لا تتوقف عند تساؤلات نجيب سرور «لو عدتَ.. من ذاَ يعرفـُكْ؟»، فليس بيننا من يطالبك بالبطاقة والجواز، يكفي -بعد غياب 30 عامًا- أن تقول: جئت أنا رمسيس مرزوق.
دامت صورة الدكتور رمسيس الأصدق تعبيرًا على مدار تاريخه الإبداعي، يطل علينا هذه الأيام، بعد انقطاع لأعوام هي الأطول على جمهوره، بمعرض جديد، تستضيفه قاعة أفق بمتحف محمد محمود، افتتحه مؤخرًا قطاع الفنون التشكيلية، وحرص عدد كبير من نجوم الفن والمثقفين على حضور الافتتاح، من بينهم المخرج داود عبد السيد.
يقدم المعرض مجموعة من أعمال الفنان، ترصد مراحل مختلفة من تجربته الإبداعية، ومشواره الفني الطويل، الحافل بالعطاء سواء في الحركة التشكيلية، أو من خلال عمله كمصور سينمائي محترف، عمل مع كبار المخرجين.
يمتلك رمسيس مرزوق نظرية خاصة في التصوير، نابعة من فهمه العميق للتاريخ وتحليله الهام للأحداث، جعلت من صورته الفوتوغرافية علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية، قدم إنجازًا غير مسبوق في مجال الصورة، فخلق عوالم جديدة في ذهن المشاهد، تعدت فكر مخرج وكاتب العمل، أولئك الذين يُنسب لهم الكثير نجاح العمل الفني، غافلين عن الجندي المجهول القابع خلف كاميرا تلتقط أدق التفاصيل.
أقام مرزوق العديد من معارض التصوير الفوتغرافي، من بينها ثلاثة معارض بمتحف السينما بقصر شايو بباريس، ومعرضه بقاعة الشيفو بإيطاليا، وكذلك بمتحف الفن الحديث بالقاهرة عام 1961، الذي افتتحه الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة حينها.
كما صور قرابة مائة فيلم روائي مصري، بالإضافة إلى تصويره لأكثر من 20 فيلمًا تسجيليًا، كما أخرج عشرة أفلام تسجيلية، وحصل على 80 جائزة وشهادات تقدير محلية وعالمية.
لنمعن أكثر في سيرة “مرزوق” الفنية، مثلما نمعن في جولتنا داخل أروقة معرضه، الذي يستمر حتى الرابع من مايو المقبل، هو: رمسيس مرزوق تادرس، مواليد محافظة بني سويف، عام 1940، حصل على بكالوريوس كلية الفنون التطبيقية قسم تصوير جامعة حلوان 1959، وبكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية أكاديمية الفنون تخصص تصوير 1963، إضافة إلى دراسة لمدة عام بمعهد السينما بروما عام 1964، وحاز دكتوراة في السينما من جامعة السوربون تخصص إخراج 1983.
أسس جمعية شباب السينما، وكان رئيسها، شارك فى عضوية 10 لجان تحكيم بمهرجانات السينما والتصوير، وأسس شركة فرامو للإنتاج والتوزيع (باريس)، كان عضوًا بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية حتى إلغاؤة، أسس شركة ستوديو 7 للإنتاج الفنى بالقاهرة، وأسس أول مجلة عن التصوير باسم كاميرا 88، أصدرها صالون مصر الدولي للتصوير الفوتوغرافي، وكان رئيس تحريرها.
اختارته السينما الفرنسية كأحد أساتذة الصورة، في تاريخ السينما العالمية، وأقامت بانوراما لأعماله في متحف السينما بباريس، وأقتنت المكتبة القومية الفرنسية 40 لوحة من أعماله الفوتوغرافية عام 1970.
من الجوائز الدولية التي حاز عليها: مهرجان ليبزج- ألمانيا الشرقية- جائزة أحسن تصوير عن فيلم النيل الأزرق إخراج هاشم النحاس 1973، تكريم السينما تك الفرنسية بقصر شايو (متحف السينما بباريس)، وكذلك بمركز بومبيدو، تكريم نقابة الصحفيين العرب لوس أنجلوس- أمريكا 2001، تكريم مهرجان Art Film Slovak تحت اسم ضوء مصر- سلوفاكيا 2001، تكريم مهرجان عمان – مسقط 2003، تكريم مهرجانات القارات الثلاثة – بنانت فرنسا 2004.