رهف جلاد Rahaf Al Jallad..
مصورة سورية ..
أمضت أكثر من ربغ قرن في خدمة الفن الضوئي العربي ..
بقلم المصور: فريد ظفور
- بعد ثلاث وثلاثين عاماً جمعتنا من جديد مجلة فن التصوير ..بين الرصانة والتشويق..بين الماضي والحاضر..بين الشباب والخبرة ..حيث فتحت أفقاً معرفية جديدة للثقافة والفن الضوئي السوري ..فهي إحدى الحصون الأخيرة للثقافة العربية القديمة لفلسفة الصورة..والتي جاءتنا تحمل بين يديها كمشة من ياسمين الشام وبعض أزرار الورد الجوري الدمشقي..وعبق التاريخ من مدينة شاعر الحب والياسمين نزار قباني…من مدينة يخرج من أزقتها وحاراتها عبق التاريخ ورائحة الأرض التي تحمل بين جنباتها أقدم مدينة مأهولة في العام حتى الآن ..إننا الآن أمام فنانة متميزة قدمت وتقدم الأعمال الفوتوغرافية منذ أكثر من ربع قرن…
- فتعالوا معنا نعرفكم على الأستاذة الفنانة رهف جلاد..
تعتبر تجربة الفنانة رهف جلاد التي مثلت سورية في إتحاد المصورين العرب..نموذجية حول صلة الوصل بين الفنانين السوريين والفنانين العرب ,,حيث كانت سفير الصورة السورية ومهمازها في زمن أسكت فيه صوت الفن الضوئي السوري بقصد أو من دونه..والعلاقة بين الماضي زمن تعارفنا الغير مباشر عبر نادي فن التصوير الضوئي في دمشق ومن خلال عملي كمراسل في سورية لمجلة فن التصوير اللبنانية الورقية التي كانت تصدر من بيروت وإستمرت من عام 1982م وحتى عام 1987م..وكان صاحب الإمتياز الفنان العالمي الأستاذ: زهير سعاة ..ورئيس التحرير البروفيسور : صالح الرفاعي ..ومعهم مجموعة مصورين من معظم الدول العربية إضافة لبعض المراسلين في الدول الأجنبية صانعة القرار والتقنيات الضوئية في العالم..وكانت علاقتنا بين النادي والمجلة علاقة تكامل وتواصل وتعارف وتبادل خبرات ومعارف ضوئية فنية ..ومن خلال هذه التجربة الفنية تراكم الوعي الفني البصري البشري ..الماضي أمدنا بالتجربة والخبرة والحاضر يمدنا بأدوات جديدة وبتقنية متطورة لإكتشاف الذات المعرفية الفنية الضوئية أولاً..لتحديد بوصلة إتجاهنا وسيرنا أفراداً ودولاً عربية وعالمية.. إن مايجري في ظل الوعي اليومي الضوئي وإنتشار الصورة وتربعها عرش الميديا..من خلال مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس وتويتر وإنسغرام والواتس آب وغيرها …مايجري في ظل سيادة وسيطرة أجهزة الإتصال الخليوية وفي ظل هيمنة نمط الحياة الإستهلاكية على الوعي البشري وعلى وعي المصورين..وفي ظل اللهاث وراء لقمة العيش ومتطلبات الحياة المعيشية..وفي ظل الأسئلة الفلسفية المعلقة على أخطاء ومشاجب التاريخ والآخرين ..والإجابات المغيبة ..في ظل القلق الأمني والحياتي والوجودي الذي يهدد بعض بلدان العالم..ورغم ذلك فإنه هناك من يريد أن تحدث فجوة بين جيل الأبيض والأسود واللون الأحادي وجيل زمن الفيلم الملون ..وبين الجيل الجديد الذي حققت له التكنلوجيا خطوات سريعة في مسيرة تطوره عبر كاميرات الديجيتال والأجهزة الخليوية المزودة بأحدث الكاميرات …بين الرواد والشباب..وأن تحدث قطيعة بين سيرورة التطور التقني الفني الضوئي الإنساني..في تطور وعي الإنسان المصور ..لكي يفرض على الإنسان بأن يكون آني إبن اللحظة ومأسوراً في كنف أجهزتها وبرامج ألعابها وتساليها التي تسيطر وتأخذ جلى أوقات الشباب ..فلا تجارب تصويرية ولا ورشات عمل ولا دروس ..وكأن المجتمع الضوئي مجرد قطيع كما قطيع البط الذي ينادي..واك..واك..لكي يقودنا ذلك إلى اللا أدرية إلى الفهم العبثي القاصر لتاريخ التصوير ومساراته المتعرجه..وهناك أيضاً من يريد أن ننسى رغم أنوفنا ..حتى تلك المعلومات والمعارف الفوتوغرافية التي باتت من بديهيات الوعي عتد المصورين..وثمة مفارقة وغرابة بأن المستخدم من أدوات لفرض هذا الغباء وتعميمه ..هي نفسها أحدث الإبتكارات وآخر ما أبدعة العقل البشري في مجال تكنلوجيا المعلوماتية وعصر الديجيتال والثورة الرقمية..ويتم ذلك عبر الإعلام المهيمن الذي يطالعنا صباح مساء بآلاف الهرطقات والإدعاءات والأكذوبات والتلفيقات والصور المزورة لمحاولة النيل من الرأي العام وتغييره..ليس هذا فقط بل هناك من يريد مصادرة وعينا وذوقنا وتراثنا وفلكلورنا وتاريخنا ..ليقولبه كما يريد ..أو كما يريد مشغليه..فقد حُرم علينا السؤال والتفكير والإبتكار..وحتى التصوير وحتى أي محاولة للتغيير فهي مصادرة ومكتوب عليها بالفشل..ورغم الجراح الأليمة ..يوجد بعض المصورين والإعلاميين والفنانين يضع الملح على الجراح ولم تمحى ذاكرتهم ..ولم ينسى زمن الفيلم الأسود والأبيض والفيلم الملون ويظل يقرع الجرس ويسأل ويقاوم ويقوّم الخطأ ويعالجه وللأسف مازال يظن الحمقى بأنهم فازوا وغلبوا ..ولكن لن يسود إلا مايجب أن يسود وهو راية الحق والخير والجمال..والفنانة رهف واحدة من الكثيرات من المصورات اللواتي قدمن ويقدمن الغالي والرخيص لنصرة الفن الضوئي ورفع شأوه وتحقيق مبتغاه بمحو أمية الصورة ونشر فلسفة الضوء لتعريفنا على الهواة والمحترفين في سورية وخارجها..
– رهف جلادة مصورة سورية تحتفل اليوم بعيد ميلادها ..ونتمنى لها دوام الصحة والعافية والأمن والأمان لبلدها متمنين بأن يتعافى من جراحه التي تنزف منذ مايقارب السبعة سنوات…والفنانة رهف واحدة من المصورات السوريات العظيمات اللات حملن راية الفن منذ مطلع سبعينات القرن الماضي من خلال تعلمهن وتعليمهن الأجيال من الشباب هذا الفن ..فكانت أكثر شهرة في سورية وخارجها وأكثر تأثيراً بالهواة عشاق التصوير..وكان لأسلوبها ولأعمالها الضوئية طابع خاص قائم على تدرج لوني دافيء وعلى موضوعات من البيئة الدمشقية ..حيث تميزت لوحات صورها المنجزة بالدقة في التعبير والتكوين والألوان الشفافة..كما تميزت بنشاطاتها البناءة في فريق جوالة سورية وفي نادي فن التصوير الضوئي السوري وفي إتحاد المصورين العرب..
- وندلف للقول بأن رحلتنا بعوالم الأستاذة رهف الجلاد وداخل أعمالها المتفردة ..ورغم كل المعاناة والظروف إستمرت رحلة رهف العملية بالتوافق بين القديم والحديث وكهمزة الوصل كانت أعمالها بجانحي القديم الفيلمي والحديث الرقمي..إستمرت نحو البقاء والخلود لتبقى أعمالها الضوئية الفنية العابقة بالدفء والحنين حاضرة في ذاكرة المحترفين والهواة وماثلة مثول الشمس المعرفية في عيون التاريخ عبر نشاطاتها في إتحاد المصورين العرب..فهي واحدة من جيل أحب الفوتوغرافيا فمنحتها قلبها وحياتها وأجمل سنوات عمرها وزهرة شبابها..ومن أجل التصوير عرفت الجوع والتشرد والحرمان والصعلكة والتشرد ..قطعت فيها رحلة عمر طويلة ..فكانت أكثر بنات جيلها ثقافة وتفتحاً معرفياً من خلال ترحالها وسفرها الداخلي والخارجي..فمرحى لها ولترفع القبة لها ولكل النساء المصورات السوريات أمثالها ..
ـــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنانة السورية رهف جلاد ــــــــــــــــــــــــــــــ