الكثير من العوامل جعلت السكر مصدر قلقٍ مستمر بالنسبة للكثير من الناس، وقد تكون أنت منهم! من الأفلام الوثائقية إلى المحاضرات الصحية التثقيفية والمنشورات المختلفة والمقالات على الإنترنت، أصبح السكر عدو الجسم الأول والطريق الأسرع للسمنة وأمراض عديدة أخرى متعلقة بالقلب والكبد! فما هي صحة هذه الادعاءات؟
جينفر هايث، طبيبة القلب في مستشفى كولومبيا المشيخي في نيويورك، علَّقت على ذلك: “نحن جميعًا بحاجة للسكر، فهو اللبنة الأساسية لإدارة العمليات الحيوية في أجسامنا، وهو ضروري للغاية”. وأضافت: “إلا أنني أفضل للمرضى تناول الفواكه والخضروات والبروتينات بدلًا من تناول الأطعمة السكرية التي تحتوي على مكونات معالجة بشكلٍ مفرط”.
ومن أجل كشف الحقائق، إليكم ثمانية خرافات ارتبطت بالسكر وتبيَّن خلافها، كما ذكر موقع science alert.
خرافات عن السكر تبيّن أنها غير حقيقية!
بعض أنواع السكر أفضل من غيرها للصحة
الحقيقة أن جميع أنواع السكر لها نفس التأثير على جسمك. ففكرة أن اختلاف النوع يرتبط باختلاف الفائدة للسكر ما هي إلا مجرد أسطورة عليك التوقف عن تصديقها. فجميع أشكاله ما هي إلا كربوهيدرات تُستعمل كسكر جلوكوز يمد الجسم بالطاقة.
السكر يُصيب الأطفال بفرط الحركة
من أكثر الأساطير المُضحكة هو اتهام السكريات بأنها السبب في فرط حركة ونشاط الأطفال، وفق تعليق الطبيبة “جينيفر هايث”. وفق الدراسات العلمية الحديثة، لا يُوجد أي رابط بين الإفراط في تناول السكريات وفرط النشاط. وخلُصت ورقة بحثية نشرها رئيس قسم طب الأطفال التنموي السلوكي في مركز العلوم الصحية بجامعة أوكلاهوما، مارك وولريش، إلى أن السكريات لا تؤثر على سلوك الأطفال.
يُمكن الإدمان على السكر كالإدمان على المخدرات
حتى اليوم، ليس هناك دليلٌ قاطع على أن السكريات قد تُسبب الإدمان. فلم تذكر الأبحاث عن حالات دخلت في حالة إدمان ونشوة من الإفراط في تناول السكر. وعلى الرغم من ذلك، فإن موضوع إدمان السكريات لا يزال من القضايا المتضاربة.
فقد ربطت دراسة فرنسية نُشرت في عام 2013 بين الرغبة الشديدة بتناول الحلويات و”تأثير الجائزة” في أدمغتنا تمامًا كتأثير العقاقير المخدرة.
دراسة أخرى اعتبرت أن السكريات قد تكون بمثابة الكوكايين وأخطر من ذلك أيضًا! لكن أطباء وباحثين يُعارضون ما ذُكر في هذه الدراسات ذلك لأن نتائجها برزت من اختبارات على حيوانات وقوارض تناولوا السكر طيلة اليوم ليدخلوا في تأثير الإدمان، وهو أمرٌ من غير المعقول حدوثه عند البشر.
تناول السكريات بكثرة يُسبب مرض السكري
كلا النوعين من مرض السكري ينجمان عن عامل وراثي وبيئي. فالنظام الغذائي القائم على تناول السكريات غير مسؤول تمامًا عن الإصابة بالسكري وحده، بل المشكلة ترتبط أيضًا بقصور عمل البنكرياس وسوء عملية التمثيل الغذائي ما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم وصعوبة في استعياب الجلوكوز في مجرى الدم والكبد.
المحليَّات الصناعية أفضل من السكر
بعض المحليات الصناعية يُماثل تأثيرها تأثير السكر العادي. وعلى الرغم من أن بعض المحليات مثل ستيفيا، تروفيا، وأسبارتام، تحتوي على سعرات حرارية أقل من نظيرتها السكرية، إلا أن بعض الأبحاث ربطت بين السمنة وتناول هذه المحليات الصناعية بكثرة أكثر من تناول السكريات العادية.
كما وجدت دراسة نُشرت في مكتبة الطب الوطنية، أن السكارين -محلي صناعي-، يُمكن أن يُسبب الإدمان أكثر من إدمان الكوكايين. كما ربطت دراسة أخرى نُشرت من قبل الجمعية الأمريكية للسكري، بين المحليات الصناعية ومرض السكري بنسبة 67%.
السكريات تُسبب تسوس الأسنان
في الواقع، تنجم تجاويف الأسنان عن الأطعمة الحمضية والمشروبات التي تؤثر على مينا الأسنان. مارك بورهين، وهو طبيب أسنان، قال أن السكريات ليست السبب المباشر في تسوس أسنانك، إنما الحمض.
فالبكتيريا المتواجدة طبيعيًا في الأسنان تستهلك الحلوى كما الخبز وأي شيء آخر تتناوله، ثم تُفرز الأحماض بعض ذلك وهي ما يُسب بالتجاويف.
السكريات خطر على الحميات
أنت بحاجة للسكر لتبقى على قيد الحياة، لكن بدون إفراط أو تفريط. إذ يجب تناول كمية معقولة من السكريات للحصول على سكر الجلوكوز الذي يعتبر الغذاء الوحيد للدماغ، ومصدر الطاقة الرئيسي للجسم.
ففكرة أن السكريات ضارة على الصحة ويجب استبعادها تمامًا من النظام الغذائي ما هي إلا خرافة. في الحقيقة، السكريات هي اللبنة الأولى لأجسادنا للبقاء على قيد الحياة.
السكريات هي أصل المشاكل الصحية
نادرًا ما تكون السكريات هي السبب وراء أمراض القلب والسمنة. بلا الشك، السكريات عامل مساهم بالسمنة، لكنها ليست الشيء الوحيد وراء ذلك، فغالبًا ما يتم معالجة السعرات الحرارية من السكريات في الجسم على شكل طاقة، بل إن تناول الدهون بكثرة هي عادةً ما تُسبب السمنة وترتبط بأمراض ضغط الدم والقلب.