المخرج علي محمد حميدوش..
عاشق الفن ..وعندليب التصوير..
يحدثنا عن حكايا القمر والبشر والحجر ..
بقلم المصور : فريد ظفور
- كانت شمس تشرين أكثر إشراقاً معرفياً اليوم ..أطلت فيه الوجوه والذكريات الطيبة من كل مكان وأشرقت الشرفات في المدن والأرياف وفي منصات التواصل الإجتماعي عبر الفيس بوك..لتعج بالحياة وتطفح بالبهجة متطلعة إلى السماء لتستقبل الضياء الجميل ..وتقاصرت الظلال الرمادية رويداً رويدا ..وتمايلت الأشجار وترنحت الأغصان وتساقطت الوريقات في حركة مشهدية لسمفونية من كل ألوان الأشجار كان عازفيها..فيا أيهتا الطبيعة ما أجملك بفصولك المتنوعة وما أبهاك وأنت ترحبين معنا بضيفنا الفنان المخرج..علي حميدوش..
- نناديك يافارس الضوء..نسأل النجوم الفنية ونهمس في آذان الأزهار والياسمين الشامي ..ندرك ونحن نبحث عنك بأنك الغائب الحاضر ..نرى وجهك في كل وجوه الشباب والصبايا..نراك ودليلنا إليك أسراب البجع والسنونو المهاجرة والطيور المسافرة وبين نواح الحمام واليمام وقد وجدته سواقي الهديل ..دليلنا إليك إغتراب العبير على ضفة الورد الجوري الدمشقي..نهز الغيوم بعزيمة السؤال لعلنا نشق في الغيب ونكتشف سراً يشير إليك ..نشد الرحال بعيداً ونركب أجنحة الحنين دليلاً إلى مقلتيك..وكلماتنا الباقية تصهل بصهيلها الإغترابي ..لتبقى تروي أسطورة الهجرة والحرمان من اللقاء..فقم بنا ياصاحبي نعانق النعمى ..فأنت وحدك لم تزل أملاً وفخراً ..يحق لنا به أن نفخر..
- في حي من أحياء مدينة جبلة الأثرية القديمة..التي تعانقت بيوتها وجمعتها المحبة ..وتشابكت نوافذها على الألفة والتعاون وإحترام الجار لجاره..وفي يوم من أيام شهر أيلول عام خمسة وثمانين وتسعمائة وألف..أبصرت عيناه النور وسط أسرة متوسطة فيها من الأدب والأخلاق مايشهد له الجميع..يكدح ربان أسرتها وربة المنزل من أجل تربية أبنائهما التربية الصالح والحميدة..ويكدحان معاً لتلبية حاجات أسرتهما ..بحاجات الأسرة المغموسة بالعرق والجد ولكنها طافحة بالحب وبالفرح والسعاة ..لذلك إرتوى من ينبوعهما الأخلاقي الثر..فشكراً للمربية والدته ولعينيها المبحرتين في الكتب الصفراء..وشكراً لعقل والده المتفتح نحو الفن والذي يختزن التاريخ الوطني كله ..وسرعان ماينفتح عقله قرطاساً يضم تراثنا الفني وأبجديته السورية..فقد كان من جيل كتب عليه النضال والصمود والتحدي فإنضوى تحت لواء الجيش وخدم فيه رداحاً من الزمن ..فكان للوالدين ولأفراد أسرته الأثر الطيب في كل ما أنتجته قريحته الفنية الإبداعية الإخراجية من صور ثابته ومتحركة..عكست أبعاد المرحلة التي أثرت في حياته سلوكاً معرفياً وثقافياً ونتاجاً إبداعياً فنياً..
- السينما هي جامعة الفنون التشكيلية والرقص والموسيقى والمسرح والشعر والتصوير الضوئي…فهذا فلاديميير نيلسن يعرفنا ( ليست الصورة الفوتوغرافية أبداً إنعكاساً كلياً ومتكاملاً للواقع: الصورة الفوتوغرافية تمثل فقط هذا الإختيار أو ذاك من مجموع الصفات الفيزيائية للشيء المصور )..ولقد تطورت السنما بإتجاهين بالواقعية والإنطباعية وكان منتصف عام 1890 م على يد الأخوين لوميير بفرنسا وبأفلامهما القصيرة المبهرة للجمهور..وكذلك كان جورج ملييه ينتج أفلاماً خيالية..وبمعرفة أن الواقعية هي أسلوب معين وأن الواقع الفيزيائي هو مصدر كل المادة الخام بالفيلم الواقعي أو الإنطباعي..ويحاول المخرج الواقعي أن يحافظ على الإيهام بأن عالم فلمه هو مرآة موضوعه غير محرفة عن العالم الفعلي..ولكن المخرج الإنطباعي لايزعم ذلك..فهو يصنع طرزاً مقصودة ويشوه مادته الخام ليبعد الخطأ عنه..والسينمائي الواقعي يهدف إلى أسلوب غير مرئي..أسلوب لايلفت الإنتباه إلى ذاته..متسلحة بقيمة البساطة..والسينما الواقعية في أحسن حالاتها تنفرد بفن إخفاء الفن..ولا ننسى مصطلحي الشكل والمضمون حيث يفيدان بالفرز المؤقت للجوانب المحددة في العمل الفني السينمائي من أجل دراسة أشمل وأدق..وأيضاً سنعرج قليلاً على اللقطات والزوايا ..وتعرف اللقطات في التصوير السينمائي..بكمية المادة الداخلة ضمن إطار الشاشة ..ويندرج سبعة أنواع من اللقطات السينمائية…اللقطة البعيدة جداً واللقطة البعيدة واللقطة الكاملة..واللقطة المتوسطة واللقطة الكبيرة واللقطة الكبيرة جداً واللقطة ذات البعد البؤري العميق…ولايفوتنا بأن نتذكر بأنه هناك خمس زوايا أساسية في السينما: نظرة الطائر..والزاوية المرتفعة..ولقطة مستوى النظر..والزاوية الواطئه..والزاوية المائلة..
- أما الإضاءة والألوان فالمصور السينمائي يكون مسؤلاً عن تنظيم الإنارة والسيطرة عليها بإشراف المخرج ..وهناك أساليب متعددة في الإضاءة ويرتبط عاة الإسلوب بالموضوع وبالجو العام للفيلم..فمثلاً الأفلام الهزلية والموسيقية تكون إضاءتها ذات كونتراست عال ( مفتاح عال ) نورها متوهج وموزون المساحة والظلال الشدية قليلة..والميلودراما والمآسي تكون عادة ذات تباين شديد..ومنذ فجر التاريخ كان للضوء والظلام رمزية فقد جفل الإنجيل بالرمزية المتعلقة بالضوء والظلام وعند رامبرانت وكاراجو استخدموا التباين بين النور والظلام لتحقيق أهداف سايكولوجية وبصورو عامة استخدم الفنانون الظلمة للإيحاء بالخوف والشر والمجهول والبؤس والفقر..وأما النور فكان يوحي عادة بالأمان والفضيلة والحقيقة والفرح والسعادة…ولكن هتشكوك ينحرف عن تلك الرمزية بعكس المعادلة النور والظلام..
- وقد استخدم الإنسان اللون منذ زمن بعيد لأغراض رمزية وحضارية..والدلالات اللونية تتشابه..عموماً فالألوان الباردة كالأزرق والأخضر والبنفسجي..توحي بالسكينة والإستعلاء والهدوء..والألوان الباردة تميل للتراجع في الصورة..والألوان الحارة كالأحمر والأصفر والبرتقالي..توحي بالعدوان والدم والعنف والتحفيز ..وتميل إلى التقدم إلى الأمام في الصورة..
- ونصل أخيراً لمعرفة دور العدسات والمرشحات ..فبالرغم من كون عدسة التصوير آلية بدائية مقارنة بالعين البشرية ولكنها لها مؤثرات مثيرة في الصورة عن طريق التشويه في العملية التصويرية البصرية..في الحجم والمسافة..وتستخدم عدسات التلي للحصول على لقطات مكبرة للأشياء من مسافات بعيدة..وتعطينا تأثيراً سيكولوجياً..والمخرج يستطيع بالعدسات الطويلة تحييد المستويات وقيادة عين المشاهد الى المستويات المتعددة في الوحدة أو الكار المصور..والعدسة الطويلة تسطح الصور وتقلل الإحساس بالمسافة بين مستويين..والعدسات القصيرة تستخدم في اللقطات ذات العمق الواضح..ولا ننسى التشويه الذي تسببه العدسات القصيرة ..حيث يشمل الخطوط والفضاء..والعدسات والمرشحات تستخدم لأغراض تجميلية بحته..لتجعل الممثل أطول أو أنحف أو أصغر أو أكبر..ولاننسى سابقاً خامات الأفلام السالبة والموجبة والتي أستعيض عتها حديثاً بالشريط الممغنط وبالسي دي والدي في دي وبكرت الذاكرة ..
- وندلف للقول بأن السينما عمل جماعي ومشروع تعاوني وناتج لجهود موحدة من الفنانين والفنيين ورجال الأعمال..ويعرف أغلب المهتمين و المتابعين للشأن السينمائي بأن المخرج هو الفنان الذي يسيطر عموماً في أجود الأفلام ومعه فريق من الممثلين والممثلات والكتاب والمصورين والفنيين يؤدون عملهم وفق إرشاداته وخبرته..ويمتدح قلة من المصورين لفنهم في حين تأثير الصورة يكون بفضل مهارة المخرج التشكيلية..لأن دور المصور السينمائي يختلف من فلم لآخر..والمصورين يتفقون على ضرورة مواكبة أسلوب المصور للقصة والمضمون والجو الخاص بالفيلم..ومن هنا كان إهتمامنا بالصورة المرئية وعلاقتها بفن وتقنيات التصوير السينمائي..التي كلها بإدارة المخرج الذي يوصل صورياً العديد من الأفكار والمشاعر.. عبر وضع الشيء على مسرح أحدث الفيلم..
- ونصل مرفأ الأمان حيث أثبت لنا الفنان علي حميدوش بقدرته على رصد حكايات الحجر والتي كثيراً ماكانت عينه الفنانة ترصد صورها والمشابهه لأشكال البشر والكائنات الأخرى.. ودوماً نجد العندليب المهاجر تسجل عدسة كاميرته القمر برسالة إنسانية للوطن وللأهل من قلب عاشق ومحب يترك رمزية القمر في ساحة المنطق عند المشاهد لأعماله الفوتوغرافية وكذلك رصده لنفس المكان بأكثر من زمان ليقول لنا بأن عينه السينمائية تسجل الزمكان للكائن البشري وللأمكنة..وفي كل الفصول والأوقات والأزمان..ناهيك عن الأفلام الوثائقية والتوثيقية التي أخرجها كفبلم الظل وفيلم الصيف الأخير .. وغيرها الكثير ويعد العدة لإنتاج المزيد من الأعمال ..وهو بلا ريب إنسان يمتلك حساً فنياً راقياً سيؤهله لدور بارز وللحصول على الجوائز والشهادات العالمية من المهرجانات ومن النقاد وعشاق الفن السابع وحتى من الفن الثامن ( التصوير الضوئي )..
ــــــــــــــــــــــــــ ملحق المقالة للفنان علي محمد حميدوش ___________________________
لمزيد المعلومات تابعوا صفحته على:
https://www.behance.net/hmaydoosh8656a
الفنان علي شاب خجول وخلوق جداً
درس انكليزي في جامعة تشرين وفي
السنة الأخيرة قرر السفر لدراسة الإخراج
في اوكرانيا فلاقى التأييد والدعم
وبعد أن سافر وتخرج كمخرج سينمائي من
اكرانيا سافر إلى دبي وأقام هناك
وبدأ مزاولة المهنة ..ومنذسبع سنوات يمارس عمله هناك
له خمسة أخوة شباب ثلاثة .. ومحب لإخوته وأسرته ..
والدته المعلمة ليناإبراهيم في جبلة ووالده كان في القوات المسلحة
علما بأنه عندما كان طالب بالمدرسة كان يحب أن يكون رسام
وبمحاولات وبجهود فردية أثناء الدراسة كان يقومببعض الاخراجات البسيطة مع زملائه
في المدرسة ورفاقه في جبلة يعرفون انه كان عنده حب الإخراج وقد تحقق حلمه
وهو من مواليد جبلة 22/9/1985 درس فيمدرسة محمد سعيد يونس ودرس في
مدارسها ومن ثم انتقل إلى الجامعة فيتشرين ودرس اللغة الانكليزية
أحدأفلامه.. اسمه الصيف الأخير.. ترشح به
لمهرجان الدولي في كييف للسينما
ومهرجان كان السينمائي في فرنسا
ومن أفلامه فيلم الظل تم عرضه في مهرجان
كان السينمائي