المصور الفنان المهندس ( أحمد غازي أنيس Ahmad G. Anis ) ..
يبحر بنا عبر قمره الضوئي بين النجوم والمجرات
– بقلم المصور : فريد ظفور
- إن خيل القصائد الضوئية حضرت الآن..وهذا هو الليل التشريني يأتي رصيفاً من البلل والدمع الندي..يحدثنا عن فضائل مملكة الخيل الفنية ..تنحل الصورة أماكن وخلائق يمشون في وجه الريح..فلا تمدوا القصائد الضوئية للمعجم الفظ..ولا تكونوا الحروف العقيمة وابتدئو اللغة الضوئية الفنية الفلسفية ..لنردد النشيد العالمي بلغة الصورة..
- لعل كل من عرف الأستاذ أحمد غازي ..لمس فيه شخصية مميزة محب للفن الضوئي ولعمله الهندسي..ملامح وجهه البشوش النضر يذكرك بأنه فنان قادم من عمق تاريخ التصوير..وتعطيك بزته الرسمية إيقاعاً بصفاء سريرته وشفافية نفسه..وعندما يتكلم بصوت هاديء يأسرك بجاذبية حديثه الذي يؤكد عظمة تجربته الفنية وسعة ثقافته الفوتوغرافية..
إبداعه الضوئي والهندسي هو إمتداد لقلبه الكبير ولخبرتة الواسعة..وأعماله المتنوعة المميزة هي مكان للفرجة والمتعة البصرية..من هنا نحط ترحالنا في كنف مبدع عربي سوري رفع راية التصوير الضوئي خفاقة في مدينة دمشق وغيرها من المحافظات وحمل كاميرته لتكون زوادة دربه البصري ..
فرحبوا معي بالفنان المهندس الأستاذ: المبدع أحمد غازي أنيس ..
سلام عليك يافارس الضوء وأنت تمطي صهوة كاميرتك المدججة بالعدسات والفلاتر والمعدات لتصطاد لنا طريدة ضوئية ..أو نجماً سماوياً ..سلام على خضرة الحياة المتوالدة مع زهر اللوز في نيسان..وشمس أعمالك تبث فينا الدفء الضوئي في أنهار المحبة والربيع..فتتدفق بالحب أكفاً خضراء حانية لتخصب القحط وتعيد تجميع أشلاء العالم الضوئي الذي تمزقه الحروب والكراهية..تجدد الأيام أوراقها كما الطبيعة أوراقها وأغصانها ونسغها ويتجدد لقاؤنا الضوئي.. نخرج من خريفنا الطويل ..ونعيد أمجاد الماضي والإعتبار المسلوب لعلاقتنا التي مضى عليها قرابة الــ 33 عاماً..لنفتح السبيل أمام شبابنا ليتعرف على رواد فن التصوير العربي..ولنتبين أي منقلب انقلبت بتعطيل طاقات مبدعينا وشبابنا وشاباتنا..فسلام علينا ونحن ندفع الأبواب المواربة المضللة..لكي نفتحها للربيع والخصب والإبداع وللحرية وللشمس المعرفية الفوتوغرافية..
نقف بين دموع وحرقة الماضي عند وداع الأبيض والأسود ..زمن اللون الأحادي وتدرجاته..وبعدها الفيلم الملون وأطيافه السبعة..كانت أيام وساعات إنتظار تسير فيها ببطء قاتل عجلة تحميض الفيلم وطبعه.. فرغم صعوبة مهنة التصوير في السابق..كونها تتطلب دقة وعملاً شاقاً وجهداً وصبراً وجلداً..إلا أنه كانت لتلك الأيام جمالية خاصة وذكريات لاتنسى عند الرعيل الأول والأوسط من المصورين..الذين سجلوا في تاريخ التصوير العربي صفحات ناصعة ..وقد واكب الأستاذ أحمد أنيس مسيرة التطور التي شهدتها سورية في فن التصوير الضوئي..عبر نادي التصوير الذي أسس عام 1982م..ودوره الفاعل في تعريف المجتمع بالفنانين والمصورين الضوئيين ..وعبر معارضه السنوية التي شارك في معظمها ضيفنا الكريم..
وقد أولى جيل الرواد ونادي التصوير السوري إهتماماً خاصاً بالقضايا الإجتماعية وبتوثيق الآثار والأوابد التاريخية من مساجد وجوامع وكنائس وأديرة..ومن طبيعة وبورترية وأفراح ومناسبات ..وكانت جلها نجدها في المعارض الفردية والجماعية ..وفي إقامت رحلات وندوات و ورش عمل وتدريب وتأهيل للمصورين والمصورات في دمشق العاصمة السورية..
- نقدم في عجالة فكرة عن التصوير الهندسي والتصوير الفلكي الذي يمتاز بهما فنانا المميز أحمد غازي أنيس ..:يستطيع معشر المهندسين إمتاعنا وإبهارنا بإباعاتهم الهندسية و بأعمالهم المميزة، لكن معشر المصورين هم الذين ينقلون هذا الجمال ويبرزونه للقاصي والداني بلقطاتهم التي تقرب البعيد بل وتثمنه، ولهذا تقام جوائز “التصوير الهندسي” العالمية السنوية تقديرها لأفضل مصوري الأعمال الهندسية…
ويعلمنا التصوير الهندسي… فكرة عن الكتل والتوازن والتشكيل والتكوين والظل والنور و الخطوط و قواعد الجسور و كثير من المباني ذات الشكل الهندسي…فمن أساسيات التصوير الهندسي او كما يسمى (تصوير المباني) ويجب أن تهتم بالميلان كل الاهتمام وننتبه للحواف في الصور بأن تكون مستقيمة بإستخدام عدسة نورمان الستاندر.. - كلمة فلك Astronomy كلمة اغريقية الأصل وتعنى باليونانية قوانين النجوم”، ..ويعرف منها ..السديم – المجرة – النجم – الكوكب – الكويكب – المذنَّب – النيزك – الشهاب
المجرة : عبارة عن تجمعات هائلة الحجم تحتوي على مليارات النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والنيازك [1][2], وتحتوي كذلك على الغبار الكوني والمادة المظلمةالنجم : هو عبارة عن جسم كروي من البلازما ضخم ولامع ومتماسك بفعل الجاذبية. يستمد النجم لمعانه من الطاقة النووية المتولدة فيه ؛ حيث تلتحم ذرات الهيدروجين مع بعضها البعض مكونة عناصر أثقل من الهيدروجين ، مثل الهيليوم و الليثيوم وباقي العناصر الخفيفة حتى عنصر الحديد .عالم المجرات والنجوم : فالنجم هو جسم هائل من البلازما، وهو الجسم الذي في جزء من حياته يولد ضوئه وحرارته بالتفاعلات النووية، وبشكل محدد بإنشطار الهيدروجين إلى الهليوم تحت شروط درجة الحرارة والكثافة الهائلتين، عندما تندمج ذرات الهيدروجين لخلق العنصر الأثقل وهو “الهليوم” تفقد حينئذ الكتلة، فننحول الكتلة إلى الطاقة، والمثال الاقرب لنا على النجوم هو شمسنا وهو أقرب نجم إلينا يبعد عن الارض مسافة متوسطة تقدر بـ 94 مليون ميل.
وندلف للقول بأن الثقافة الضوئية الحية النامية المتحركة تكبح جماح الغزو الثقافي وتتعامل معه بصورة خلاقة ينكمش تأثيره الثقافي.. وأفعاله آيلة للزوال..ولعل ظاهرة الغزو الثقافي تاريخية وحتمية وكلية وتظهر تاريخيتها لأنها وليدة مرحلة الحداثة أو الثورة العلمية أو ثورة المعلوماتية..وتأتي حتميتها لأن دول العالم الثالث والعربية منهم لم تقدم ولم تسهم في المشاركة بتطور التقنية ولا بالإبداع العلمي.. وكليتها لآن الغزو يقع على كلية الإنسان..ويظن خطأً البعض بأن الإنجازات والتقنيات محايدة..والغزو الثقافي محاولة تقوم بها الدول المتقدمة لصهر الحضارات في بوتقتها..ومن هنا تبرز أهمية المثقف والمصور الواعي بمختلف الإتجاهات ..على ضرورة الإتفاق على قواسم مشتركة التي تعوق قيام مشروعهم النهضوي.. ونجاح دور الفنان المصور يتمثل في استقلاليته ومحاولة أخذ طريق وبصمة خاصة به وبأعماله..بأن يقال فلان مصور الكواكب والنجوم والمجرات وفلان مصور بورترية وآخر مصور طبيعة..ولعمري بأن المصور المحترف تأتي اللقطة إليه دون أن يبحث عنها ..بينما الهاوي فهو الذي يبحث عنها لإلتقاطها…ولابد من أن المصورين المثقفين يشكلون طليعة المجتمع وبناة تراثها وحاضرها ومستقبها ..لأنهم يوثقون الزمان والمكان لحادثة ما..أو لبيئة أو لتجمع بشري أو حيواني …وهم الوعاء الحامل لضمير البشر..ويقع عليهم العبء الأكبر بالدفاع بالصورة عن أهداف المواطنين وتوعيتهم بخطر الغزو الثقافي ومحاولة طمس المعالم الثقافية للمجتمع..وذلك بإعادة اللحمة إلى النسيج الفوتوغرافي العربي الذي خلخلته ومزقته الأحداث وجعلته فريقين ..مع وضد..فليعمل الجميع لمواجهة الكراهية بالمحبة والتجزئة والتقسيم بالإتحاد والتضامن..وواجب المصورين النخبة ..تشخيص المرض والأخطار المحدقة بتطوير البعد الفني للصورة والمصور ومحاولة نشر ثقافة الضوء ومحو الأمية البصرية عند الرعيل الأكبر من المجتمع العربي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ