الباحث غسان يونس القيم …
عريس أوغاريت..
وموثق التراث الأثري السوري الساحلي..
بقلم المصور : فريد ظفور
– قلمه اليراع نفث الفصاحة المعرفية الثقافية في روعة كمنت الشجاعة في ضلوعه.. وكتابه هو الصديق الذي لايغريك والجليس الذي لايطريك والرفيق الذي لايمّلُك..في كابنة متقدمة من قطار العمر السريع توقفنا في محطة علمية وفنية وموسوعية ..فتعالوا معنا نعرفكم على أحد أقطاب البحث الأثري الأستاذ المتألق ..غسان القيم..فرحبوا معنا به..
- َعندما نتحدث عن الباحث غسان فإنه يتبادر إلى ذهن قطاع واسع من الزملاء ..عن علاقته بالفن الضوئي .. وذلك لعمري فهم غير محدود وغير دقيق لهذه العبقرية الثقافية والفنية الأثرية..فإن تابع البعض أكثر في أبحاثه وأعماله الأثرية والصور المرافقة والتي يسجلها ويوثقها بآلات ضوئية بسيطة كالموبايل أو كاميرا فلمية أو رقمية غاية في البساطة..ورغم ذلك كما يقال يحصد بقرني عنزة…ويغزل لنا من صوف آثار مدينة أوغاريت أجمل الألبسة المعرفية التي تقينا حر الصيف وبرد الشتاء..وتضعنا في برّ الأمان الثقافي عن حقيقة موروثنا وحضارتنا السورية التي تعود لأكثر من ثلاث عشر ألف سنة قبل الميلاد..وإن تعمق البعض الآخر فإنه يضيف إلى طنبوره نغماً عبقرياً جديداً الإكتشافات الحديثة في مجالات الآثار والحياة القديمة المختلفة لتلك الشعوب التي استوطنت بلدنا والمبذورة أساساً في رحم الأرض بالكثير من الحضارات القديمة في بلاد الشام..وقد إعتمد في تدبير أموره الإنسان الأول على التجربة القائمة على الخطأ والصواب..ثم خطا خطوة مهمة في مجال الإكتشاف والعلم قبل ثلاثين ألف سنة برسمه حيواناً في حالة حركة وخطواته الأكثر رقياً بإكتشافه الزراعة وملاحظته للظواهر الطبيعية المتعلقة بالطقس والزراعة منذ ئلائة عشر سنة..معتمداً على الدورة القمرية والشمسية وبذك إتجه ونبع إهتمامه بالفلك والحساب والأيام والشهور والسنين..وحول المادة الخام إلى مادة نافعة للإنسانية ..وإرتبطت أسماء العصور بالمواد المستعملة كالعصر الحجري والبرونزي والحديدي..حتى تابع مسرته الإكتشافية من الصدفة إلى تراكم الخبرات ..وهكذا ورثنا من الإنسان تراكمات إنجازاته التي إختلطت فيها الجهود البشرية جمعاء.وإذا عرفنا بأن العلم ليس لديه جواز سفر ولا وطن له ..والإنسانية تستفيد من مخزون المعرفة البشرية وتضيف إليها كل جديد..وبالرغم من أن العرب تركوا تأثيراً عميقاً في الغرب ..وأما الآن فمن نافلة القول إنكار تقهقرنا وعدم مواكبتنا الإنجازات العلمية والحضارية له أسباب كثيرة ولكي نلحق بركب الحضارة فإن مفتاح ذلك يتم من خلال الإهتمام بالعلوم والفنون والآثار المادية واللامادية..ونقصد بذلك التفكير العلمي وتحكيم العقل في الفهم والإدراك لما يحيط بنا من ثورة المعلوماتيه والأنترنت والشبكة العنكبوتية ومحاولة أن يكون لنا في المستقبل القريب موطأ قدم حضاري وفني..
- إن قصة غسان الإنسان مع العلم الأثري هي قصة تاريخ الإنسان نفسه..وأردنا من ذلك إدامة علاقات الصداقة والود والإتصال بين الباحثين والمخترعية والمؤرخين وبين المصورين ليكتمل العقد الجمان في تقديم أجمل الأطباق التوثيقية والأثرية والقطع الفنية بأبهى حلة وأنضر شكل ..لكي نعرف العالم والأجيال عما تحويه بلادنا من ثروة معرفية حضارية أثرية خالدة ..و لا يفوتنا بأن ننوه بأن الأعمال التنقيبية التي يقوم فيها الباحث غسان القيم في أوغاريت هي بجهد وإمكانات فردية وخاصة ومن دون أي دعم مادي أو حتى معنوي..رغم أن موضوعاته تستنفذ جل وقته وإهتماماته على تنوعها البحثي تشد القاريء إليها ..نظراً لنضارة الأفكار التي يطرحها والشحنة الأثرية والعلمية التي تكمن في ثناياها..خاصة وإنها تعالج قضايا تشغل حياة الإنسان المعاصر..وكانت الخشية من نشر مواد قد يكون الزمان والظروف والشبيبة قد تجاوزوها وأصبحت لاتفيدهم ..وهذه الخشية تبقى مشروعة ومطروحه في ساحة المنطق إلى أن يقرأ أو يتصفح الإنسان المتابع لتلك المواد التراثية الأثرية..وعندما ينتهي من القراءة أوحتى وهو يقرؤها فإن خشيته تتلاشى ..وهكذا فإن بحوثه الجميلة الشيقة سيكون لها شأن ومتابعين كثر في المستقبل..
- غسان القيم رغبة عارمة في الإكتشاف وحنو على أولئك المحرومين من دفء ضوء المعرفة..فثمة أناس في هذه الدنيا وعلى الأرض السورية يتمتعون بطاقة إيجابية وبقدرة مدهشة على فتح شهية الناس للعيش بالأمل والإستمتاع بالحياة.. بفضل مايحملونه من حيوية وقدرة على العمل والبهجة والتفاؤل الذي يشع من عيونهم في أحلك الظروف صعوبة وفي أبشع اللحظات ..الأستاذ غسان يفرح بعفوية الأطفال عندما يرى بارقة أمل في حياتنا الثقافية وعالم آثارنا المنهوبة ..فقد كان يحسُّ نفسه الباحث والمنقب والمؤرخ وحافظ عرش الآثار وحامي حمى الإرث الأوغاريتي حتى أصبحنا نطلق عليه عريس أوغاريت..
- إسمحوا لي بأن أعبر عن إعتزازي وإمتناني وشكري وتقديري لهذا الباحث ..فقد كان في خضم الأحداث السورية يعمل ليلاً ونهار ويبني وينقب ويبحث وغيره يهدم ويسرق..لقد نذر نفسه قرباناً على مذبح الآثار السورية عامة والأوغاريتية خاصة..وكرس حياته وجهده وأعصابه للذود عن حياض الآثار وكشف الحقيقة أينما كان وحيثما حل وفي كل منبر وعبر السيشول ميديا في الشبكة العنكبوتية ..عبر مواقع التواصل الإجتماعي ليوصل صوته للعالم بأنه يكتب من بلد أول أبجدية في التاريخ..ويفعل كل شيء لأنه يحب ويخدم التاريخ والأوابد السورية..ولأنه من عشاق سورية والتاريخ النادرين الذين تجري في شرايينهم وعروقهم الدوموية ..وعلى إيقاع شريط الذكريات والماضي..والذين تخفق قلوبهم بالتزامن مع الديافراجم فتح وإغلاق العدسة الأثرية الضوئية..وتشرق شمس معارفهم ومعلوماتهم للأجيال القامة زبابق وورود ورياحين وأقحوان وشقائق نعمان ..فهلا عرفتم ياسادة الضوء من هو الباحث غسان القيم ..القَّيم بأعماله وبحوثه ..والذي يستحق كل التقدير والإحترام..فهلا ينصفه قومه ويدركون مناقبه وما يقدمه لخدمة وطنه بتوثيق وأرشفة الآثار السورية..وألا يستحق شهادات التقدير والجوائز المادية والمعنوية على أعماله ..حتى لا يسبقنا الزمن بالتكريم ونبقى فقط نتحدث عن الذكريات والأعمال التي قدمها قبله من الرحلين أمثال الدكتور المصور مروان مسلمان الذي كان يملك أربعة مليون صورة عن الأثار السورية في شتى المحافظات وعن الباحث والمؤرخ الذي خطفته يد الغدر الأستاذ خالد الأسعد وأيضاً المصور ومدير قلعة دمشق الباحث محمد خالد حمودة..
- وندلف للقول بأنا الأستاذ الباحث والمصور والمؤرخ والفنان والأستاذ غسان القيم فوق كل الإعتبارات عمله وساماً له وأبحاثة هي ترجمان لحياته ويكفي ما يتردد صداه عند متابعيه على الفيس وغيره من الغزل المعرفي وكلمات الإطراء والإعجاب والتقدير لفنه وأبحاثة وعشقه الأوغاريتي الأبدي..فطوبى لهذا العاشق وطوبى لتلك المعشوقة ولتلك الأمة الكبرى سورية القلب النابض بالعروبة والإنسانية لكل شعوب العالم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة اللأستاذ الباحث غسان يونس القيم ________________________________