الفنان سمير ابراهيم الخاروف..
مصور ضوئي يُبحُّر بنا عبر جزيرة الفوتوغرافيا الفلسفية..
بقلم المصور : فريد ظفور
- مع إطلالة شمس الحياة..في ذلك الصباح التشريني الحامل معه زخات من المطر وبشائر الخير..كان الفنان سمير الخاروف ينشر شراعه مبحراً في شواطيء عيون عشاقة وسائحاً في الأزقة والزواريب والأوابد الحضارية لمدينته راصداً فيها كل قديم وحديث ..مسجلاً أجمل الذكريات مع الأهل والأصدقاء..مغمضاً بعينيه على صورة الوطن الغالي الجميل..الذي عشقه وأعطاه ذوب قلبه الخفاق لوحاتاً تشكيلية وخطوطاً فنياً وصوراً ضوئية..كانت بمثابة خاتم كتب عليه كل شيء عن جبلة…تعالوا معنا نرحب بالأستاذ المربي والمعلم والفنان ..سمير ابراهيم الخاروف..
- حين نردد الإسم تستعيد الذاكرة صورة الطالب الطليعي الذي تخرج من دار المعلمين ثم تابع تحصيله العلمي ونال إجازة في الفلسفة..ثم أطل على الساحة الفنية والتربوية في ثمانينيات القرن الماضي وحتى مطلع القرن الحالي..وقد إختزلت لوحاته بالخط العربي وبالرسم ومن ثم صوره الضوئية ..حكاية شاب بكفاحه المرير الذي عاشه معظم أبناء جيله لتأمين لقمة العيش وصراعهم الضاري مع البحر ..خلال رحلة الصيد الشاقة التي كانت سبيلهم إلى كسب الرزق..في بيئة فقيرة ومناخ شديدة القسوة كانت عين الشاب سمير كاميرا حقيقية جسدت تلك الملحمة الخالدة المفعمة بالإصرار عل الوجود وعلى التحدي للظفر بالعلم ومن أجل نيل حياة أفضل..يحلم بالجنة الخضراء تبرق كالمواقد في الخيال..ومن ثم إنتقل سمير من هاوي للتصوير إلى محترف يعرف كيف وماذا ولماذا يكتب قصائده الضوئية عن البشر والشجر والحجر..فكان ينقلنا عبر صوره في حدائق وارفة وجمع في غصونها اليافعة ثمراً كثيراً قدمه للمشاهدين وللناس بعفوية وصدق وشفافية .. وظل طوال تحليقه الفني في أجواء الخط والتشكيل والتصوير ملتزماً بالعراقة وبالماضي والإحترام للقيم الجمالية وللفن الأحادي وللتدرجات الرمادية وللألوان ..وبقي ردحاً من الزمن متفرجاً ..حتى إلتحق بركب كاميرات الديجيتال ..وأضحى يقدم بنبضه المميز وحسه الفني العالي ولمسته المتفردة وموسيقاه الداخلية الأنيقة التي تضفي على أعماله شاعرية من نوع خاص..ولوحاته المنتقاة يرصدها بعينيه وبعدسات كاميراته لتغدو الصور وصفحاته على الفيس بساتين فنية ضوئية مورقة ..ويعزف مايحسه بقلبه فنسمع في صفحاته سقسة الجداول وفرح العصافير وغناء العنادل..ويخيل إليك وأنت تتابع أعماله بأنه يأتيك من ذلك العالم الجميل الذي يتمناه لنا ..وطن الفن والنور والمعرفة..ولا تملك إلا أن تلثم بإعتزاز جبين هذا الوطن الخير الذي زرعه بين جنبات طلابه وأهله ومحبيه..بعد أن أعطاهم نسغاً جديداً من صوره الأنيقة وإيقاع خطوطه العريقة المبتكرة وصوره الملونة ..حيث نستطيع إكتشاف ملامحه وفلسفته الضوئية في صوره من الوهلة الأولى ونعرف أن هذه التراتيل الضوئية بث قيثارة عدسة سمير المميزة..
– الأستاذ سمير علم على رأسه نار في مدينة جبلة..شمعة تضيء دروب طلبة العلم والتربية والمعرفة..ويذوب لينير للآخرين دروبهم..وهو كالبدر يبدد ظلمة الليل البهيم..ليرشد تلامذتة درب السلامة القويم..مطرٌ يغيث أرض الطلبة العطشى للمعرفة التشكيلية والضوئية وفن الخط ..فتنفرج أرضهم حصاداً وخيراً وفيراً وكثير.. وقد أمضى ماينيف عن الربع قرن وهو في كنف التربية والتعليم..يقدم للناشئة ..واليافعين عصارة فكرة الفني والفلسفي ..أصول الحرف وفنونه ومدارس التشكيل وأصوله..لكي يمحو أميتهم بنور القراءة والكتابة والفن ..ويوقظ عقولهم النائمة أو ربما الغافية على حقائق الوجود والإنسان والكون الواسع الرحيب..وينمي عندهم حب الجمال و الحق والخير ..ويبعد من أفكارهم براثن وعمى الجهل والمعتقدات المتخلفة والبالية والفاسدة..وبذلك ينضوي تحت جناحيه كل خصال الخير والمحبة ..يربي تلامذته وطلبته على حب الوطن وكيفية الذود عن حياضه..فهو الأب والقائد والمعلم والرسول المعرفي..ويحث طلبة العلم على الأخلاق الحميدة وحب الفضيلة ونبذ الرذيلة والأخلاق السيئة..ويغرس في النفوس حبهم للتعاون والإبتعاد عن التفرقة ..وكلهم سواسية ومايميزهم هو الإجتهاد والحب..وعلينا بأن نكرم المعلمين ونجلهم في المحافل الوطنية ..ونوفر لهم أسباب الراحة ونرعاهم في شبابهم وفي شيخوختهم..لآنهم بناة الأجيال وبناة الحضارة وبناة الإنسان..وسعادة ومنعة وقوة المجتمع من سعادة وقوة المعلم..أفلا يستحقوا منا التقدير والتكريم,,,
– ومجمل القول أن الأستاذ الفنان سمير الخاروف قد طاف بنا في عوالم الفن التشكيلي الحروفي واللوني وبعدها أبحر بنا في عوالم الصورة الضوئية وحلق مع المصورين المبدعين في أجوائهم العالية وعاد من هذه الرحلة الفنية الإبداعية الممتعة بإيقاع رفيع يتميز من خلال إلتزامه بتوثيق وأرشفة مدينته بصغار أمورها وبكبارها…من بناء أثري وحديث ومزارع والطيور والأشجار والورود والأسواق وشاطيء البحر ورواد الكورنيش..وقدم لنا بتألقه التقني الثقافي الضوئي لوحات تعبق بالجمال والحس الفني العميق ويتسامى في التعبير والغرض ويضيف إلى سجل مدينة جبلة أعمالاً فينة توثيقية رائعة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان سمير الخاروف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعريف بمدينة جبلة Jableh السورية :
من المدن السورية التابعة إدارياً إلى محافظة اللاذقية، بنيت في عهد الفينيقيين وأسموها جبلة، وترتفع عن مستوى سطح البحر سبعون قدماً، وتعتبر المدينة مركزاً لمنطقة جبلة الإدارية التي تتبعها العديد من النواحي كناحية عين شقاق، وعين الشرقية، والدالية، وتمتاز المدينة بآثارها الرومانية، والفينيقية، والإسلامية القديمة.
الجغرافية تقع جغرافياً في الجهة الشماليّة الغربية من الجمهورية السورية، وهي مدينة ساحلية مطلة على البحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن اللاذقية مسافة خمسة وعشرين كيلومتراً إلى الجهة الجنوبية منها، أمّا مناخها فهو مناخ معتدل في فصل الشتاء وفصل الصيف. تتنوع تضاريس المدينة بين الغابات الطبيعية المنتشرة في منطقة بيت ياشوط، والسهول الساحلية كسهل الفسيح، والأنهار كنهر السن، والأنهار الموسمية كنهر أبو برغل، ونهر كفردبيل، ونهر الرميلة، ونهر الزرّود، ونهر الشحادين، كما تحتوي المدينة على سدود للري كسد كفر دبيل، وسد الحويز، وسد بيت ريحان، وسد السخابة.
السكان
يبلغ عدد سكانها 53,989 ألف نسمة وذلك حسب إحصائيات عام 2004م، وأغلبية السكان من العرب، ويتحدثون اللغة العربية التي تعد اللغة الرسمية في سوريا، أمّا الديانة فيدينون أغلبية السكان بالديانة الإسلامية، وأقلية تدين بالديانة المسيحية
الاقتصاد
يعتمد اقتصادها على كلٍ من القطاع الزراعي الذي من أهم محاصيله الزراعية الحمضيات، والزيتون، والتبغ، وكافّة أنواع الخضار، والقطاع التجاري حيث تمتاز بكثرة الأسواق والمحلات التجارية، والقطاع الصناعي ومن أهمّ صناعاته صناعة النسيج، والغزل، والمعلبات، والمياة الغازية، وصناعات الحديد والصلب، والصناعات الغذائيّة، والصناعات التحويليّة
من أهم مشاريع التشجير في جبلة:
مشروع السن، ومشروع الحوران، ومشروع كفر دبيل. من أحياء وقرى المدينة: العزة، والنقعة، والجبيبات، وضاحية الأسد، وحرف الساري، وبيت ياشوط، وعين الشرقية، ودوير الخطيب، وعرب الملك، والمريج.
أعلام وشخصيات من جبلة
قائد موقع القلع السوري الرائد محمد سعيد يونس الذي استشهد في حرب عام 1967م. محمد زيتون بطل العالم في السباحة الطويلة. الشيخ عز الدين القسام الذي استشهد في أحراش يعبد في مدينة جنين في فلسطين. الأمين القطري المساعد لحزب البعث، ورئيس أركان الجيش السوري اللواء صلاح جديد. النحات سعيد مخلوف. الشاعر نديم محمد. معلومات عامّة
معالم المدينة
من أهم معالمها السياحيّة والتاريخية والأثرية والدينية: الأسواق كسوق المقبي، وسوق الصاغة، وسوق الخياطين، وسوق السمك. الكورنيش البحري الممتد على طول أربعة كيلومترات. الشواطئ كشاطئ سوكاس، وشاطئ عرب الملك. البحيرات كبحيرة الحويز، وبحيرة السن، وبحيرة بيت ريحان، وبحيرة السخابة. خان بيت عامر الواقع في حي الصليب. القلاع كقلعة بني قحطان، وقلعة المينقة. المساجد التاريخيّة كجامع المنصوري، وجامع السلطان إبراهيم. معالم أخرى: المدينة القديمة، والمدافن الفينيقية، وبناء المحكمة الشرعية، وتل سوكاس الأثري، ومبنى السرايا، وبيت علي أديب، ومسرح جبلة الأثري، وتل الصليب، وبرج الروس. أعلام وشخصيات من جبلة