عبد العزيز فهمي
تو. 1988م
بدأ عبد العزيز فهمي مشواره في عام 1937، كمساعد مصور صغير للفنان حسن مراد رئيس جريدة مصر الناطقة، ثم تعلم التصوير وإنطلق بعدها من فيلم الى فيلم. وعندما بدأ زملاؤه ينادونه بلقب “أستاذ عزيز”، كان يشعر بحزن شديد لأنه، كما يقول، لايستحق لقب أستاذ، فهو مجرد مقلد لأشياء تعلمها ولايفهم معناها. هذا ما كان يشعر به في قرارة نفسه.
يعتبر عبد العزيز فهمي أن المصور هو المسؤول عن أي خطأ في الفيلم، وهو الموصل لفكر كاتب السيناريو وخيال المخرج لذا عليه كمصور أن يكون أميناً على اللقطة التي يصورها، ويتأكد بأنها خالية من أي خطأ. هذا لأن المتلقي يشاهد الفيلم من خلال عين مدير التصوير، والذي بدوره يرى بأن الصورة الجميلة لايمكن أن تنتج من فراغ. والفن لايكون فناً إلا إذا قدم فكراً قوياً.
إستطاع عبد العزيز فهمي أن يتخطى الكثير من الأزمات التي إعترضته أثناء التصوير. فقد استعمل قطعاً زجاجية ملونة ومهشمة ووضعها أمام الكاميرا للوصول الى التأثير المناسب لأحد أفلامه. وفي فيلم “النصف الآخر” قام بنثر الدقيق في الشرفة، فقط ليعطي إيحاءً بجو الصباح الباكر. وعندما أراد الإيحاء بوجود الرسول، في فيلم “فجر الإسلام”، وكان قد أشار لوجوده من قبل في فيلم سابق، ببريق ضوء، فكان عليه أن يجرب ويبتكر ويبدع ولا يلجأ للتكرار، فتوصل الى جعل الصورة ضبابية شفافة فأعطت الإيحاء الذي أراده، بالرغم من أن هذا خطأ علمي وتقني ـ كما يقول ـ إلا أنه أعطى النتيجة المطلوبة.
كان عبد العزيز فهمي يؤمن بأن الفنان عليه أن يظل طالباً للعلم ومعلماً لزملائه حتى آخر لحظة من حياته. وكان يؤمن أيضاً بأن الموهبة تحتاج أن تصقل بالدراسة والعلم، لذلك كان هو من أوائل الذين دعوا الى إنشاء معهد للسينما، وظل يعمل بهذا المعهد منذ إنشائه وحتى وفاته، كأستاذ لمادة التصوير، وكان يفخر دائماً بأن كل المصورين أو أغلبهم تلاميذه.
بعد هذا المشوار الفني الطويل والصعب، لابد من التأكيد من أن الفنان عبدالعزيز فهمي، من خلال محاولاته الدؤوبة، قد أرسى قواعد وأسس جديدة للتصوير السينمائي في مصر.
عبد العزيز فهمي كفنان، كان أقدر من قام بادارة الكاميرا السينمائية على مستوى الوطن العربي. فهو الذي قدم للسينما العربية أفلاماً هامة تعتبر علامات ونقاط تحوُّل بارزة في تاريخها، من هذه الأفلام: المومياء، زوجتي والكلب، فجر الإسلام، عودة الإبن الضال. وأكثر من سبعين فيلماً سينمائياً، وأكثر من عشرين جائزة عالمية ومحلية، وأول فيلم مصري بالألوان، وإبتكارات في مجال التصوير، ونشاط نقابي، وإنتاج سينمائي، وتدريس لمادة التصوير في معهد السينما. ومشوار زاخر بالإنجازات الفنية الهامة للفنان المبدع عبدالعزيز فهمي.