دشن «مبنى هيئة الكتاب» في منطقة الزاهية
بالصور.. سلطان القاسمي يفتتح «الشارقة للنشر» أول منطقة حرة للنشر في العالم
سلطان القاسمي يزيح الستار عن اللوحة التذكارية إيذاناً بالافتتاح بحضور سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي وعبدالله بن سالم القاسمي وكبار الضيوف (الصور من وام)الثلاثاء 31 أكتوبر 2017
الشارقة (وام)
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أمس، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة، «مبنى هيئة الشارقة للكتاب ومدينة الشارقة للنشر» في منطقة الزاهية بالشارقة، والتي تعد أول منطقة حرة للنشر في العالم، وأحد مشروعات هيئة الشارقة للكتاب الرامية إلى توفير بيئة استثمارية حاضنة للناشرين والعاملين في قطاع النشر من مختلف بلدان العالم، عبر سلسلة من التسهيلات والمرافق الخدمية على مستوى الطباعة، والترخيص، والتوزيع.
وتمتد مدينة الشارقة للنشر على مساحة تصل إلى 40 ألف متر مربع، موفرة 300 مكتب مجهز ومؤثث لأصحاب الأعمال ورواد النشر، و6000 متر مخصصة للراغبين في مساحات خاصة بأعمالهم، كما تضم أكثر من 20 قاعة اجتماع، ومخازن، ومرافق خدمية، وفرعاً للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بالشارقة، ومركز بيانات، والعديد من الخدمات الداعمة للناشرين.
واطلع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على مكاتب ومرافق المدينة، حيث قدّم أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، شرحاً تفصيلياً لما تقدمه المدينة من خدمات، وما توفره من تسهيلات، كاشفاً عن الطاقة الاستيعابية للمدينة في مرحلتها الأولى، والتي تصل إلى 550 مؤسسة وشركة، كما توفر المدينة منصة تتضمن بيانات ومحتويات 16 مليون كتاب بمختلف اللغات صدرت خلال الفترة الماضية، بحيث يمكن للناشرين إعادة طباعتها بسهولة وتحديثها والتعديل عليها.
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة، عقب الافتتاح – في مسرح المدينة – توقيع اتفاقيتين، الأولى بين هيئة الشارقة للكتاب والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وتنص الاتفاقية على استحداث مقر جديد للاتحاد ضمن مدينة الشارقة للنشر، والثانية بين الهيئة واتحاد كتاب وأدباء الإمارات تقضي بترجمة الهيئة 40 مؤلفاً لكتّاب إماراتيين من أعضاء الاتحاد، وذلك من اللغة العربية إلى اللغات الإنجليزية، والفرنسية، والبرازيلية، على أن تشمل الكتب المُترجمة فئات الشعر، والقصة، والرواية، والدراسات.
وقال أحمد العامري «إن إنشاء مدينة الشارقة للنشر، يعد تجسيداً حياً لرؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي أكد منذ أربعة عقود أن الكتاب هو الوسيط المعرفي الذي يجمع ثقافات العالم، ويفتح نوافذ جديدة للتلاقي والحوار مع مختلف الحضارات والبلدان، لتشكيل محور محرك لسوق الكتاب في المنطقة العربية والشرق الأوسط».
وأضاف: «تشكل المدينة فرصة لمختلف الناشرين والعاملين في مجال صناعة الكتاب، للانطلاق منها نحو تطوير وتوسيع مجالات عملهم، إذ جاءت بعد قراءة لمختلف الاحتياجات اللازمة لمؤسسات النشر، سواء على صعيد الترخيص، أو الطباعة، أو التوزيع، أو النقل، واستفادت من الموقع الاستراتيجي لإمارة الشارقة وما تقدمه من تسهيلات للمستثمرين من مختلف بلدان العالم».
وأكد العامري أن المدينة استقبلت حتى اليوم طلبات من أكثر من 150 مؤسسة عاملة في قطاع النشر، ومن أبرزها مذكرات تفاهم تم تسلمها وتوقيعها مع مجموعة انغرام للمحتوى من الولايات المتحدة الأميركية، ومجموعة مطابع ريبرو من الهند، وتضع المدينة خططاً مدروسة لتوفير قدرة طباعية تصل إلى مليون كتاب في اليوم خلال مراحلها المقبلة، مشيراً إلى أن المدينة تعد نقلة نوعية لواقع النشر في الشرق والأوسط والعالم، وتأتي متماشية مع رؤية دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز مكانة الدولة في مختلف القطاعات والمجالات، وتحديداً صناعة المعرفة.
وتوّفر المدينة التي تعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، العديد من الامتيازات للمستثمرين، أبرزها: حرية التَملّك لجميع الجنسيات، وحرية تحويل رأس المال والأرباح بالكامل، والإعفاء من الضرائب على الشركات وعلى دخل الأفراد، والإعفاء من ضريبة الاستيراد والتصدير، إضافة إلى تكاليف مخفضة على مستوى العمالة، والطاقة، والمعيشة، والطباعة، والتكاليف اللوجستية.
وتحتضن المدينة مختلف المؤسسات والهيئات ذات العلاقة بقطاع النشر، بما في ذلك وكالات الترجمة، ومكاتب التحرير الأدبي والتدقيق اللغوي، وشركات التصميم والإخراج الفني، لتختصر على المستثمرين آليات الترخيص، واستخراج التأشيرات، كما تضم عدداً من الجمعيات والهيئات العاملة في مجال الكتاب، ومنها: هيئة الشارقة للكتاب، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وجمعية الناشرين الإماراتيين، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
وتعد المدينة فرصة لجميع الناشرين لتحقيق التواصل الحي مع أسواق الكتاب في مختلف بلدان العالم، حيث تمتاز المدينة بموقعها الاستراتيجي، واتصالها بالعالم جواً، عبر مطار الشارقة الدولي، وبحراً عبر العديد من الموانئ الحيوية، إضافة إلى إتمام إجراءات التراخيص خلال 24 ساعة، وتيسير عمليات الكفالة والتأشيرة لجميع الموظفين من مختلف الجنسيات.
وتستمد المدينة قدراتها من الميزات التنافسية لإمارة الشارقة، فهي عاصمة الثقافة العربية في عام 1998، والعاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، وتقع بين إمارتي عجمان ودبي، وتبعد مسافة 10 كيلو مترات عن دبي، و175 كيلو متراً تقريباً عن العاصمة أبوظبي.
شهد حفل الافتتاح كل من الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ خالد بن صقر القاسمي رئيس هيئة الوقاية والسلامة، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم.كما شهد الحفل معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة «رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام» وخولة عبدالرحمن الملا رئيس المجلس الاستشاري بإمارة الشارقة، والفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية، وكبار المسؤولين والسادة أعضاء المجلس التنفيذي بإمارة الشارقة، ورؤساء اتحادات النشر العربية والعالمية ودور النشر، وجمع من الأدباء والمثقفين العرب والأجانب.
.. ويشهد إطلاق «الناشر الأسبوعي»
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حفل إطلاق مجلة «الناشر الأسبوعي» التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب، بالتعاون مع مجلة «ببليشرز ويكلي» الأميركية، والتي تركز على نشر آخر تطورات صناعة النشر، واتجاهات القراء، وتوزيع الكتب والإصدارات الجديدة والمراجعات النقدية، بالإضافة إلى أخبار المؤلفين والمكتبات العامة وسوق الكتاب المحلي والعربي والدولي.
.