نص فخاري مكتشف في أوغاريت..تتضمن ترجمته أغنية جميلة تغنى للاله بعل لاعتلائه العرش و احتفالاً بقدوم السنة الجديدة..
……………………………………………………………………………………..
غسّان القيّم
…………………
احتل الإله بعل مكانة بارزة في مجمع البانتيون الإلهي في مدينة أوغاريت ( رأس الشمرة ) لذلك نجد أن
أكثر الأضاحي والنذور كانت مخصصة له . فهو رب الخصب والمطر والتجدد والعطاء وحامي البلاد من الأخطار وهو الإله الذي يظهر في أماكن عديدة حملت اسمه وكان يرد اسمه في نهاية طقوس الأضاحي.. وفي معبد بعل أوغاريت عندما تغرب الشمس يكون الملك متحررا من واجباته الدينية.. .. . و أثناء مواسم التنقيب الأثرية السابقة في أوغاريت وتحديداً عام 1961 م ..عثر على لوح فخاري يحمل الرقم ( RS . 245) محفوظ في المتحف الوطني بدمشق يصف لنا أغنية تدخل ضمن نطاق أغاني وصف الآلهة .تصف لنا هذه الأغنية بعل أوغاريت منتظرا يجلس على العرش على قمة جبل صفون » جبل الأقرع حاليا « وكان يسمى أيضا (جبل الآلهة ) يسيطر بعل على الرعد والبرق والغيوم وبالتالي على المطر .( يغلب الظن أن ترديد هذه الأغنية كان يتم خلال الاحتفال السنوي لاعتلاء بعل العرش أي خلال الاحتفال الخريفي بالسنة الجديدة ) تقول هذه الأغنية : بعل يعتلي العرش سينهض الملك وقد أصبح طاهرا ..
بقرة في معبد »
ايل « بقرة للبعول وفي بيت الكاهن » طي «
تقدم هذه الأضاحي وتضع أنوارا في الغرفة من بيت » بعل
»حادو « ( وهو الأسم الآرامي لبعل ) يستوي مثل الدب ..
في وسط الجبل الإلهي صافون في وسط جبل النصر ! سبعة بروق ..
ثمانية مخازن كنوز مليئة بالرعد الذي هو خشب البرق
ابنته طليّة تعتني برأسه إبنته رضيّة تعتني بجبهته وهي تربت على ساقيه
هي تربت على قرنيه في الأعلى .
رأسه في الثلج في سماء الثور » إيل
« قمة مثل سحابتين مثل خمر الحب في قلبه …
من خلال قراءة أهم السمات التي تميز بها الشعر في أوغاريت نرى أن السمة الغنائية كانت هي الغالبة حيث ثبت أن المؤلفات الشعرية وضعت خصيصا كي تغنى وكان من الطبيعي أن تتناسب نغمتها والنغمة الموسيقية المرافقة . والإنسان الأوغاريتي بما هو معروف عن الموسيقا الأوغاريتية حيث تحدثنا الوثائق الكتابية المكتشفة في أوغاريت عن الغناء والرقص والعزف على الآلات الموسيقية لذلك نجد في ملحمة أقهات بعض من هذه السمات : عندما بعل ..
. عندما هو يهدي الحياة ويطعم الحي يطعمه ويسقيه..
فإنه يعزف ويغني لسعادته
ويرددون وراءه وقيثارته بين يديه غنى الشاب بروعته إن صوته جميل
الذي يغني ويعزف على الناي والقصبة
على الطبل والقيثارة بين الراقصين..”
لقد ترافقت عملية تقديم القرابين للآلهة في المعابد بالعزف على الآلات الموسيقية أيضا.. : اسكبي الخمر عند البئر يا ابنة بعل .
واعزفي على الصنج يا ابنة الخالق !
.. تقول نتائج الدراسات الأوغاريتية الكثيرة إن سكان أوغاريت في الألف الثاني ق.م كانوا يعزفون على الصنوج والقيثارة والناي والطبل والقصبة والمزمار وآلات أخرى تشبه آلة العود الحالية ويبدو كان لديهم بعض الفرق الموسيقية ..
لذلك مهما تعمقنا في تاريخ حضارة أوغاريت ستبقى تحتاج الى من يكتشفها أكثر..
عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم
تمت إضافة 12 صورة جديدة بواسطة غسان القيم.