عدسة حمدان بن محمد في فضاءات الطبيعة
وجد حضور الحفل الختامي للدورة الرابعة لجائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي أنفسهم في سياق إبحار في فضاءات الطبيعة، من خلال نخبة من أحدث إبداعات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في مجال التصوير الضوئي. وعلى سطح جزيرة مايو في أسكتلندا التقط سموه صوراً نادرة لأسراب الطيور الأشهر في المنطقة، وعلى الرغم من أن الصورة احتفت بطبيعة ألوان صخور الجزيرة، والسماء الصافية التي تبدو في الأفق، فإن «الأبيض والأسود» كانا السائدين في قلب الصورة من خلال لوني ريش هذه الطيور. تتبع المشهد نفسه بزوايا وتوقيتات أخرى جاء بمثابة استكمال لـ«قص» الصورة لخصوصية المشهد، فما بين صور منفردة لأحد الطيور، وأخرى تظهر حالة التلاحم بين أطراف الجزيرة، وتلاطم ماء البحر معها، ليبدو في حالة عناق لم تخطئ رصدها العدسة. هذا المعرض تحديداً أظهر لفتة غير معتادة في فضاء الصورة، إذ تحولت الأعمال المعروضة، على خلفية «جديدة» لالتقاط صور أخرى توثق الحدث، سواء بالنسبة للفائزين أو الحضور. علي بن ثالث: قطف الثمار قال الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد للتصوير الفوتوغرافي، علي بن ثالث، إن مجلس أمناء الجائزة حريص على عدم العودة إلى آلية إفراد جائزة خاصة بالمصورين الإماراتيين، وهي الآلية التي كانت متبعة في الدورات السابقة، بهدف تحفيز هواة ومحترفي فن التصوير الضوئي على تقديم أعمال تتفق مع معاييرها الصارمة. وأضاف بن ثالث لـ«الإمارات اليوم» أن «المصور الإماراتي لم تعد إمكاناته أقل من سواه، سواء الفنية أو التقنية، وساهمت الدورات الثلاث الأولى في التأسيس لهذا الواقع، الذي لمسناه بالفعل من خلال نوعية الأعمال المقدمة للجائزة». وأكمل «إذا كنت مضطراً إلى توصيف المرحلة المقبلة بالنسبة للمصور الإماراتي، فهي مرحلة قطف ثمار تفاعله الإيجابي واستفادته الكبيرة من (الجائزة)، ووجود فائز إماراتي في محور (الأبيض والأسود) هو بادرة لهذه الثمار». وأكد بن ثالث أن عرض نخبة من إبداعات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في مجال التصوير الضوئي، يأتي في سياق دعمه اللامحدود للجائزة، واهتمامه المستمر بتطويرها والارتقاء بها. وتوقع أن يكون الموضوع الجديد للجائزة (السعادة) محفزاً لمزيد من المشاركات، في ظل التطور المتنامي للجائزة، سواء من ناحية الكم، أو من جهة جودة الأعمال. |
وحضر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في مركز دبي المالي العالمي، الحفل الختامي، وافتتح معرضاً لمجموعة من أحدث إبداعات سموه في مجال التصوير الضوئي.
وحفلت الأمسية التي شهدت حضوراً كبيراً، ليس فقط على صعيد المهتمين بالوسط الثقافي والفني، بل أيضاً على الصعيد الرسمي، بالعديد من الفقرات الفنية التي استوحيت من جماليات الصورة الضوئية، إذ تم تدشين شاشة ومسرح كبيرين في وسط الساحة المفتوحة للمركز، الذي جهز بمدرجات خاصة لاستقبال المدعوين.
وجاء إعلان الأمين العام للجائزة، علي خليفة بن ثالث، موضوع الدورة الجديدة وهو «السعادة»، ليواكب أجواء فرح نثرها بالفعل موضوع الدورة الرابعة وهو «الحياة ألوان»، الذي اجتذب 60 ألف صورة من خلال 30 ألف شخص شاركوا في فئات الجائزة الأربع، من معظم بلدان العالم، إذ جاءت المشاركات من 166 دولة مختلفة، وهي أجواء تواكب أيضاً واقع دبي، والإمارات عموماً، التي حصلت على لقب «أسعد شعب»، فيما حمل أحد أشهر شوارع دبي اسم «السعادة».
وذهبت الجائزة الكبرى لأكثر الصور انتصاراً لمفهوم «الحياة ألوان»، حسب وجهة نظر لجنة التحكيم، للمصور الهندي أنوراج كومار، الذي التقط صورة تزخم بألق شتى ألوان الطيف وتكويناته المختلفة أثناء احتفاء الآلاف بأحد أشهر الكرنفالات الشعبية هناك، وهو كرنفال «هولي»، الذي يحتفي أساساً بالألوان، ليسلمه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، راعي الجائزة، درع الجائزة الكبرى للمسابقة، التي يستحق من خلالها الحصول على القيمة المادية للجائزة البالغة 120 ألف دولار، فيما تبلغ مجموع القيمة المادية للجوائز نحو 400 ألف دولار.
كما كرّم سمو ولي عهد دبي الفائزين بالجوائز الخاصة، إذ نال لقب الجائزة التقديرية المصور البرازيلي سيباستياو سالغادو، الذي بدأ مسيرته المهنية قبل نحو 42 عاماً، لكنه استحق اهتماماً أكبر بأعماله منذ تسليطه الضوء على ضحايا المجاعة الكبرى في إفريقيا، إبان فترة ثمانينات القرن الماضي، لكن الصور التي عرضت للمصور البرازيلي تظهر اهتمامه الخاص بفئة العمال والكادحين والمهمشين، سواء من بني جلدته، أو غيرهم، كما كُرم عضو مجلس الأمناء هنري جلال، والأميركية سكوت كيبي، في فئة البحث الفوتوغرافي.
وفي مقابل حضور هندي بارز هذا العام في أكثر من فئة، كان هناك حضور مميز لمبدعي الصورة من الصين والفلبين ودول جنوب شرق آسيا، إذ جاء في المركز الأول لمحور «الحياة ألوان» الهندي أرونا بهات، تلاه الصيني زانغ زيانغ لي، في المركز الثاني، ثم التركي زكي يافوزاك بالمركز الثالث.
وكرّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، الفائزين في محور الوجوه «الأبيض والأسود»، إذ جاء الروسي روديو فلاديميروفيج في المركز الأول، والأميركي كينيث كايغور، في المركز الثاني، أما المركز الثالث فكان من نصيب الصيني شي هونغ، من هونغ كونغ.
عرض الأعمال الفائزة في مسابقة التصوير الليلي، كان بمثابة إبحار في فضاء سحر الليل، واختبار قدرة المصور على توظيف الظلام، وإيجاد حلول مبتكرة في التعامل مع خصوصية أجوائه، إذ كرم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الفائزين في محور «التصوير الليلي»، وجاء في المركز الأول الصيني بينج لي، تلاه الماليزي هو سونج وي ثانياً، ثم الفلبيني نبجوين مينه تان ثالثاً.
ومع أن معظم المحاور السابقة تحدد شروطاً خاصة، سواء ما يتعلق بالموضوع أو الزمان، فإن المحور العام يفسح المجال أمام المصور لاختيار الزمان والمكان، وكذلك الموضوع الأنسب لالتقاط صوره، وهو ما أتاح مشاركة واسعة في المحور العام، حسب تنويه مجلس أمناء الجائزة، إذ كرم وزير الصحة، عبدالرحمن بن محمد العويس، الفائزين في المحور «العام»، وكان المركز الأول من نصيب البريطاني هاريش تشافدا، والثاني الإيراني علي رجبي، والثالث الإندونيسي أنتوينوس أندري.
وفيما خلت مختلف فئات المسابقة من فائزين عرب أو إماراتيين، فإن محور الأبيض والأسود، هو ما انتصر أخيراً للمصور الإماراتي، إذ جاء علي زهري، في المركز الرابع، ليكون الوحيد بين كوكبة المصورين الفائزين في الدورة الرابعة، وهو المحور الذي حصل على المركز الأول فيه ديو فلاديفيتي من روسيا الاتحادية، تلاه كينث كايغر من المملكة المتحدة، وثشي هونج، من هونغ كونغ.