إضافة 21 صورة جديدة بواسطة Karim Walid.
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أحبائي الأعزاء الكرام…
آسف جدا سأتوقف عن النشر مؤقتا هذا الأسبوع، ريثما أربط معكم الاتصال بحول الله و مشيئته من الضفة الأخرى من شبه الجزيرة الايبيرية نهاية الأسبوع القادم..
لكنه قبل ذلك اسمحوا لي ان أسرد لكم على السريع تجربتي عن cafés-philos…
الزمان: غشت 1999
المكان: عاصمة الاتحاد الأوروبي، بروكسيل و تحديدا عن الساحة الكبرى la grande place، أحد المعالم المدينة و قلبها النابض الذائعة الصيت…
الرفقة: السيد Daniel CARLIER
(صديقي و عزيزي دانيال:لقد فرقت بيننا دروب و دهاليز الحياة… إن كنت حيا، اللهم يحفظك و يسعدك و إن كنت ميتا فاللهم يرحمك و يغفر لك )
تعرفت على صديقي العزيز الثعلب الطيب عبر بزوغ أوائل خيوط الشبكة العنكبوتية بواسطة موقع CARAMAIL آنذاك..لم تصادق في حياتي قط رجل بذكائه بل و دهائه، صال و جال العالم طولا و عرضا ليستقر به الأمر بالعاصمة البلجيكية…يعشق التحاور و يتنفس بالنقاش حول حضارات و ثقافات الشعوب…
حدثتني مرارا على تؤديه للمقاهي الفلسفية و أصبح يدمن عليها ، و حفزني أن اكتشف ما الخطب بعين المكان و أعيش التجربة بأم عيني و ليس عن بعد فليس من رأى كمن سمع…
تلعب المقاهي بالدولة الغربية أدوارا طلائعية، فنجد مقاهي-المسرح و المقاهي الأدبية و مقاهي الشطرنج او بعض الالعاب الترفيهية…و الى جانبها توجد طبعا مقاهي-المسرح الفلسفة..
الامر جد بسيط، يحجز رواد هذا النوع من اللقاء بطابق او جزء من المقهى العادية و يكون بمثابة جلسة يديرها مسير حسب صاحب الرغبة او المبادرة و بعد أن يجتمع العدد الكافي، تفتتح اقتراحات المواضيع او الإشكاليات المراد منها النقاش و من تم ينتخب بأغلبية الأصوات الموضوع الأكثر ترشحا و بعد ذلك يطلب من صاحب هذا الموضوع ان يدلي بدلوه بداية و يعطي فكرة عن موضوعه و أهميته و الإشكالية التي تتناسل من حوليه..
تجد الاشارة ان المجتمعين على هذه الموائد من أعمار و ثقافات مختلفة بل من مستوى تعليمي متنوع و مختلف. ما بجمعه هو القاسم المشترك هو حب النقاش على أرضية الفكر و العلم و الثقافة..
لا ينتهي الامر هنا بل هناك مقرر او كاتب الجلسة يؤدي دور نقل أطوار النقاش بكافة تدخلاته الى الشبكة العنكبوتية ليستمر النقاش خارج الحدود…
لم يكن وقتها مقهي فلسفة وحيد بالمدينة بل كانت تتناسل شيئا فشيئا بل تتنافس حدتها حول الاكثر نشاطا و إقبالا…
نظريات التطور – بيغ بانغ- المرور الألفية الثالثة-الإرادة و العقل- الجوهر من الحياة…مواضيع شتى منها ما هو فمري او احتماعي او سياسي . مواضيع الساعة او من صفحات التاريخ قد تحوز رضى و نهم الرواد للطرح على مائدة الحوار بكل تحضر و تبصر…
لم يكن طابع المقاهي الفلسفية كاجتماعات المقاهي الاعتيادية بل بمثابة ندوات تلقائية و منظمة من طراز رفيع….
اترك صور ذكرياتي بذلك الصيف الثقافي
الى اللقاء نهاية الأسبوع المقبل بمشيئة الرحمن.
محبكم.