- عبد الله حسون Abdullah Hassoon ..
- عميد المصورين العراقيين..
- مصور من الرعيل الأول وهمزة وصل بين الرواد والهواة ..
- بقلم المصور : فريد ظفور
- بعد فصل الصيف الفوتوغرافي اللاهب..يأتي فصل الخريف الذي ينبيء بأن رياح التغيير قادمة لامحال ..والرياح تهز أركان وأغصان الأشجار لتسقط الأوراق وتشكل منها لوحات جميلة من الأوراق الملونة..وفقط وحده المصور إختار الفكر الفني المسنير المبشر بمجتمع الحق والخير والجمال..دعونا نحلم بأن ننعم بوجود مصورين مثقفين ومحترفين تشع أفكارهم وأعمالهم ودروسهم المتجددة والتي تدين الأفكار الجامدة ..ونزعم بأن بلاد لها ماضي عريق وحضارة مابين النهرين قادرة على إنجاب الآلاف من المصورين الأحرار والمبدعين ..في حمأة هذه الأجواء التشرينية العابقة بمجد الغار والزيتون والبخور واليانسون والعطر والجوري والياسمين الشامي الذي يقدم على طبق مصنوع من سنابل قمح بلاد الشام لنرحب معاً بضيفنا الكبير الأستاذ والصحفي والمصور ..عبد الله حسون ..
- يوقن من يتأمل أحوال الفن الضوئي العربي في العراقي وغيره بأنه يقف على عتبة أبواب تغيير وتطور كبير ..فالأوضاع التي كانت سائدة والتي تخاصم التطور والتقدم التقني الضوئي.والأفكار التي راجت وإستقرت عقوداً ..أصبح من العسير عليها أن تتلائم مع أشواق الجيل الجديد وتعشقه للفن الضوئي..فالغليان ضد السكون والكسل والجهل وتحريم الفن ..ينتشر في شتى أصقاع الوطن العربي..مطالياً برفع راية الفوتوغرافيا عالياً واللحاق بالتطور والتكنلوجيا وعالم الديجيتال وعالم الكاميرات الرقمية وأجهزة الإتصال الخليوية المزودة بالكاميرات ذات الدقة العالية.. لكي نلحق بعصر الصورة وعصر الأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي التي ساعدت على إنتشار الفن والمصورين والتعرف على الكثير من المواهب من هواة ومحترفين..بعد أن كابدد الناس والمصورين الآوائل عذابات القهر وكوابيس الظلم والتهم لمن يحمل كاميرا بأنه جاسوس..سيما وأن لايفوتنا بأن العراق هي مركز الإشعاع الأول لفن التصوير وللرسم بالضوء والتعريف بالغرفة المظلمة على يد العالم العربي العراقي الحسن بن الهيثم..
- وقد لعب الفنان عبد الله من خلال أعماله ودروسه ..دوراً بارزاً في العمل الصحفي وفي الفن الفوتوغرافي في العراقي على مدى عقود نافت عن الــ 44 عاماً من العمل بصمت في النقابات وفي محترفه وإستديو خاص به ..إضافة لعمله في السلك الوظفي في الدولة ..ونيله العديد من الشهادات والجوائز وتقديمه عدة معارض فردية وجماعية داخل العراق وخارجه..وأضحى هو وزملائه من الرعيل الذي عايشهم وعايشوه عملة نادرة ومتفردة في تقنية وتقديم دروس عن الفن الضوئي الأحادي وعن التدرج الرمادي بين اللونين الأبيض والأسود وأيضاً عن تقنيات تحميض وطباعة الفيلم الملون ..حتى جاء عصر كاميرات الديجيتال الذي أزاح الكاميرات الفيلمية وأحالها للتقاعد .وأضحت تحفة فنية في كل منزل وفي كل محل تصوير هي والمعدات من أجهزة إضاءة وتحميض وطبع وكاميرات إستديو خشبية أ ومعدنية..وفلاتر وإكسسوارات ومعدات تخص الأبيض والأسود..ومن هنا نقف بإحترام وتقدير للجهود التي بذلها ومازال يقدمها فناننا الأستاذ عبد الله لربط أواصر الصداقة بين جيل الأوائل وجيل الشباب ..وكان بذلك أنزيم تفاعل بين الجيلين ..جيل الفيلم الأبيض والأسود والملون وجيل الكاميرات الرقمية وأجهزة الإتصال ..
- وماذا أحدثكم عن التصوير بالأبيض والأسود ..فلا يضاهي شيء.. فن التصوير بالأبيض والأسود في إنتاج الصورة حيث أنها غالباً ما قد تشد أنفاسك وتجذبك إليها بشدة كبيرة. والحديث عن أسراره وطرح بعض الأفكار والحكاية والذكريات التي عاشها رواد التصوير في العراق وغيرها في القرن الماضي فكان من عايشهم يشاهد علائم الأبيض والأسود من أظافر المصور المصبوغة باللون البني وكان المصورين يعرفون وقت وزمن نضوج إظهار الفيلم أو الورق من خلال رائحة المظهر….فلماذا تجذبنا صور الأبيض والأسود أكثر..للحديث عنه شجون وذكريات جميلة عند كل مصور..ويوجد شيء في صورة الأبيض والأسود يجذبنا ويفتننا، لأن هناك سحر ما نفتقده في الصورة الملونة..فالأبيض والأسود لا يموت ولا يخرج عن نمطه الأصلي ، .. ومع ذلك الأبيض والأسود لا يزال الملك بلا منازع عند الذين يقدمون له كل الإعجاب اللامحدود و اللامشروط جيل القدامى من الرواد ومعاصري اللون الأحادي والفيلم الملون..رغم أن تصوير الديجيتال تطور بشكل كبير من حيث تقنياته، ألوانه ودقته…والتصوير الفوتوغرافي بالأبيض والأسود يحبه كثير من المصورين الفوتوغرافيين من خلال استخدام التقنيات المزودة في كاميرات نيكون الرقمية أو غيرها، ونتمتع حقًا بميزة التقاط المزيد من الألوان والتفاصيل. ويتيح لنا هذا إمكانية التحكم بشكل أكبر في تعديل الصور الفوتوغرافية باللونين الأبيض والأسود دون الحاجة إلى بذل وقت أطول من اللازم في غرفة تحميض الأفلام الرقمية أو تحميض وتظهير الأفلام وطبع الورق بالطريقة الفيلمية القديمة أو المخبرية الملونة..وعندما يتعلق الأمر بالتصوير الفوتوغرافي باللونين الأبيض والأسود، يكون نهجنا دائمًا التقاط الصورة بالألوان، ثم تحويلها فيما بعد إلى اللونين الأبيض والأسود..وهناك طرق مختلفة لإجراء التحويل الخاص بك عن طريق أحد البرامج المختصة ومنها برنامج PhotoShop وغرفة الضوء والفتحة، إلخ. ومع ذلك، لا تناسب جميع الصور بيئة الأبيض والأسود. وفي الحقيقة، من الصعب العثور على صورة فوتوغرافية جيدة ومناسبة للبدء والعمل بها وتحويلها للون الأحادي..هناك بعض الأشياء القليلة التي تتعين مراعاتها للحصول على صورة فوتوغرافية جيدة باللونين الأبيض والأسود:ولكن مهما تفعل، تأكد من أنها واقعية ومعقولة.و إنتاج صور الأبيض والأسود ممكن في تأثير النطاق الديناميكي العالي (HDR). ولكنها تبدو الصور مسطحة في نهاية المطاف.وغير مستحب استخدام النطاق الديناميكي العالي وينصح المصورين الفوتوغرافيين غالبًا بالتقاط الصور وتركيبها جيدًا بدلاً من ذلك. (التصوير الفوتوغرافي هو كل شيء يتعلق بالضوء، بينما النطاق الديناميكي العالي يتحكم فعليًا في الضوء الخارج عن نطاقنا المرئي )..
– وهل ننسى حضارة بلاد الرافدين التي أنارت العالم بثقافتها ومجدها المعرفي ..من حضارة سومر وأكاد – ملحمة جلجامش – سرجون الأكادي – وبابل وأشور – ونبوخذ نصر الثاني -والعصر الأخميني وحتى الساساني – والخلافة الراشدة -و الدولة الأموية أو الخِلافَةُ الأُمَوِيَّةُ – والدولة العباسية -والغزو المغولي والدولة الصفوية والدولة العثمانية والحرب العالمية الأولى والثانية والانتداب البريطاني والإتفاقات و المملكة العراقية والملك فيصل الأول والعهد الجمهوري وثورة 14 تموز 1958 وحركة 8 شباط و18 تشرين الثاني 1963م وثورة 17 تموز 1968 وحكم البعث وحكم الرئيس السابق صدام حسين والإحتلال الأمريكي وحتى الإنسحاب وما بعد الإنسحاب الأمريكي عام2011م وأخيراً داعش..ورغم كل الآلام والجراح على الشعب العراقي وأصناف الإحتلال والدمار فقد إستيقظت وعادت بلد الحضارة من رمادها ونهضت مع الفينيق لتبدأ من جديد من تحت الرماد وتشع بنورها إلى العالم ..محبة وسلاماً..
– يعود تاريخ الصحافة في العراق إلى يوم صدور اول جريدة في 15 – 6 – 1869م وهي جريدة الزوراء بالرغم من ان الباحث العراقي السيد رزوق عيسى صاحب مجلة المؤرخ أشار في مقالته المنشورة بمجلة النجم الموصلية الصادرة عام 1934م بأن أول جريدة ظهرت في بغداد كانت تعرف بأسم (جورنال العراق) وقد انشأها الوالي داود باشا الكرخي ..وأما الحركة التشكيلية العراقية.. فكان أول فنان عراقي درس الفن خارج العراق هو الفنان عبدالقادر الرسام ( 1882-1952)- فائق حسن – جواد سليم -عطا صبري – حافظ الدروبي – فرج عبو – وخالد القصاب ، ومحمد صبري وزيد صالح . و يوسف عبدالقادر و عاصم حافظ …
و تشير البواكير الأولى لدخول فن التصوير الفوتوغرافي إلى العراق يعود مرجعها إلى أواخر القرن التاسع عشر، وإلى الموصل تحديداً. وقد ورد بالدليل الرسمي العراقي للعام 1936 م الذي وضعه الياهو دنكور ومحمود فهمي درويش وطبع ببغداد سنة 1937، ما يفيد أن “صناعة التصوير اقتصرت في العهد العثماني وفي زمن الاحتلال البريطاني 1914 ـ 1918م على جماعة في بغداد، وامتدت إلى المدن العراقية المهمة كالبصرة والعمارة وكربلاء وكركوك والموصل، وقد ظهر فيه هواة، ولكنهم غير بارزين حتى أتيح لبعض المصورين العراقيين العودة إلى وطنهم بعد جولة طويلة في تركيا وروسيا وأوربا، وبعد أن تمرنوا على هذا الفن تقدمت صناعة التصوير على أيديهم تقدما امتد أثرها على تلامذة المدارس فشاع بينهم هذا الفن..
وقد كان وراء استيراد (الأفلام الخام) المستعملة في التصوير الفوتوغرافي، أو التصوير السينمائي التاجر العراقي حافظ القاضي منذ العشرينيات من القرن الماضي استطاع أن يخطو خطوة مهمة بهذا الاتجاه لذلك نال عطف الملك غازي (1933م ـ 1939م)..ويعتبر المرحوم فؤاد شاكر من ضمن مصوري محافظة نينوى..
وممن برع بالتصوير الفوتوغرافي وكان يسمى آنذاك التصوير الشمسي في بغداد، وبلغ فيه الدرجة الممتازة المصور ( عبوش ) فهو يحمل من الأوسمة والشهادات الناطقة من الأمم المختلفة شيئا كثيرا. وقد امتهن فن التصوير في روسيا والأستانة (استانبول) مدة ثماني سنوات وزار أهم معاهد التصوير في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وقد اكتسبت تصاويره في المعرض الدولي في روما سنة 1935م الدرجة الممتازة، ونال عليها شهادة الديبلوم والاستحقاق، وقد دفع هذا بالملك غازي لأن يجعله يحمل لقب مصوره الخاص. و هذه المقدمة تدعونا لأن نلج أعتاب التاريخ لنتعرف على البدايات الأولى لنشأة فن التصوير الفوتوغرافي خاصة بعد أن تيسرت لنا روايتان، إحداهما تقول إن نعوم الصائغ، هو أول من أدخل فن التصوير الفوتوغرافي إلى العراق. وثانيهما تقول إن يوسف الياس سنبل (وهو جد والدة الفنان الفوتوغرافي الراحل حازم باك) هو الذي أدخل التصوير الفوتوغرافي إلى العراق.. والمهم إن كلا الروايتين تؤكدان أن الموصل هي منشأ هذا الفن، وقد شهدت بداياته الأولى. ومع رسالة السيد حيدر جاسم عبد عبيس الرويعي التي قدمها بعنوان “الدومنيكان في الموصل: دراسة في نشاطاتهم الطبية والثقافية والاجتماعية 1750م ـ 1974م” وحصل بموجبها على شهادة الماجستير من كلية التربية بجامعة الموصل بتقدير امتياز سنة 2001م..ونعوم الصائغ – و(يوسف سنبل فوطوغرافجي الشمسي بالموصل).. ومن أبرزهم (ارشاك) و(اكوب) و(الحاج أمري سليم) و(مراد الداغستاني), و(كوفاديس) و(يحيى المختار) و(كاكا) وغيرهم و الفنان العراقي حسون من الجيل الثاني ومعه: جاسم الزبيدي وسامي النصراوي وفؤاد شاكر وحازم باك ورشيد موزارت وعبد علي مناحي ورحيم حسن وبولص حنه وزهير شعوني وفارس سعدي وهورو ونور الدين حسين وكوفاديس ونوري زنكو ومحمد اوسكار ومصطفى جان وصباح الجماسي وهادي النجار..وأديب العاني وعبد الله حسون.. وفاطمي الربيعي وسمير مزبان ..وعبد الرسول الجابري ..الخ
– إذا كانت العراق تتميز بتنوع تضاريسها من أنهار وغابان وأغوار ووديان ومرتفعات وبحيرات وصحارى ..فهي أيضاً تتميز بحضارتها المليئة بالألغاز والأساطير والأسرار الموجود في أبرز معالمها الأثرية..وكان على المصورين إستنباط وإستنطاق هذه المآثر التاريخية والعادات والتقاليد ..وأيضاً ليؤرشفوا ويوثقوا وليثبتوا للعالم بأن هذا البلد العظيم بشعبه وفنانية يحتوي معالم طبيعية وتاريخية وبيئية تستهوي السياح والزوار والمواطنين وتسحر عيونهم..
- وندلف أخيراً للقول..أما آن للحزن العراقي أن يستريح ويحط ترحاله خارج حدودها ..لينعم أطفالها وهواة تصويرها بالغد الأفضل ..أما آن لليل أن ينطفي سواده ..وتنتشر فيه بوارق شمعات الأمل..أما آن للفن أن يكرم عشاقه ورواده ومبدعيه..أليس موجود في بلاد العرب من يستيقظ ويوقظ الضمائر النائمة ..لتقدر وتحترم وتكرم العدسات المتميزة والفنانين المبدعين..ولو بالكلمات …ولو بالشهادات ..ولو بالعطاءات المادية والمعنوينة.. أفلا يستحق المصور الأستاذ الفنان عبد الله حسون بعضاً من أيات التقدير والتكريم..بعد هذا الماضي الطويل في خدمة الفوتوغرافيا العربية.. وهل حقاً بأنه لاكرامة لمصور بين شعبه..وأن المصور القريب لاتشفي وتفيد صوره ..وأن مزمار ديافراجم عدسة المصور العربي لايطرب نغم وتدرجات صوره الرمادية واللونية..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان العراقي عبد الله حسون ــــــــــــــــــــــــــ