“ماجد سلمون”… الإحساس في لحظة الومضة
الأربعاء 13 آب 2014
قرية عرقوب سلمون
من البيئة الريفية وبإحساس مرهف يلتقط المصور الضوئي “ماجد سلمون” صوره التي تميزت بدقة المواضيع، والقدرة على اختيار اللحظة المناسبة عند التقاط الصورة.
التصوير الضوئي بالنسبة للمصور “ماجد سلمون” الذي التقته مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 18 تموز 2014، موهبة لازمته منذ الصغر، وكانت لها بدايات جميلة، وعن بداياته يقول: «التصوير الضوئي جزء من حياتي التي أعيشها بهدوء تام، وبعيداً عن كل شيء وبالقرب من البيئة الريفية الجميلة في قرية “عرقوب سلمون” التابعة لمدينة “الشيخ بدر”، التي منحتني الجمال والرؤى المتشبعة بالإحساس المرهف، فالتصوير الضوئي موهبة قديمة جداً، وكل شيء له صورة لدي كما أراه فكرياً، وهو أمر أشعر بأنه جزء من حياتي اليومية، فالكاميرا رفيقة دربي أينما ذهبت وأينما حللت، في البداية عملت بالكاميرات الفلمية العادية التي تحتاج إلى براعة للتعامل معها على عكس كاميرات الديجيتال الحالية، وحينها كنت أخصص وقتاً محدداً كل أسبوع تقريباً، وأخرج إلى الطبيعة والبرية الغنية بمناظرها الخلابة، لالتقاط الصور وتوصيف الجمال الذي أنعم الله به علينا، كما استهوتني الوجوه أيضاً كما الطبيعة، ففي كل منها حكاية تروي تاريخ سنين متعددة بحلوها ومرها وشقائها وسعادتها، فهي بالنسبة لي ليست مجرد وجوه عابرة، وإنما قصص يشغف القلب بها، والمهم في الموضوع توثيق هذه الحالة التي قد لا تتكرر».
ويتابع المصور “ماجد” بالحديث عن لحظات التقاط الصورة الضوئية، فيقول: «هي لحظة الومضة التي يجب انتظارها وتهيئة الظروف والقدرات البصرية لالتقاطها بدقة وواقعية بزمن قصير جداً، وهنا يجب القول إنه لا يمكن التقاط صورة دون هدف أو غاية منها أو تميز فيها، فبعضها يوحي لي بشاعرية جياشة تدفعني إلى كتابة بعض الأبيات الشعرية المعبرة عنها، والصورة الضوئية يجب أن تكون معيارية وواقعية وهو ما أدركته من خلال تجربتي، ومن خلال المعارض الفردية والجماعية التي أتابعها بشكل مستمر أينما سمعت بها، بمحاولة اكتساب الخبرات والمعارف، وتشكيل ذائقة نقدية بالسؤال والتمعن بكل مفردات الصورة الضوئية وزاوية الضوء فيها والالتقاط أيضاً، فالتقييم العام يكون أيضاً من خلال تقييم صوري التي حصلت على كل الاهتمام من قبل المهتمين والمتابعين».
الإحساس بالموضوع يظهر جمالية الصورة الضوئية؛ هذا ما بينه السيد “ماجد” بالقول: «تكمن جمالية الصورة الضوئية التي ألتقطها بالموضوع الذي أرغب بتصويره، وقدرتي على تمييز مكمن الجمال فيه وإبرازه باللحظة المناسبة، وهنا يلعب دوراً كبيراً تطور المهارات التصويرية بالممارسة والمتابعة لكل ما هو جميل، ومحاولة الارتقاء بالحس الجمالي للمحيط عبر توثيق أجمل اللحظات التي يمكن أن تمر في الحياة الواقعية دون أن يكترث بها أحد، فالصورة توثق، وهنا يجب التأكيد على أن دقة الكاميرا مهمة، ويكون الأهم الموضوع وطريقة اختياره ومن ثم التقاطه بالكاميرا، وهذا ما لا يمكن تخطيه أبداً في التصوير الضوئي، لأن الصورة ستكون فاشلة وغير مفيدة مستقبلاً، فيمكن أن يكون لدى المصور كاميرا رائعة المواصفات ولكنه لا يملك الإحساس بالموضوع الذي سيلتقط صورته؛ فتكون الصورة عادية، وهنا لا أنكر فائدة المواصفات والتقنيات الموجودة في الكاميرا بل أؤكد توازيها مع إحساس المصور».
رغم موهبة المصور “ماجد” إلا أنه كان بعيداً عن ثورة المعلومات والاتصالات، فلم يستفد منها حتى الآن بشيء، وهو ما اعتبره تقاعساً شخصياً سيتداركه قريباً وسيواكب حالة النشر الإلكتروني لمكامن الجمال في التصوير الضوئي، متابعاً: «الصورة مدرسة بالنسبة لي أحاول التعلم من مفرداتها وحركات من فيها، إضافة إلى محاولة تقمص شخصيات كادرها العام وتقليدهم على المستوى الشخصي في حياتي اليومية، وهذا ما يمكن اعتباره فائدة من الصورة الضوئية بالنسبة لي، إضافة إلى أن العين البشرية والبحث الدائم عن الجمال الذي خلقه الله، ومن ثم تقديمه للمتلقي بشكله الواقعي غير مبهرج، يشكل حالة من التساؤل والشغف تجاهها، ويدعو المتلقي إلى توحيد الله الذي كونها».
أما عن واقع التصوير الضوئي في “طرطوس” فيقول: «هو واقع كما رحلة الألف ميل التي تبدأ بخطوة، ويجب على الجهات الرسمية دعمه والالتفات إليه، ورعاية الموهوبين وحثهم وتشجيعهم على إقامة المعارض الفردية والجماعية، بهدف خلق حالة حوارية مفيدة فيما بين المصورين الضوئيين، ومن ثم حالة معرفية لدى المتلقي».
رئيس مجلس إدارة الجمعية الحرفية للتصوير بـ”طرطوس” الأستاذ “أحمد حسن” تحدث عن مجهود المصور “ماجد سلمون” للحصول على اللقطة الجميلة، فقال: «من خلال متابعتي لأعمال ولقطات المصور الضوئي “ماجد سلمون” أجد أنه يعمل بشغف وعناية كبيرة للحصول على اللقطة، في زمن وحالة من الصعب أن تتكرر، وخاصة في مواضيع الطبيعة والبورتريه التي تستهويه كثيراً ويجد نفسه متخصصاً فيها، وهذا يدفعني للقول إنه يقدم موضوعاً فنياً ضوئياً متكامل الأبعاد والموضوع والرؤية، لذلك نحن كمجلس إدارة الجمعية الحرفية للتصوير نشد على يده ونشجعه هو وغيره للمتابعة وتوصيف المزيد من الجمال البصري لرفع ذائقة المتلقي».
يشار إلى أن المصور الضوئي “ماجد سلمون” من مواليد عام 1972، قرية “عرقوب سلمون”، متزوج وله ثلاثة أطفال.
|
|
|