من لقاء مع المصور الضوئي فريد ظفور – صحيفة العروبة – هيا العلي – نادين عودة
الحوار الكامل :
لقاء العروبة مع المصور فريد ظفور
مقدمة: إمتزجت فلسفة التصوير الضوئي بحياته وأصبحت جزء لايتجزأ منه ..غاص في أعماق الفن الضوئي مستمداً آرائه ونظرياته وخبرته من أعماق تفاعلاته العملية والنظرية والشخصية ..وقف كالطود الشامخ أو المارد الجبار تجاه ظروف صعبة ومراجع شبه معدومة ..فأحياها ذهنه الخلاق المبدع وإقدامه على الغوص في غمار المعرفة الفوتوغرافية التي نهل من معين روادها وأساتذتها فافاد وإستفاد من تجاربهم الحية المبدعة ..فقد كان إبناً باراً ووفياً لثقافة ضوئية لم تكتمل ويحاول جاهداً إكمال الرسالة الضوئية الآن..
** البدايات وكيف تنامى حسك الفوتوغرافي ..؟
– باديء ذي بدء ترسم ملامح الإنسان وتتكون شخصيته ضمن وسطه وبيئته ..سيما وأن المولد والنشأة كان في قرية جبلية جميلة وادعة محاطة بالجبال السبعة ومزدانة بالأشجار الحراجية وبالعنب والتين والزيتون .ولعل المحطة الأولى التي شربت منها لبنة الفن كانت في الصف السابع على يديّ أستاذ الرسم مصطفى بستنجي الخريج من ألمانيا وكذلك أستاذ الكيمياء الموسوعي لطفي كروما وأستاذ الكيمياء العضوية عثمان هللو ..الذين من خلالهم أحببت التصوير ..وهكذا حتى أهداني خال والدتي أبو أحمد كاميرا كييف أربعة التي كانت القفزة الأولى ومن ثم كانت هدية شقيق أمي ابو مدحت كاميرا أولمبوس 10 مع عدساتها وسبق وتعرفت على كاميرا ذات العدستين بيفيلم مقاس 120 ملم وكاميرا بفيلم 110 ملم وتتالت الأيام حتى تعرفت من زميلي المسرحي والمصور والرسام والموسيقي والخياط /علي السليمان /على جهاز طبع وتكبيرالصور الروسي ومنها توصلنا الى المدرسة الأساس عن طريق الأستاذ المصري الموسوعي عبد الفتاح رياض من خلال كتبه المنوعة التي أثلجت صدرنا بالمعلومات عن تقنية التصوير وفنونه..ومن ثم شكلنا ستوديو تصوير للبورترية .ومايزال اسمه حتى الآن ستوديو لولو علامة دلالية للمارة ..لأن عمره ناف عن الــ 33 عاماً .. ثم تابعت العمل الصحفي كمراسل شعبي في جريدة الثورة بين عامي 1977-1978م..وهكذا حتى كانت المحطة الرئيسية بمدينة دمشق العاصمة حيث عملت مراسل ومندوب مجلة فن التصوير الضوئي اللبنانية في سورية..طيلة صدورها من عام 1983 – 1987م..ونلت منها جائزة تقدير على مستوى الوطن العربي ممن خدموا فن التصوير وإختياري مع سيادة العماد مصطفى طلاس وآزاد الأرمني الذي لوحته بآلاف الدولارات .. ونلت عام 1986م جائزة من نادي فن التصوير في سورية..وفي عام 1978م..حصلت على دبلوم سنتين من معهد في ولاية نيوجيرسي عن التصوير الضوئي ..
– في دمشق كانت المدرسة وكانت الإبداعات الفنية التي نهلت من معينها..السلسلة الأولى كانت عن طريق الفنان فاهي شاهنيان الذي عرفني على عملاق التصوير في سورسة الدكتور مروان مسلمان وهو عرفني بالدكتور صباح قباني شقيق الشاعر نزار قباني وكذلك بالدكتور قتيبة الشهابي الباحث والمصور والطبيب وأيضاً المصور السينمائي والضوئي جورج لطفي خوري..والفنان عبد الكريم الأنصاري والفنان طارق الشريف ..وكذلك التشكيلي والمصور المبدع الأستاذ جورج عشي وتلاميذه ..وأيضاً الأستاذ عادل مهنا وزوجته المهندسة يسرى عجم وتلاميذه بالمعهد..وتتالت الحلقات بتعريفي بالفنانين التشكيليين بسورية وبالمصورين الصحفيين بالثورة والبعث وتشرين وبالتلفزيون السوري وبالمخرج هشام شربتجي وبالفنان فواز الجابر .وغيرهم الكثيرممن أدين لهم بمساعدتي في تقديم الصورة النضرة عن الفن الضوئي في سورية..
– وبعدها انخفضت وتيرة النشاطات الى المشاركات الدورية في معارض مشتركة مع نادي فن التصوير وفي نشاطات مدينتي حمص
..والمحطة الثالثة كانت دخولي الشبكة العنكبوتية عام/4-4- 2004م/..والذي فتح لي آفاق جديدة ومعارف كبيرة من خلال عملي كمدير عام موقع ومنتديات المفتاح وكذلك مجلة المفتاح – وأيضاً مجلة فن التصوير الضوئي التي ولدت في 4-4-2014م..
** من هم رواد التصوير في حمص..؟
– أعتذر من إغفال البعض لعدم وجود تاريخ موثق ..لقد كانت مدينة حمص وادعة يغلب عليها طابع تصوير الإستوديو ( البورترية ) ورواده كثر وأذكر منهم : ستوديوعواد – كرامي – أرتين – دنيا – الغزال – لاشين – 26- العراب – لولو- 6 تشرين – بترا – حبيب – كريستال – مسايا-وسيم – عفيف – خزام – الأخوة قبق ( سامي – غسان- هيثم – مروان مصور ومطرب ) – شحفة – غاتا – كبا- العشرة الطيبة – إضافة الى مصوري المخابر ..ولكن الشيئ المميز فنياً كان رواده : طريف اليافي – محمد شاهين من صحيفة العروبة – وهيثم شرفلي من شبية الثورة – عبد الغفار الشامي مراسل الصحف السورية بحمص..إضافة للأستاذ هاني الشموط – خلدون الأزهري- نعمان عيدموني – عدنان خزام – عماد الأقرع – طارق حنا – موريس صليبا – فراس جبور- رياض إبراهيم – فريد ظفور- أسامة الزعبي – تامر الشعار – بسام ضاحي – فايز عباس – صالح حيلاني- بدر ظفور- عبد الحليم زرزر –عمر داغستاني – مهيار الحسن – سامر محمود – حسين محمد – غياث ناصيف – سامر الشامي – آمال سلهب – منال العسس – ابتسام ظفور- عايدة جاويش – نسرين صبح – ..علاوة عن تشكيليين ومصورين: محمود شيخاني – نبيه الحسن – عيسى زيدان – فريد البور – إضافة الى الكثير من الشباب الذين سجلوا بصمة خاصة لفن التصوير ..
– ** يلاحظ بأنك من أسرة فنية متعددة المشارب هل لكم أن تحدثنا عنها ..؟
– لعل الوسط العائلي الذي منحنا إياه الوالدان من هامش الحرية هو سبب ذلك ..فقد كان لنا نشاطات بإقامة الرحلات العائلية والأندية الرياضية ..وأعياد الميلاد والمشاركة بالنشاطات الإجتماعية ..فأنا فريد: أعمل مع شقيقي بدر في محل تصوير للبورتريه والأعراس ..ستوديو لولو – ومدير عام موقع ومنتديات المفتاح ومدير مجلة المفتاح – ورئيس تحرير مجلة فن التصوير الضوئي ..على الشبكة العنكبوتية..وأشارك بالنشاطات ورحلات التصوير والمعارض ..- شقيقي بدر: مصور ضوئي يغطي المدارس والأعراس وبطل دراجات وحكم دولي بكرة القدم..
– – إبتسام: مصورة في الإستوديو وشيف في فن الطبخ..- إمتثال: مدرسة وتتميز بصناعة الحلويات – لؤي : يعمل في الديكور الخارجي وفي الدهان – منال ( أم كنعان ) تتقن سبع لغات ورئيسة شركة الأم السورية ومندوبة الأمم المتحدة في اليونيسكو للحفاظ على التراث السوري..- آسيا :مصممة أزياء ومنسقة أعراس وتعمل في الأعمال اليدوية الفنية – مها : تعمل كوافيرة نسائية – أسد : مصمم ومنفذ ديكور داخلي وخارجي ..ابنتي :إنانا- تدرس الديكور وتعمل في الأنيميشن (الرسوم المتحركة) – ابني فرهد: مختص بالسياحة ومهتم بالتصوير وبالكمبيوتر والنت ..- سرمد : مهتم باللغات والكمبيوتر..
** عن مشاركاتك ومعارضك وشخصيتك وأسلوبك في التصوير الضوئي..؟
– كانت البداية المشاركة في معرض لجريدة الثورة ثم معرض للشبيبة وآخر للبلدية في حمص – ثم المشاركة بمعارض نادي فن التصوير في دمشق وفي حمص وكذلك معارض في يكنيسة سيدة السلام وفي قطينة يالمهرجان السياحي و في جامعة البعث في كلية الطي وكليتي الهندسة بالعمارة وبالمدنية ..كان آخرها في نهاية عام 2013 – 2014م ..مع مجموعة من الرسامين والمصورين والأعمال الفنية .. وعن إسلوبي في التصوير في اليداية مثل أي هاوي دخلت معترك التصوير وجربت معظم المدارس والأنواع ..من البورترية والأطفال والتصوير القريب والطبيعة والصحافة والرياضة ..والآن أنا مصور متحيز للبيئة والفلكلور والتراث وتسجيل ورصد تحركات المسنين ..
– ** حكايتك مع قاموس التصوير الضوئي.؟
– بدأت قصتي مثل مغارة علي بابا والأربعين حرامي كلما فتحت باباً يفتح أبواب ..للوهلة الأولى يجب ان نعرف التصوير بأنه الرسم بالضوء وهو يحكي اكثر من ألف كلمة..وهو لغة عالمية وجواز سفر لكل البلدان وأن التصوير هو رياضيات وفيزياء وكيمياء..من هنا كانت المهمة شاقة ودافعي عدم وجود مراجع عربية خاصة بالفنون ولاسيما فن التصوير الذي أصبح الفن الثامن ..بإستثناء كتب الأستاذ عبد الفتاح رياض وغيره ممن يعدون على الأصابع..أما المراجع الأجنبية فحدث ولاحرج.. وهذا أحد الأسباب في البحث والتنقيب عن المصطلحات الإنكليزية ..ومنذ البداية حذرني المهتمن وأصدقائي بأني أبحث عن المستحيل ..لآن في كل عمل أدبي أو فني نصف معك وآخر ضدك..إلا القاموس الكل ضدك..وعزاؤك بأن تضيف على من سبقوك 10% من المصطلحات..ومن هنا كان التحدي أكبر فكنت رغم عملي الوظيفي أعمل من 11ساعة من 16 في اليوم .. وقد كتبت أكثر من سماكة ( 25) قاموس مثل قاموس وبحجم المنجد ..وذلك منذ قرابة الـ 17 سنة..وهو الآن حبيس الأدراج وبحاجة ليرى النور ..طبعاً معي بالعمل وبالفكرة الدكتور جميل ضاهر خريج امريكا والدكتور محمود سلامي خريخ بريطانيا ..علاوة عن حشد من المهندسين والأدباء والفنانين والمصورين والمختصين للمراجعة والتدقيق ..فيما بعد..ومن كل الإختصاصات .وطبعاً هذا عمل موسوعي وجماعي وآكاديمي وبحاجة لجهد منظمات وحكومات لإنجازه..وكما قال أحد الزملاء في العمل هل يحق لأبنائنا من بعدنا أن يقتنوه..
– ** هناك وثبتين أوتاريخين كانا أوج نشاطك الضوئي فيهما ..الأول عام 1984م ..والثاني عام 2014م.. فهلا توضح لنا ذلك..؟
– طبعاً المرحلة الأولى مع مجلة فن التصوير الضوئي الورقية اللبنانية وكما تابعت نشاطات نادي فن التصوير الضوئي في سورية..أما الثانية فهي العمل بمجلة فن التصوير الضوئي الخاصة وهي حلم كل السوريين ولاسيما أمنية للراحل الدكتور مروان مسلماني وغيره من مؤسسي نادي فن التصوير السوري بدمشق..بضرورة إنشاء مجلة تصوير ضوئي سورية الهوية.. وقد كانت الولادة في 4-4-2014م..وإنطلقت بسرعة مذهلة كما النار في الهشيم ..سرعان ماقرأها محرك البحث غوغل وغيره ..وتبناها إتحاد المصورين العرب برعاية الأستاذين :أديب العاني وصلاح حيدر ..وأكاديمية التصوير ومجلة العرجان ووكالة التنمية وغيرها ممن شجوا وأيدوا مسيرتها الفنية..وكذلك توجيهات ومساهمات الزملاء المصورين السورين والعرب..أمثال الأستاذ الفنان جورج عشي والفنان عادل مرعي مهنا وزوجته المهندسة يسرى عجم والمهندس أحمد غازي أنيس وهشام زعاويط وخلدون الخن وجلال شيخو ومحمد خالد حمودة ومحمد ستيته وناصر ريشة وعلي نفنوف وغيرهم من الزملاء في سورية والوطن العربي والعالم ممن يقدمون الدعم والخبرة والمواضيع والصور للمجلة ..
– ختاماً أشكر الزميلة هيا العلي – نادين عودة
صاحبتا اللقاء والشكر والتقدير الأكبر للعاملين والقائمين على انجاح صحيفة العروبة..