذا الخلل البشع، وتم دفع التكاليف مقدمًا قبل الحفل، ورُفض استرجاع أي جزء منها.
ذاكرة الكاميرا
أما منى علي، (27 عامًا)، موظفة في القطاع الخاص، فذكرت أنَّها وضعت ثقتها في المكان الخاطئ؛ إذ اتخذت من إحدى المصورات صديقة مقربة، وذات يوم قامت بتقديم تلك المصورة إلى ابنة خالتها، التي اقترب موعد حفل قرانها، وتمّ الاتفاق بينهما، لكن الغريب والطريف في الأمر أنّه وبعد مرور ستة أشهر من عقد القران، ما زالت منى تُطالب بصورها وصور لأخواتها تمّ التقاطها من قِبل ذات المصورة، وأخيرًا ذكرت المصورة أنّها فقدت ذاكرة الكاميرا.
خطأ مطبعي
وقالت هدى جوهر، محرِّرة صحافيَّة، ومصورة فوتوغرافيَّة حرّة: من الطبيعي أنَّ مهنة التصوير ككل المهن؛ نتعرض فيها لمواقف عديدة، ومن أبرز المواقف التي حدثت معي خطأ مطبعي لألبوم العروس، حيث قمت بطباعة تاريخ خاطئ للمناسبة، وحين حادثتني العميلة؛ اعتذرت لها بشدَّة، وشرحت لها أسباب ذلك الخطأ الناتج عن ضغط العمل وكثرة الألبومات والسرعة في الإنجاز، وطبعت لها مجددًا ألبومًا آخر، وبأجمل الخامات لتكون راضية عني، واستطردت: على المصورة التحلي بالصبر والاقتراب من العميلة أثناء الحفل لتخفيف التوتر عنها، ومن الضرورة مراجعة بنود العقد مع العميلة قبل إبرام الاتفاق وأخذ نسخة منه، كما على العميلة أن تختار المصورة وفقًا لمعايير واضحة؛ كجودة الصور من حيث الزوايا والدقة، والأفكار المطروحة للتصاميم، بالإضافة إلى التعامل الحسن والمحترف.
إضاءة ضعيفة
وأوضحت آمنة غريب، مصورة فوتوغرافيَّة حرة: الأخطاء واردة في كل مجال، وإحدى المشاكل التي واجهتها حين كانت الإضاءة في إحدى قاعات الأفراح ضعيفة، فتمّ المونتاج بشكل سيئ في جزء من مقطع الفيديو، فاحتوى على تشويش واهتزاز، حينها قمت بحذف ذلك الجزء مع إبلاغ العميلة وتخفيض المبلغ، وهي بدورها تقبلت الأمر بسعة صدر.
واستطردت لتروي موقفًا مرَّت به إحدى صديقاتها من قِبل أستوديو شهير في مدينة جدَّة: قام الأستوديو بعمل العديد من العروض والإعلانات في ذلك الشهر، وأخذ من العملاء نصف المبلغ المتفق عليه كعربون، وفي يوم المناسبة لم تحضر أي مصورة من طرف الأستوديو، وتمّ إغلاق كافة الهواتف المحمولة ولم يتم الردّ، حينها قامت إحداهنّ بتقديم شكوى إلى الشرطة، وأتى الدفاع المدني، فكسر البوابة ووجد بعض صور لفتيات منثورة على الأرض، ومالكة الأستوديو غير موجودة.
وأضافت: أمتلك عضويَّة في لجنة التصوير الضوئي بجمعيَّة الثقافة والفنون، كما أنني عضوة في مصورات جدَّة، وأرى أنَّ المصورة لا بد أن تحرص على اصطحاب العميلة إلى المعمل الذي تتعامل معه، من باب الاطمئنان والاطلاع على الجودة.
الرأي النفسي
تخبرنا المستشارة النفسيَّة والأسريَّة، الدكتورة سحر رجب، أنَّ التصوير يعتبر مهنة كأي مهنة؛ تقع فيها الأخطاء، كالطب وكالهندسة وغيرهما، لذا ينبغي الانتباه والتدقيق والتمحيص قبل الزج بأنفسنا تحت رحمة أي شخص، ولا بد أن نضع في الاعتبار عند اختيار المصورة أن تكون ذات خلق، ومعروف عنها الصدق والثقة وعدم الاكتفاء بما يُقال عنها في شبكات التواصل الاجتماعيَّة، بل لا بد من السؤال والبحث؛ لكيلا تصبح مناسباتنا الجميلة ذكرى سيئة يومًا ما، ومن حصل لها ابتزاز من أي طرف، ينبغي عليها عدم السكوت، وأن تتوجه إلى الجهات المختصة بتقديم شكوى؛ ليتم القبض على المبتز والمهمل الذي تسبب في فقدان تلك الصور، كما ينبغي التنبيه وحظر الجوالات في المناسبات النسائيَّة، حيث أصبحت كل التقنيات الحديثة، خاصةً الـ«سناب شات»، منبعًا للخوف من هتك الأعراض. وأوجّه كلمة لمن يقوم بالابتزاز: «كما تدين تُدان، وستقع ذات يوم في نفس المأزق».