الفوتوغرافي سعيد العلوي:
التصوير علم أخذناه من أساتذة قبلنا وعلينا إيصاله لمن بعدنا
هناك من عنده شهادة مدرب ولا يفقه شيئاً في التصوير
تزخر الساحة الفوتوغرافية في المملكة بهامات ضوئية مبدعة تتسابق لتطوير موهبتها ووضع بصمات وضاءة في تاريخنا الفوتوغرافي الوليد؛ ومنهم من بات شغلهم الشاغل تطوير الموهوبين وتسخير أوقاتهم وعلمهم وجهدهم لخدمة الفن الضوئي والأخذ بأيدي كل من يرغب في تعلم الفن الجميل.. أحد أولئك المبدعين الفنان سعيد محمد العلوي من مواليد مكة المكرمة ١٩٧٣م مصور متخصص في جميع انواع التصوير داخل الاستوديو : اشخاص حياة صامتة، منتجات، مأكولات . متخصص في معالجة الصور باستخدام برامج الفوتوشوب واللايت روم . تم اختياره لتحكيم عدد من المسابقات.أقام العديد من الورش والمحاضرات المتخصصة في تصوير الاستوديو. له مشاركات في الأعمال التطوعية الفوتوغرافية شارك في العديد من المعارض المحلية. يقدم دروسا متخصصة في التصوير والمعالجة على مواقع الانترنت وأبرزها موقع اليوتيوب وفلكر؛ تتلمذ على يديه العديد من المصورين الموهوبين الذين أبدعوا وشقوا طريقهم الضوئي بفضل الله ثم تبنيه لهم. يفضل تصوير الحياة الصامتة وله لمساته الخاصة وإضافاته المميزة ويجد فيها راحة داخلية بخاصة ان كان العمل متناسقا وناجحا على حد قوله.
البدايات
استعادة البدايات يكون دوما حافزا للتقدم يحكي العلوي: بداياتي كانت في سن صغيرة جدا قبل دخولي المدرسة الابتدائية. ولكن من عمر ١٦ سنة بدأت اتجه للتصوير بالكاميرات الاحترافية الفلمية آنذاك. وجدت صعوبة في تعلم التصوير فكانت بعض المجلات تقدم دروسا مختصرة، وبعض الكتب لكنها لم تساعدني لانها معقدة قليلا بالنسبة لي وكان علي ان اطبق ما أدرسه وهذا صعب في ظل التصوير الفلمي لأني لا استطيع رؤية الصورة إلا بعد التحميض. ومع دخولي عالم التصوير الرقمي عام ٢٠٠٥ وجدت الانترنت يوفر دروسا لا تحصى، فأكملت مسيرتي في تعلم التصوير ولازلت اتعلم .
أستاذ الأستاذ
بحكم تنوعي في تخصصات التصوير تعلمت من اشخاص كثر، وكنت اتعلم من الصغير مثلما اتعلم من الكبير؛ الاستاذ الذي استفيد من كل كلمة منه ولا افوت له حرفا حتى اقرأه هو الاستاذ القدير واخي الكبير من قطر الاستاذ حسين الجابر. ومن المملكة استفدت كثيرا من اخي الصغير الاستاذ سلطان منديلي، هذا الرجل ساهم في تفتح عقلي ونفسيتي على التصوير ولازال. وفي تصوير الاطعمة استفدت كثيرا من الاستاذ محمد المهنا، استاذ قدير ولا يُختلف على ابداعه. الاستاذ علي المبارك ملهم لي بشكل كبير وخاصة في تصوير المشاريع الكبيرة رجل له وزنه عالميا.
الدورات والدروس اليوتيوب
تقديمي للدروس جاء متأخرا لأني كنت ارى ان هناك من هو افضل مني، لكن عندما شهد لي بعض اساتذتي بأني مؤهل للتدريب حينها بدأت قبل سنتين. دروس في التصوير والمعالجة ودورات وورش عمل. الاهم هو المساعدة في نشر هذه الهواية وإبراز جمالياتها واهميتها، لذلك يتم تسهيل بعض الأمور في الدروس المجانية حتى يستطيع المبتدئون ان يحصلوا على شيء مفيد وغير مكلف لهم؛ ولازلنا نجتهد لتعليمهم .
” سر المهنة”
كثير من المصورين يخشى إعطاء أسراره في المعالجة او التصوير ويجيب غالبا بعبارة سر المهنة أما سعيد العلوي: بالنسبة لي لا مكان ل ( سر المهنة )، العلم الذي انشره او ينشره غيري ليس ملكاً لنا إنما هو علم اخذناه من اساتذة قبلنا وواجب علينا إيصاله لمن هم بعدنا حتى ان اضفنا عليه شيئا ؛ أعتقد لا يحق ان نحتفظ به لنفسنا. أما عن معالجة الصور فمن حق اي شخص ان يعرف كيف تكون، برامج التعديل تكون صعبة التعلم في البداية، ودروس المعالجة الواضحة تساعد كثيرا على التعليم وتعريف المبتدئ بهذا البرنامج وبخصائصه في نفس الوقت .
ثمار متابعة التدريب
متابعة المتدربين يتطلب الكثير من الجهد والوقت يقول العلوي: أما عن تلاميذي فاسعد أوقاتي عندما أجد أحدهم وقد تطور مستواه ووصل لمبتغاه، التوجيه المستمر معناه انهم يواصلون التقدم ولا يجب ان اتخلى عنهم في هذه المرحلة او اهملهم ، لذلك الوقت والجهد يستحق ثماره.
المصور التجاري مستغل ومظلوم
الخروج من جلباب التقليد
انا اكثر المصورين تقليدا لبعض الأعمال، والسبب في ذلك يكمن في حيثيات فهم طريقة المصور صاحب العمل الاصلي في فهم زاوية واضاءة وتكنيك الصورة ، هذه الطريقة هي من اقوى الاسباب التي جعلتني اتقن التصوير ودائما انصح بها المصورين لأنها توصل المعلومة بطريقة اكثر قوة ، لكن دائما انصح ان يكون التقليد في التكنيك حتى يتم فهم الطريقة فقط، ولا انصح بان تكون جميع اعمال المصور على نفس شاكلة مصور اخر. وغالبا مع المصور صاحب العقلية المتقدمة تجد انه بدأ يخرج عن خط التقليد تدريجيا ويبدأ ينتقي لنفسه خطا خاصا له ، تماما كأننا اعطيناه طرف الخيط. اما عن تقليد تلاميذي لي فأجد أنهم كلهم خرجوا تماما عن اسلوبي المتبع او حتى في نتائج اعمالهم، اراهم استقلوا بذاتهم في اعمالهم .
الفكرة أم الإضاءة أم التكوين
للأسف اكثر المصورين ينشغلون بشيء على حساب شيء آخر، مثلا ينشغل في ترتيب العناصر وابتكار فكرة وينسى الاضاءة وأهميتها او العكس، الاضاءة والتكوين والفكرة كلهم مكملون لبعض ويجب اتقانهم في العمل النهائي. لكن ان تكلمنا عن القواعد بصراحة هي ليست مهمة بالنسبة لي حتى ان كانت هناك عناصر مكدسة في الكادر، المهم الفكرة والاضائة ووصولها الصحيح للمتلقي بكل جمال .
مدربون بلا تدريب
وعن رأيه في توجه كثير من المصورين للتدريب وهم لا يملكون أدوات المادة العلمية ولا الفنية فقط للحصول على لقب مدرب قال: هذه هي الكارثة والتي ادت الى بطء التطور الفوتوغرافي عندنا، وللاسف هناك من عنده فعلا شهادة مدرب لكنه لا يفقه شيئا في التصوير الفوتوغرافي. وانا من خلال هذا اللقاء اطالب ان يكون لاصحاب الخبرة واصحاب التجارب الناجحة مكان في هذا القاموس ، لانهم اكثر من يفيدون في الساحة الفوتوغرافية وعند تعليمهم للمبتدئ سوف يسرد له قصة تجربته كاملة من الألف للياء وهذا ما يحتاجه المتدرب حتى يسلك نفس الطريق .
التصوير التجاري
واستغلال المصور
يقال إن التصوير التجاري “لا يطعم خبزا” في بلدنا بسبب استغلال المؤسسات والشركات للمصور وهضم حقه! قبل الحديث عن الاستغلال الذي يحصل للمصور وبشكل واضح وبكل وقاحة، أريد ان اوضح مسألة مهمة ، التصوير التجاري يعتمد بعد الله على الطلب؛ والطلب محدود جدا، بعض التجار يفضل الصور المجانية على ان يدفع مقابلا لها حتى ان كانت تجارته كبيرة وعنده الاستطاعة على عمل أفضل الإعلانات! المسألة الاخرى وهي استغلال المصور بشكل واضح، نجد احيانا اعلاناً عن وظيفة في احد مواقع التواصل الاجتماعي مثلا، مطلوب مصور ومصمم براتب ٤٠٠٠ ريال ، يعني مطلوب شخص واحد ليشغل وظيفتين وفي نفس الوقت يقدر له راتب وظيفة واحدة ، بصراحة هنا اجد ظلما واضحا. ويختم بقوله: لا ثقافة عندنا هنا في هذا المجال، والمصور الفوتوغرافي مظلوم جدا، وخاصة المصور التجاري ..