صورة المصور : سيد ابراهيم سيف
والد الفنان : سيف المصري
Saif EL Masri
المصور المصري ( سيف المصري ) ابن المصور سيد ابراهيم سيف :
شعلة اللون الأحادي تنير درب أعماله الفوتوغرافية..
- – بقلم المصور : فريد ظفور
- الشمس تميل إلى المغيب ولم يبق من أشعتها الذهبية إلا خيوط قليلة..تنفذ من بين الغمام ..تلقي علينا نظرة الوداع..لتلفظ آخر أنفاسها..حين وقعت عينايَّ على صفحة فنية هادئه فيها شيء من الأسرار ..خلعت عليها ألوان ليس لها اسم في عالم الألوان ..رأيت البدر يبدو رمادياً ..وكانت الزهرة نائمة مطبقة الأجفان..حتى إذا أيقظها ربيع الشباب ورشّها بالندى فتحت وريقاتها الضوئية الرمادية ونشرت شذاها الإبداعي في الآفاق..
- حيث يتربع في أعلى صفحة الفيس ضيفنا القادم الفنان المتألق ..سيف المصري..
لعل القضية الهامة من تعريفنا بالمصورين والمصورات ..هي دور الصورة وهدفها ومكانتها في الميديا عربياً وعالمياً..وغاية الحوار هو تسليط الضوء على موهبة من هنا وهناك وهدفنا نشر الثقافة الفنية الضوئية وفلسفة الصورة وتعزيز الصداقة وتبادل الخبرات التاريخية المتراكمة عند البعض والجديدة عن الآخر..بلغة أخرى هو توثيق علاقاتنا الإنسانية و الفوتوغرافية من خلال تبادل الثقافة والخبرة..فكل إنسان يعلم ويتعلم من الآخر وهو كتاب بالنسبة للآخر..تتيح له بأن يتعرف ما لدى الآخرين من إبداعات محمولة إليه كباقة ورد ومنقولة كنبضة لقاء..مجسمة بالألوان وباللون الأحادي..
-الفن الضوئي عبقرية وإبداع وماعرف الوجود أعظم وأجلّ من الذين يسطر المجد أسماءهم المتألقة بين الرواد والمبدعين في حافظة الفن الأبدية وهم يرسمون بين الصورة وعرق جبينهم لوحات إبداعهم الفوتوغرافية..في أروع تجليات الخلق والإبداع والتفرد..ليرتقوا عالم الفن أوسمة مجد وغار عز..تعانق التاريخ الفني الضوئي..متجاوزة الزمكان..من أن ترسم لنا خارطة الفن الفوتوغرافي العربي بالإبداع والتألق..في الشكل والمضمون الفني الرائع..المتجاوز لكل التسميات البدهية والمضامين العادية يسمو فوق الخطوط المستقيمة والمتعرجة ويرتقي أبعاد الحروف الضوئية ورموز الألوان وزوايا الإلتقاط والمسافات الضوئية..والتدرجات والمسافات اللونية ..والمصور المبدع يعلو قبة السماء الضوئية حياة دائمة لايستطع الوصول إليها إلا النخبة من الفنانين المختارين والمبدعين..
- فناننا سيف المصري ..في يده حزمة ضوء تتسرب إلى أعماق النفس ..وتترسخ لتعشش في القلوب..وتستوطن النفوس المتذوقة لفنه.. فتجعلها قاب قوسين أو أدنى من الولادة الجدية لفنان رفع راية اللون الأحادي ليعلمنا فن الغوص في أعماق أعماله الفنية وتدرجاتها الرمادية بتضاد لوني بين البياض الناصع والسواد الحالك..فليت الذين يعرفون جمال الفن والإبداع الأحادي يدركون قيمة أعمال فناننا سيف ويعرفون كيف يغزل بمغزالة الإحادية أجمل اللوحات الفنية المتدرجة الرمادية..لأن الفن الأحادي عنده إختصار حرٌّ للزمن في وقفة إعتزاز حيث يتجمد الزمن وتقف فيه عقارب الساعة الضوئية..عند الحدود الفاصلة بين اللون الأحادي وألوان الطيف السبعة..فقد علمنا فنه النطق قبل أن نغادر أرحام أمهاتنا وعلمنا بأن العمر الفوتوغرافي يطير كما النسر الجريح..وعلمنا بأن الذي يستطيع الطيران لابد بأنه يملك في قلبه جناح ثائر وفي وجدانه مجداف مارد الضوء..
- صيغ الزمن ثلاث وهي الماضي والحاضر وعالم الخيال ( المستقبل) ..ومن الواضح أن صيغة المستقبل ستكون ..ماذا سيحدث إذاً..أما حاضر التصوير ..بالرغم من أننا نحياه فإننا نتأثر بالماضي الذي لاحول ولاقوة لنا فيه ولا نستطيع أن نغير فيه شيء..إلا في ذاكرتنا فقط..لأن الحاضر مصنوع من الماضي وهو الزمن الضوئي الذي نحب أن ندعوه الحاضر الأبدي..وإن أسوأ السجون هو سجن الأسف ..الذي يكون بصيغة ياريت وياليت..ومن الواجب تلافي هذه الصيغة لو أردنا أن نتطور ونسير في ركب الحضارة الضوئية..
وأدرك سلفاً بأنه ليس من أجلنا سوف تغرد البلابل وليس من أجلنا سيتفتح الربيع في الغابات..ولكن الفيلم سيتلون ..الفيلم المصنوع من اللون الأحادي ( الأبيض والأسود )..يأخذ يتلون بالدقائق الأخيرة وقبل أن تسدل الستارة في مسرح الحياة..وتمضي حبيبتنا عدسة الكاميرا لتمر على مكونات الزمكان ..الرمادية الساكنة ..لنراها ملونة نابضة بالحب ..بالعطاء..بالإبداع.. ملونة باللون الأخضر ..لون الحياة..
- إن أعمال سيف المصري تحتوي على قاص ينسق الصور وحوارها باللونين الأبيض والأسود وتدرجاتهما الأحادية أو لنقل بتدرجات الرمادي..وبتسلسل تضاد ألوانه تشعر بأنه الشاهد والمتكلم يسلط كونتراست الإضاءة على أعماله ليعطينا جو سريالياً تأثيرياً فمن منا لايدرك أثر اللون الأسود على البشر من ترميز للموت وللوقار وللشياكة ولإعطاء شعور بضعف الجسد ولإمتصاصة الضوء..وغيرها….وبذلك يشكل صلة الوصل بين المتلقي والصورة..
يحاول ضيفنا الفنان سيف المصري بأن يعطينا وهج حياة الأبيض والأسود الذي خبأه بين خفقان قلبة أيقونة عشق للأحادي..ونحن الجيل الذي ظننا بأن حصاننا الأبيض والأسود قد أحيل إلى التقاعد ..أو أنهم إستغنوا عن خدماته لصالح الملون ..أو أن البعض عزله من مضمار السباقات..وإقترح بأن يحال إلى المعاش ..أو تطلق عليه رصاصة الرحمة..لولا إنبثاق فجر فنان شاب مازال يحمل في جنبات قلبه عشقاً للقديم وللتراث ..ويجيء بنا بذلك الفن المنسي منذ زمن ..لاسيما عند جيل الشباب الجدد..هذا الفنان الذي جاء ليطلق نفر الحياة بأقصى مهارة وأعمق إنسانية..إنه شبيهنا نحن الكبار في سن التصوير..إنه مرآة عكست وجهنا ..ولكن ليس كالمرايا الساكنة ..إنه يريدها بأن تنطق باللون الأحادي ..لتلون الدنيا بالفن الضوئي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــملحق ــــــــــــــــــــــ
قراءة لأحد أعمال الفنان المصور Saif EL Masri
بعنوان “سلم الحياة ” …
من المتعارف عليه أننا عند التعليق أو قراءة عمل فوتوغرافى نتناوله من جوانبه التى يحتويها الكادر …
هنا لن أتحدث عنها من ناحية كادرها أو زاوية الألتقاط أو أين الضوء والظل أو تقاطع المثلثات بها والنسبة والتناسب لهم…فهذا شأن به من الحديث الكثير … أختصر أعجابى بالصورة أنها أحادية وهذا بحد ذاته القمة بالنسبة لى من وجهة نظرى كمتلقية …
ما أسطره هنا هو ما لقطته عينى لمحتواها وما فسره عقلى بالكلمات عنها أول الأمر عند رؤيتها …أنها خطوات الحياة بكل عنفوانها وجوانبها وما تمثله لنا من تحديات …بمقدمة الصورة
يدان تتشبثان بحاجز السلم …بل تتمسك به وبقوة …كذلك تمسكها به عند بدايته يعطينا الأنطباع أنه بأول درجات الصعود …أول الطريق إلى مبتغاه وما يريد أن يصل إليه وكله عزيمة وأصرار بالوصول وهذا ما توضحه قبضتا اليدان الواثقتان وقد تمسكتا بأصرار بالحاجز وهو ما يمثل السند للصعود إلى الهدف … ما هو الهدف هنا …الهدف الحياة والسعى فيها ؛وبها ؛ ولها فى طريق وعر وبدرجات لا ولن تخلوا من مصاعب وعثرات يواجهها كل من أراد الصعود والوصول إلى مراده …من المحال وليس من السهل أن تكون الحياة منبسطة أمامنا وسهلة المنال ؛ فأحيانا بكل خطوة نخطوها نجد ما يقف أمامنا أو نتعثر بشئ ويبعدنا عن هدفنا بخطوات بل وبتغيير مسار ببعض الأحيان …تلك هى الحياة وهذا هو ماخطه الله لنا …هنا نتبين قوة الأرادة والعزيمة التى توجهنا و تصعد بنا لأعلى حتى ننال ما نصبو إليه فرحين بما أنجزنا وما حققناه صاعدين سلم الحياة درجة درجة لا نتخطى أو نخطئ بواحدة أو نتعثر بأخرى …هنا ..وهنا فقط يمكن القول أن كل من تمسك بحلمه وهدفه جيدا يستطيع أن يصل بالنهاية إلى تحقيقه و بقوة كما تتشبث اليدان بالحاجز …وكما تتمسك به ولا تفلته …
الأضائة جاءت لتخدم الموضوع بكل أريحية وحرفية الفنان ؛ فقد سلطت على حاجز السلم واليدان وهما مركز القوة والموضوع هنا …وكذلك ما سقط من ضوء على أعمدة الحاجز فهم ما يعتمد عليه لكليهما …وهناك أيضا ما نراه أعلى اليد اليمنى من ضوء كأنه تنفس ولهاث من يصعد بكل قوته بعناء ومجهود يبذله ليصل إلى مبتغاه …
لقطة تحاكى الواقع الذى نعيشه وتلم بكل جوانبه …صمم فيها المصور كادر بغاية الدقة لمحتوى الموضوع الذى يريد به أن يصل إلينا ونستخلصه من عمله …
التمسك بالهدف والطموح السليم الذى يبنى على أساس متين هو الغاية المثلى للوصول إلى ما نريد…وبسبيله يمكننا تخطى العقبات وصعود الدرج حتى نصل إلى القمة …
لقطة أحادية ذات كادر بموضوع له أهمية بحياتنا يخبرنا أن الأرادة والعزيمة والتمسك بما نريده ونحققه هو الحياة بعينها …
تحية تقدير وشكر للفنان المصور Saif ELMasri …على ماقدمه بعمله من فكر …وما يقدمه لنا دائما بكل أعماله الهادفة …شكرا ..هويدا سالم …
