Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
بعيداً عن الفوز والشهرة .. كاميراتٌ تعملُ بشغف!
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
في زاوية مُهملة من زوايا الإبداع البصري الذي يتفنّن محترفوه أو هواته في رسم أدوات الإبهار والدهشة والتجديد، نجد مجموعةً من المصورين الفلاسفة، المفكّرين، الذين وَجَدَت الكاميرا يوماً لهم سبيلاً، وطافت بهم قوالب فكرية وإنسانية معيّنة! تبحّروا في أعماق ماهية سعادة البشر ومبادئها ومعتقداتها وأسرارها وبواطنها وحكاياتها المختلفة وأساطيرها المتنوّعة وتباين الإطارات الحضارية التي تناولتها في مختلف الثقافات البشرية منذ قديم الأزمان. عندما تدقّق النظر في أعمالهم تجد استحقاقية واضحة تمنحهم جوازات سفر سارية المفعول تجاه قوائم التتويج ومنصات الشهرة ومحاور اهتمامات الناس.
لكن هذه الزمرة تستخدم عقلها بطريقة مختلفة، إذ أن تفكيرها يقودها تجاه مناشط يتفعّل فيها إحساسها بالكينونة، هم يشعرون بالانتعاش الفني والبصري في حالات فوزٍ مختلفة قد يجدها آخرون مضيعة للوقت والجهد والمال أيضاً.
أحدهم يستهدف الأطفال اليتامى الذين يعانون من انعكاسات فقدان الأب والعائلة بأسرها في بعض الأحيان، فيقدّمون لهم عدة جلسات تصوير تجعل أرواحهم تشرق بالسعادة والثقة وقيمة الذات، ثم يحاول تعليمهم مبادئ وأساسيات التصوير البسيطة وطرق تحرير الصور، ويعيد التقاط الصور لهم وهم مذهولون من قدراتهم وإمكاناتهم في صناعة صور جميلة بوقتٍ قصير!
مصور آخر هو صديق لكل أطفال الملجأ الـمُزيّن بصورهم وبطلهم المحبوب، لأنه بلمساتٍ بسيطة وبصورٍ بديعة استطاع إقناعهم بأن مظهرهم جميل وساحر وأنهم سيكونون من أبرز المشاهير في المستقبل!
إنهم لا يعبؤون بمستقبل أعمالهم الفنية من حيث شهرتها أو فوزها، ولا يكترثون بحقوقها وملكيّتهم لها ولا حتى وجود أسمائهم عليها، جلّ ما يعتنون به كمية السعادة والفرح المنثورة فيها، النتائج العميقة والبذور الغضّة والثمار المستقبلية، إنهم يداوون الآلام بوصفات السعادة البصرية التي تعيد للأطفال بعض حقوقهم في الفرح.
فلاش:
هل صادفتم كاميرا كُتِبَ في دليل مستخدمها طريقة صناعتها للفرح ؟