محمود المحمود .. فنان في مواجهة القحط الفني والأخلاقي ..وسيف ساموراي الفوتوغرافيا العربية..
بقلم المصور : فريد ظفور
- من رحم يوم يشهد أن التصوير حياة وأن الحياة تصوير وولادة..تباركت يايوم الفرح القدسي..تباركت ياوطننا تستقبل بأحضانك مصوراً مبدعاً من أبنائك أحضر معه سيف مقاتل الساموراي الضوئي..تباركت أيها الآتي إلينا بشوق المعرفة التقنية الفوتوغرافية ..وعشق الناس للأرض المسكونة بالأمل ..فمرحباً بالفنان المتألق
- محمود المحمود Mahmoud Al-Mahmoud
ضيفنا لهذه الأمسية التشرينية ..فرحبوا معنا بالفنان المتألق الذي تنفس الصبح الفني على زنده الأسمر متأبطاً عدسة كاميرته يقتحم بوابات الغد الموعود والأفضل..
الفنان محمود المحمود .. أضحت كتبه هامة للغاية لأن مؤلفها يحمل إرث حضاري قديم من بلاد الشام..وقد تلاقحت تجربته مع تجربة اليابان الحضارية..و باتت مؤلفاته الضوئية ..وظل تأثيرها المعرفي الثقافي يتنامى في كل بلدان العالم..لآن فناننا الأستاذ محمود كان يعيش في وسطهم..بحنكته وخبرته الثقافية المعرفية غير المحدودة..بحيث كان يملك كنزاً ثميناً من الأفكار السامية والنبيلة الأصيلة وكان عقله مرهفاً في مختلف فنون الحكمة اللونية والفلسفة الضوئية..لآنه سرعان ماركز قواه على المعرفة التقنية والتطور التكنلوجي الحاصل في بلاد الساموراي..وتأمل في كل ماهو موجود وما هو غير موجود..دون عناء أو إستغراب..متنبئاً نيابة عن العشرات من أبناء جيله بدور الصورة وفن التصوير في المستقبل..
– وقد سعى الإنسان والفنان والمصور في كل الأوقات والأزمنة للوصول إلى الأعالي إلى السماء المعرفية الفوتوغرافية ..والسعي لم يكن رغبة في الصعود لرؤية الأرض بعيون الطيور..بقدر ماهو مرتبط بالحاجة إلى الإرتقاء فوق الحالة الستاتيكية الساكنة والإعتيادية..وإلقاء نظرة شمولية على الحياة الضوئية..وإستيعاتب جوهرها وإدراك الطريق الذي نسير فيه..وفقط بعد الصعود بإحساسنا الفني وبأرواحنا ..يمكننا إختيار السبيل القويم والطريق السليم وإدراك حياتنا بصفتها رحلة معرفية عظيمة وواحدة من الماضي إلى المستقبل..لنقل عناصر الموروث الثقافي والمعرفي الفني الضوئي من بلاد تعتبر من أكثر البلدان تقدماً في صناعة الميديا والتقنيات الفوتوغرافية الضوئية من أجهزة إتصال وكاميرات رقمية وأجهزة حواسيب ..والأستاذ محمود كان واحداً ممن زرع بأعماله بذرة المعرفة التقنية الحديثة مع المحافظة على موروثه الحضاري العربي والإسلامي ..بالرغم من أن البعض يلومونه على التوهمات والإختلافات ..ولكن المتأمل لإبداعه وفنه يدرك المغزى الحقيقي لأعماله التي وضعت برمزية سهلة المنال على الباحث الحصيف..وأصبحت صوره وكتبه أمثالاً وأقوالاً مأثورة تحمل في داخلها مغزى عميق للفن الضوئي ..عبر فلسفة ضوئية فنية ..يمنحها لطلبة العلم وعشاق التصوير..
– وتزامنت غربة الفنان محمود مع مرحلة تشكيل توازن معرفي فني دولي عالمي ..كانت بوادره عصر العولمة وثورة المعلوماتية وإكتساح الشبكة العنكبوتية وغزوها العالم والدخول بأدواتها الحديثة التقنية والمعرفية كل البيوت بدون إستئذان من أحد ..ضاربة بعرض الحائط بكل الجستابو الذي نضعه لأولادنا في التربية والتنشأة الإجتماعية بما هو صحيح وما هو حرام وغيرها..فقد أصبحت وسائل الإتصال الجماهيري عبر مواقع التواصل الإجتماعي من الفيس بوك وغيره هي التي تشغل جُل أوقاتنا وتأثرنا وتسحرنا بمغرياتها صغاراً وكباراً ..لأنها تعطينا هامشاً من الحرية في التعبير عن أفكارنا وتقديم أشعارنا وصورنا بحرية دون حسيب أو رقيب..وطبعاً لاننكر دور العلم والتكنلوجيا في تطوير المجتمعات فنياً وثقافياً ..إن كان في تطوير أدوات الإنتاج المادي من علوم الطبيعة والطب والهندسة والكون عامة..أو في دراسة جوانب الحياة الإجتماعية كافة والكشف عن قوانين ظواهرها وهو مايعود على مجتمعاتنا العربية بالإنتقال إلى نمط أكثر تقدماً ورقيَّاً ..
- الصورة عند المبدع محمود ..تركيب وتكوين فني يتميز بالدقة والحيوية في التعبير شكلاً ومضومناً..وإرتباط خصائص الصورة بأدواتها ومعداتها المرتبطة بقيمة ما في معمعان الحياة الفوتوغرافية اليومية..لأن الصورة تجعل أمداء الحياة اليومية أبقى في حساب القيم اللونية وفي تجسيد الأفكار الموجودة في العمل المنجز..لملامسة الموضوع بعمق ورحابة ..وفي هذه الدروب المعرفية تنفتح التجربة الفنية عنده على رؤية التاريخ وتتعدى معالجة الظواهر الراهنة إلى فهم صيرورة الصورة الكلية..وإلى أفق الوعي عند فناننا العظيم..وأرضه الفوتوغرافية الخصبة..حيث الفضاء الرمادي وتدرجاته الناتجة عن اللون الأحادي وتضادها اللوني بين اللونين الأبيض والأسود ..ممزوجة بصيرورة الألوان وفلسفتها الجميلة..وبروز الجانب الإنساني والبشري في أعماله وإختفاء الذات وذوبانه في التعدد بمواضيعه يضفي على أعماله شيئاً من الجمالية العالية..عندما يصوغ لنا صوراً رمزياً تجريدية برؤى تشكيلية تتماهى مع فن كاريكاتير الصورة عبر الفن المفاهيمي ببعض أعماله ..على الرغم من البون الشاسع بين بدايات أعماله وجديدها الآن..حيث تكمن المفارقة بين التحفيز الذي يلجأ إليه الفنان للكشف عن الصيرورة الضوئية المعرفية الثقافية والتاريخية التي تنجب المفارقة بين الصور الفلمية والصور الرقمية..خصوصاً حين تنتاب ذاكرته المشاعر والحنين بين الوفاء للتاريخ والماضي العذب والتطلع للحياة الجديدة ولسحر التكنلوجيا بكل حريتها ونقاوتها في بلد التقنية و التقدم التكنلوجي والرقمي في اليابان ..إن أهمية أعماله في كتب عن الورود وغيرها لا تكمن فقط في سردها وحكائيتها المباشرة للمتلقي بل تكمن أيضاً في فيض المشاعر الجمالية والأحاسيس الفنية التي تشكلها وتتركها مواضيع صوره..لآن تنامي الفعلية الضوئية تستثير كوامن صلات الشخصية الفنية في محيطها الثقافي ..تمهيداً لعلاقة أخرى في مجتمعة ووطنه الأم..وأهمية السعي وراء إكتشاف أعماله والتحرر من القيود وإعطائها حقها من الدراسة والنقد.. لاتؤديها الكلمات الوصفية وحدها ..ما دامت الصورة أصدق أنباء من الكتب..ومفعولها الساحر يلجم ويكبح أي كلام مهما كان معسول الرجاء..ولأن الصورة في تعبيرها عن الحدث زمانياً ومكانياً وعن الفعل الموضوعي والذاتي للمصور داخل كوادر صورة المنتجة..وأيضاً من خلال وحدات الحفيز والتكرار لمساءلة الحدث الضوئي معرفياً وتقييمه فنياً..وهذا مربط الفرس ومكمن إبداع الرؤية الضوئية الفنية الثقافية التي أنجها فناننا المبدع محمود المحمود بأدواته وتقنياتها الفنية المتطورة في بلد ينتج أحدث الأدوات المعرفية الضوئية التي تطور عالم الميديا والتصوير الرقمي..
- من هنا نصل مع الأستاذ محمود لنقول بأن لغته البصرية رشيقة وقابلة للفهم وناضجة ومكتملة أكثر في الشكل والمضمون..مع التنويه بملاحظة أنها تفرض نفسها وذاته إيجابياً على المشاهد ..إذا يذوب ويتماهى عنده الهم الخاص بالعام..حتى ليعلمنا لغة العشق وبأنه أستاذ في الحب والحياة الفوتوغرافية ..لإمتلاء ذاته الضوئية بالثقافة والمعرفة التقنية وذلك لإمتلاء صوره بالحوار والتدرجات الأحادية واللونية ومن خلال الحوار المتشبع بديالكتيك التصادم والتضاد اللوني والتوالد في نزوع دائم نحو الإبتكار والخلق والتجدد والإبداع في أعماله الفوتوغرافية..وتتجلى براعته الفنية في سبر أغوار وأعماق النفس البشرية والضوئية ونوازعها وشهواتها وجرأتها في فضح العلاقات الإجتماعية الضوئية الزائفة والظلم الفني الضوئي الممارس في أطر تنتهك قيم الحق والخير والجمال..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة اللأستاذ محمود المحمو د ـــــــــــــــــــــــــــــــ
من هو الفوتوغرافي العالمي محمود المحمود …..؟
الاسم الكامل: محمود خالد حسين المحمود
اردني الاصل ولد عام 1960
الاسم الفني: الفوتوغرافي محمود المحمود
حباني الله أنى تمكنت من الانتساب لنادي فوتوغرافي منذ الشهر الأول لدخولي اليابان وكان قريب من البيت الذي سكنته، وكانت الاجتماعات به شبه يومية في ديوان منزل رئيس النادي، تتلمذت على اياديهم لأربع سنوات وكانت اخر سنتين منها ما بين احتراف وتعليم في استديو يعود لرئيس النادي كعمل جزئي.
في أواخر عام 1989 دخلت معهد فوتوغرافي امريكي
New York Institute of Photography
(للتعليم عن بعد) لثلاث سنوات وتخرجت بنفس العام.
خلال تلك الفترة فزت بالكثير من الجوائز، لكثرة المسابقات والاهتمام الشديد بإقامة المسابقات من قبل الشركات والبلديات والصحف اليومية والمطابع والمجلات الفوتوغرافية الكثيرة … وغيرها.
بنفس الفترة أيضا، اشتركت باثني عشرة مجلة فوتوغرافية عالمية تصلني شهرياً، مما زاد في اتساع معرفتي بالمدارس الفوتوغرافية العالمية وقد وجدت فيها فروقاً كبيرة وأجملها المدرسة الاسيوية المتمثلة بالمدرسة اليابانية.
بعد ما رأيت العلوم الغير صحيحة منشرة وبعمق في الوطن العربي قاطبة، بدأت بمحاولة تقديم التصوير الفوتوغرافي بأسسه المنضبطة والصحيحة فقمت بتأليف عدة كتب وقد طرحتها مجاناً على الانترنت عل وعسى يستفيد منها الفوتوغرافي العربي، واذكر منها:
اولاً – تطبيقات أسس التصوير الفوتوغرافي.
ثانياً – أخطاء شائعة.
ثالثاً – تصوير الطبيعة.
رابعاً – فنون تصوير الزهور.
خامساً – محور التجريد (كُتيب ولكنه ثري بالصور المفيدة للطلاب).
سادساً – اسس التوازن في انظمة التكوين.
ودروس تزيد عن 600 درس متفرقة في معظم محاور التصوير المهمة، والعديد من المقالات تتحدث عن هموم الفوتوغرافي وقد تم نشرها عبر بعض الصحف (الورقية) والرقمية.
والان المحمود يقدم دورات تدريبة في احتراف فن التصوير الفوتوغارفي بأسعار شبه رمزية في مقر الجمعية الاردنية للتصوير التي تعتبر البيت الوحيد للمصور الاردني بعد توقيع اتفاقية تعاون بين الطرفين .
واليكم بعض الأعمال الفوتوغرافي للفنان محمود المحمود
صورة تجمع السيدة فيروز وزوجها عاصي وأخاه منصور في ضيافة القسم العربي في هيئة الاذاعة البريطانية تشرين الأول / أكتوبر 1961م – من أرشيف المصور محمود المحمود