Saad Hashmi
فوتوغرافيا
صراع المخيّلة بين الفكر والعدسة ..
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
عندما يصل فكر المصور لمرحلة انعدام المفاجأة والوقوع في براثن الاعتياد، ترى الأثر مباشراً على حواف عدسته ورشاقة نتاجه وهدوء الخط البياني لمزاجه الإبداعي. دعونا نقف داخل دائرة الواقع .. فحتى المخيّلة تشعر بالضجر، والفكر الإبداعي يُصاب بداء الكسل والدوران في دوائر مغلقة أو مكرّرة.
عندما نجد هذه الحالة تلقي بظلالها على العدسة، نمعن النظر في سؤالٍ جوهري .. هل الإنتاج غير الإبداعي مكروه أو مرفوض ؟ ونعني بذلك الإنتاج الجيد ذو المستوى المعقول المفتقد لقدرة الإدهاش! هل يجب على صانع العجائب أن يصنع العجائب كل يوم ؟ وهل هناك من مبدع قادر على إرغام جمهوره على التصفيق إعجاباً كل يوم ؟
المشي على جمر الروتين يسبّب ألماً طفيفاً يجب ألا نبالغ في انتقاده والنفور منه، هو نوع من أنواع التوازن الذي يعيد النبض منتظماً لفترة قد تطول أو تقصر، قبل التنقيب عن أسباب ارتفاع الإدرينالين من جديد. رحلة التنقيب هذه تبدأ بعد ولادة مستوى جديد من الأسئلة المحرّضة على صبّ الماء البارد على جمر الروتين .. هل تمّ اكتشاف كل الألوان ؟ هل وصل الإنسان لكل مكانٍ ممكن على ظهر الأرض ؟ هل هناك حضارات قديمة لم تُكتشف آثارها بعد ؟ هل هناك قبائل منزوية عن الحضارة لم يصلها أحد بعد ؟ هل هناك مشاعر أو انطباعات إنسانية لم تلتقطها عدسة أحد المصورين ؟
فيضان الأسئلة عندما يبدأ لا يعترف بخط النهاية .. بل يستمر حتى يحصد عشرات الثمار .. تماماً كفيضان الإبداع البصري المستمر طالما أن الجمال مستمر .. كشغف الهرولة باتجاه القصص المدهشة التي لا تنتهي إلا مع بدايات قصصٍ أخرى.
فلاش:
شجرة النتاج الإبداعي لا تثمر كل يوم .. عليك بالعمل الجاد والبحث المستمر حتى تورق من جديد