الأستاذة المهندسة ( سناء صبوح ) تنشر شذى عطر الياسمين الشامي في ربوع ورياض الفوتوغرافيين العرب..
– بقلم المصور : فريد ظفور
يخترق البرق النافذة ..تشتعل الستائر الحريرية بوهجه ..تستحيل ظلمة الغرفة بياضاً ..يقصف الرعد ..يهطل المطر غزيراً..أسمع زخاته القوية..تضرب الجدران ثم تنساب على زجاج النافذة..تدوي الريح ..تنفذ من حواف باب الشرفة..ففي هذا الزمن الصعب أصبحنا نحتاج إلى أديبات تنعش الحس الضوئي وتبعث الوعي الفني من مرقده وتعيد الحياة إلى الآمال الضائعة والثقة المفقودة للأجيال المتعطشة لثقافة الفن وفلسفة الصورة.. وكيفية قرائتها ونقدها وتقويم إعوجاجها وتصحيح مساترها ..في منهجية ونقد بناء للأعمال الفنية..حيث تشهد الساحة الفنية عامة والفوتوغرافية خاصة مجموعة من الدراسات والبحوث والمقالات حول الفنون وتاريخها وروادها..وقد علت أصوات عدة تسلط الضوء على فنان أو فنانة وتدعونا للإهتمام بالفن الفوتوغرافي العربي..ودراسة مظاهرة ومدارسه وتقنياته ومعداته وتطورها من الكاميرا ذات الثقب وحتى أحدث أجهزة الموبايل المجهزة بأحدث الكاميرات وكذلك كل ماهو جديد في عالم الديجيتال..
- هذه الظاهرة وتلك المقالات الفنية الضوئية استوقفتني ..لأنها أكدت لي بأنه أصبح للفن الفوتوغرافي رواده وأضحى يتربع عرش الفنون بسبب سرعة إنتشاره على الشبكة العنكبوتية وفي مواقع التواصل الإجتماعي..وغدا التصوير الفوتوغرافي منذ اللون الأحادي وحتى الألوان حتى وصل الى عالم الديجيتال يشكل جانباً من الثقافة الإنسانية في الماضي البعيد والحاضر القريب..ومن حقبة إلى أخرى يشكل عنصراً هاماً في هيكلية البناء الثقافي الفني الفوتوغرافي ..وبالتالي أصبح يحمل تاريخ أمة و تطلعات أجيال من الشباب والكبار من هواة ومحترفين.. مع ملاحظة بأن جيل الرواد من المصورين كانت معاناته كبيرة من نقص في المعدات وضحالة في المراجع العربية ولإحتكار الفن الضوئي على نخبة معينة متوارثة..وأما الآن فنكاد نجزم بأن بيوتنا جميعاً أضحت تمتلك من المعدات والتقنيات والمراجع الموجودة في النت ما يؤهل الأجيال الشابة والجديدة ليواكبوا عصر التقنية والمعلوماتية وثورة الأنترنت والديجيتال…
- من هنا أصبح لزاماً علينا بأن نسلط الضوء على الذين يقدمون دراسات جمالية وفنية وقراءات ضوئية إبداعية تكشف مقومات الصورة وتبرر جمالياتها وخصائصها..وتظهر علاقتها بالفنون التي تعايشها وتعاصرها..من هنا نرحب بكم وندعوكم في جولة في رحاب إنسانة رفعت راية الفن الضوئي خفاقة في ذرى الوطن العربي عبر دراسات ومقالات عديدة ..وأقل مايمكننا أن نسلط الضوء عليها وعلى شذى عطرها الفواح من ياسمين الشام والورد الجوري الدمشقي الذي حملته بين جنباتها لتقدمه باقات جمالية لكل عين فنية وصاحب عدسة مبدعة..تعالوا معنا في رحلة نتعرف على الأستاذة المهندسة سناء صبوح …فعلى الراغبين في مرافقتنا ضرورة ربط الأحزمة حول أية مشكلة أو معضلة تواجههم وضرورة الإبتسامة لنتستقبل ضيفتنا الكريمة الفنانة الذواقة..سناء..
- سناء صبوح شاعرة فكرة الصورة والحديث عن مبدعها..سيما عندما يقفز الفن الضوئي فوق الجميع والذي لايحمل جواز سفر ولا تأشيرة دخول إلى قلوب عشاقه ومتابعيه..فهي تسير بخطين متىزامنين ..يد تبني وتضيء للأجيال دروبها وأخرى تدافع عن الفنانين الرواد وعن المبدعين ..وإن صوتاً واحداً لايكفي ولا حتى مجموعة اصوات ..في خضم ووسط عالم التكنلوجيا المتلاطم الأمواج والمتلاحم والمتداخل في الشبكة العنكبوتية الإعلامية المذهلة..التي لها ألف صوت وألف صورة وألف حجة وألف لسان ..تخاطب بها العالم بكل لغاته محاولة إنتزاع الحقوق والوجود والتأثير والتأثر حسب سياساتها ..ولكن مايثلج الصدر حقيقة ذلك التكامل بين عمل الأفراد والمؤسسات والأندية والمسابقات والحكومات..لتشكل تناغماً مدهشاً في التوفيق بين جيل الشباب وجيل الرواد وما بينهما …خدمة لمصلحة التصوير العامة والنظرة البعيدة الإسترتيجية الثاقبة..عندها سينتصر الوفاق والمحبة على بؤر الإختلاف والتناقض والشللية ويقفز الفن الضوئي فوق الجميع..لأن هذا الفن بحاجة إلينا جميعاً هواة ومحترفين فنيين ومصورين وصحفيين وتشكيليين وكتاب وأدباء ..لأن العالم لايحترم إلا الشعوب الحيوية المتفاعلة اليقظة والمواكبة لحركة تطور الشعوب ..لنظل رقماً صعباً في طريق التقدم والتطور المعرفي الثقافي الفوتوغرافي ونكتب إسمنا بين جهابذة الفن الضوئي.. لأن حضارة أي أمة تقوم على الثقافة والعلم .وقوة أي أمة ينشأ عنهما ..لأن للثقافة عامة والفنية خاصة ماض وحاضر ومستقبل..والمستقبلية مرتبطة بالماضي والحاضر..
- كانت سناء واحدة من جيل كتب عليه الهجرة والإبتعاد عن الوطن وأضحت كما السنون المهاجر تجول بين البلدان وتحمل في قلبها وطنها الأم سورية ..ومدينتها عروسة الساحل السوري اللاذقية..لذلك كانت واحدة من الأصوات الجريئة والأقلام المميزة التي تكتب عن الفن وعن فلسفة الصورة وجمالياتها التشكيلية والهندسية..فكان لها الأثر الطيب في كل من كتبت عن أعمالهم من مصورين ومصورات وفنانين تشكيليين..عكست ثقافتها ونضجها نتاجاً وإبداعاً ..بعقل منفتح يختزل التاريخ كله..فقد إرتوينا من ينبوعها الثَّر فشكراً لعينيها المبحرتين في الكتب الصفراء وعلى الشبكة العنكبوتية..فقد منحت الجميع الحب والمعرفة وأعطته بلا منة أو سؤال ..فلا تستطيع أن ترى عمل فنياً جميلاً دون أن تقدم له ولمبدعيه أوراق إعتماد صداقتها كرعبون محبة في دنيا الفن الضوئي..تعتصر إمكاناتها المعرفية كلها لتصبها في مجرى المستقبل الفني ..إنها السورية السليلة حضارة تنيف عن الـ 13 ألف عاماً قبل الميلاد..فقد إمتلكت الفكر والإرادة لتقدم لنا بمغزلها الفني المعرفي حضارة الصورة وصناعها المبدعين..أمدتهم بالنظرة الفنية الثاقبة وأعطتهم من خيراتها الثقافية وكنوزها المعرفية الضوئية كل ماملكت من مخزون معرفي..
- تعالوا نتعرف على ملحمة الصورة.. فقد أصبحت الصورة عنوان عصر الميديا وقد إحتلت الأنترنت وغدت لغة عالمية بدون ترجمان وبلا تأشيرة للدخول إلى كل منزل..وماتزال الصورة تتعالى في فضاء الأنترنت..مرتشفة من أجهزة الموبايل والمحمول وسواعد الشباب والشابات ..لتشكل سيلاً من الصور ..لتظل أقوى وأكثر صدقاً وثباتاً وحياة من الزمان والمكان فاللحظة متى غادرت حيزها تموت وتنطفيء ..أما الصورة فتظل متوثبة حية لتتناولها الأجيال فيما بعد.. والآن بعد أن تحول الفيس بوك إلى أحد أهم طرق التواصل بين البشر، بدأت تظهر على شاشة الشبكة العنكبوتية مواقع جديدة ومثيرة تحاول منحنا طرق تواصل جديدة ترتكز على الاتصال المرئي، وأكبرها شبكة البنترست العالمية . فما هو البنترست؟
البنترست هو موقع تتم فيه مشاركة الصور ويعمل على أسس الشبكة الاجتماعية حيث يمكن من خلاله التواصل بين المستخدمين من جميع أنحاء العالم عن طريق مشاركة الصور والروابط الشبكية الأخرى ..من هنا كانت أغنية الصورة تتململ في حضن أمها الكاميرا متحفزة قلقة ..حتى غادرت كرت الذاكرة لتهزج بأغنية الديجيتال ملوعة المطلع..شجية القرار ..أما الأيادي التي ضفرت كوادر تلك الصور المنطلقة من ديافراجم ومغلاق العدسة في مهيب العاصفة العنكبوتية ..فما تزال غضة طرية لأنها أصابع الهواة من الفن الضوئي ..والتي تضافرت مع جهود الخبراء والمحترفين ..فأنت وحدك أيتها الصور تستطيعين أن تصدحي في سماء ثورة الميديا والتكنلوجيا بأغنية واضحة..- إن مناقبية الأستاذة سناء وحدها تعرف كيف تنقب عن أغنية المبدعين وتعرف كيف تهزج بها وتترنم لتتجاوب أصداؤها الإبداعية الخلاقة في مشارق ومغارب العالم..وتعرفنا عن بشارة الفارس الضوئي القادم من رحم الفوتوغرافية العربية ..تاركتاً وراءها غمامات الإحساس بالقهر ..منتفضة ومتدفقة ينابيع الفرح الطفولي الغامر من بين يديها المبدعتين..لترش النسمات التشرينية وتكتب لنا سفراً فوتوغرافياً معرفياً بعنوان : شعلة الأمل وبكرا أحلى مع المبدعين العرب الفوتوغرافيين…