وفي حواره مع «الإمارات اليوم»، قال الشامسي إنه على الرغم من حصوله على تصويت كاسح لفوزه بعضوية مجلس إدارة الاتحاد العالمي، إلا أنه «من المؤسف أن الدعم العربي كان شبه غائب له في هذا المعترك، على الرغم من أنه كان المرشح العربي الوحيد لهذه العضوية، التي ظل سجلها خالياً من أي مصور عربي منذ تدشين هذا الاتحاد».
وأضاف: «أعددت لهذه الموقعة كممثل لرابطة المصورين الإماراتيين، قبل التصويت بعام كامل، ما جعلني أحقق رابع أكبر نسبة تصويت بين الأعضاء، وبفارق 250 صوتاً، عن صاحب المركز الخامس».
تتويج
وأكد الشامسي أن فوزه بهذه العضوية، في حقيقة الأمر، هو تتويج للموقع المهم الذي باتت تحتله الدولة على الصعيد العالمي، في الفنون البصرية عموماً، وفي فن التصوير الضوئي خصوصاً، موضحاً: «حينما نتحدث عن المعارض الفنية المهمة على الصعيد العالمي، فإن الإمارات لابد أن تحتل مكاناً مميزاً على خارطة تلك المعارض، ولا أزال أذكر حينما تم تدشين عدد كبير من المعارض المهمة، مثل «الربع الخالي»، والعديد من المعارض التي يحويها مركز دبي المالي العالمي، وغيره من مجمعات الجذب الفني، وكان البعض يتصور حينها أن تلك المواقع ستظل شاغرة دون نشاط، وهو الظن الذي خاب تماماً، بزخم فني هائل شهدته الأعوام الماضية».
وتوقف الشامسي عند الزخم العالمي الذي أحدثته جائزة «حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي»، والتسويق الإيجابي لجماليات الصورة، والتعاطي معها، وبصفة خاصة على صعيد إبداعها، وهو ما رآه زخماً، انعكس بشكل كبير وجلي على الصعيد الداخلي بالدولة.
وتابع: «ليس هناك ما هو أكثر قدرة على إذابة جمود العوائق والحواجز غير الطبيعية أو الصناعية، التي يقيمها البعض، أكثر من الصورة، فالمبدعون لا فوارق بينهم سوى درجات إجادتهم لفنونها، والمتذوقون ينهلون من جمالياتها بمقدار تفاعلهم معها، لأن الفن يبقى للجميع، وهو الشعار الذي نرفعه على الدوام في مقر رابطة المصورين الإماراتيين في مقرها بدار ابن الهيثم للفنون البصرية».
لكن الشامسي بالمقابل، رأى أن هناك حاجة ماسة للاهتمام ببناء قاعدة جماهيرية، لا نخبوية، لتذوق الصورة الضوئية، مؤكداً أن «الأرض شديدة الخصوبة بالفعل في الإمارات، لتنمية الذائقة البصرية المرتبطة بجماليات الصورة، بشرط أن يتم الالتفات في ما يتعلق بالأجيال القادمة لغرس تلك المفاهيم في وقت مبكر، بداية بالتنشئة الاجتماعية، مروراً بدور المدرسة، والمراحل التعليمية المختلفة، والمناشط الثقافية والشبابية».
جهود ذاتية
وقال الشامسي إن رابطة المصورين الإماراتيين تقوم حالياً، رغم اعتمادها على جهود أعضائها الذاتية، منذ أن بادرت هيئة دبي للثقافة والفنون بمنحها مقرها الحالي، بجد كبير لاستحداث قاعدة بيانات مجمعة للمصورين في الإمارات «وفي ظل تراجع الدور الذي تقوم به جمعية المصورين الإماراتيين، التي شرفت سابقاً بعضويتها منذ تأسيسها، كان لابد من استحداث مظلة جامعة، مفتوحة لجميع المصورين».
ولفت إلى أن جميع المصورين الأعضاء في «الجمعية» على استعداد لتقديم دورات تصوير متخصصة لهواة فن التصوير الضوئي، مضيفاً: «ليست لدينا موازنة بالمفهوم الحقيقي للروابط والجمعيات، ومع الدعم الذاتي فإن جميع أعضاء مجلس إدارة الرابطة يعون دورهم في ترسيخ فن التصوير ودعم كل من يحمل آلة التصوير بشغف، لذلك هناك تعاون وثيق مع جمعية الإمارات للفنون في أبوظبي، وروابط الجاليات في مختلف إمارات الدولة، وفريق مصوري الإمارات، وجمعيات وروابط المصورين في عدد كبير من الدول العربية والأوروبية، بهدف تبادل الخبرات، وإقامة الورش الفنية المختلفة».
40 عضوا
قال رئيس رابطة مصوري الإمارات، الفنان سعيد الشامسي، إن عدد المصورين الإماراتيين، الذين تمكنوا من الحصول على عضوية الاتحاد العالمي للمصورين بلغ 40 مصوراً، مشيراً إلى احتفاء الرابطة الإماراتية بأحدث أعضاء الاتحاد الدولي.
وتميزت المجلة الصادرة عن اتحاد المصورين العالميين، في عددها الأخير، بصورة يظهر بها برج خليفة من تصوير الفنانة الإماراتية علا اللوز، التي نشرت لها المجلة الفصلية مقالاً يعكس شغفها وتجربتها في تصوير الأزياء، كما أن المجلة تضم عدداً من الصور لمجموعة من المصورين الإماراتيين منهم الفنانون ناصر حاجي، ومنى الزعابي، وسمية الشعفوري، وموزة الفلاسي.
نحو العالمية
قال سعيد الشامسي إن الساحة الإماراتية بحاجة لإبراز التطور النوعي، الذي وصل إليه العديد من التجارب المحلية، وإبراز ذلك على الصعيد الدولي.
وتابع رئيس رابطة مصوري الإمارات: «هناك جهود حثيثة، وبرامج ومنصات محلية متعددة، لكن غياب المنصة الجامعة، ممثلة في عدم تفعيل دور جمعية المصورين الإماراتيين، بالشكل الذي يواكب طموحات المصورين الإماراتيين أنفسهم، يبقى هو العقبة الأساسية باتجاه الانطلاق نحو العالمية».
نقلا عن صحيفة الامارات اليوم