وفاة عملاق المسرح البريطاني بيتر هول
13 سبتمبر 2017
أعلن المسرح الوطني البريطاني عن وفاة الفنان، بيتر هول، عن عمر 86 عاماً، في “مستشفى الكلية الجامعية” في لندن، يوم الاثنين، علماً أن الراحل يعدّ الشخصية الأكثر تأثيراً في المسرح البريطاني خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
وسارع مشاهير المسرح حول العالم إلى التعزية بوفاته، وبينهم الممثلة فانيسا ريدغرايف التي وصفته بـ “المخرج الاستثنائي والعظيم”، في مقابلة مع “القناة الرابعة” البريطانية.
وقال الممثل باتريك ستيوارت إن هول “لم يتوقف عن العمل إطلاقاً”، معتبراً أنه “غير المسرح الكلاسيكي والحديث في المملكة المتحدة، وساعدة في بناء مسيرته المهنية”.
مسيرته المهنية
أسّس بيتر هول الفرقة المسرحية الأشهر في العالم “فرقة شكسبير الملكية” Royal Shakespeare Company في سن الـ 29 (عام 1960)، وتولى إدارتها إلى عام 1968، ووضع بصمته على المسرح الناطق باللغة الإنكليزية طوال خمسين عاماً.
وقدّم الكاتب، صامويل بيكيت، إلى الجمهور الناطق باللغة الإنكليزية، وعرض على المسرح، للمرة الأولى، 8 مسرحيات للكاتب المسرحي الإنكليزي الحائز جائزة “نوبل”، هارولد بنتر.
وساعد هول في إحداث ثورة في تمثيل مسرحيات وليام شكسبير، كما أدخل واقعية جديدة إلى أداء الأوبرا الكلاسيكي خلال توليه إدارة “مهرجان غليندبورن” Glyndebourne Festival في إنكلترا من عام 1984 إلى عام 1990.
أخرج أكثر من 300 مسرحية على “المسرح الوطني” بين عامي 1973 و1988. وقدّر تنظيمه أكثر من 50 عرضاً في دور أوبرا حول العالم. وعام 1977، منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب “فارس”.
ولدى تركه “المسرح الوطني” عام 1988، أسس “شركة بيتر هول”، وبدأ بقضاء المزيد من الوقت في الولايات المتحدة الأميركية، إذ قدّم على المسرح “حلم ليلة منتصف الصيف” و”قياس لقياس” عام 1999، على “مسرح آمنسون” Ahmanson Theater في لوس أنجليس، وعرض “أماديوس” على خشبة “برودواي”. عام 2003، أسس “مسرح روز كينغستون”.
عام 2000، أخرج مع ابنه إدوارد مسرحية مدتها 10 ساعات مقتبسة عن “تانتالوس” (رواية ملحمية عن حرب طروادة). وحاز إشادة “مسرح هارفي” Harvey Theater التابع لـ “أكاديمية بروكلين للموسيقى” عن مسرحية “كما تشاء” (شكسبير)، وحازت ابنته الممثلة ريبيكا هول، في المسرحية نفسها على تقدير النقاد عن أدائها دور “روزاليند”.
وحصل على جائزة “توني” مرتين عن إخراجه “العودة إلى الوطن” (1967) و”أماديوس” (1981)، ورُشح في سبع مناسبات أخرى. وعام 1999، حصل على جائزة “أوليفييه” الأهم في مسرح المملكة المتحدة عن مجمل إنجازاته.
حياته الشخصية
ولد هول لأبوين من الطبقة العاملة، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1930. وعمل جده لأبيه كصائد فئران لدى الملكة فيكتوريا. ووصف والدته بـ “الطموحة جداً” و”شديدة الغضب على الدوام”، بينما قال إن والده كان “ذا مزاج رائق وليس لديه أي طموح على الإطلاق”.
قدّم الوالدان تضحيات مالية كي يحصل ابنهما الوحيد على التعليم المناسب، إلى أن حصل هول على منحة دراسية في مدرسة “بيرس” في كامبريدج. وقال هول إنهما “شجعاه على أن يكون مختلفاً وأن يهرب”، في مقابلة معه عام 1993.
أبدى شغفاً بارزاً إزاء الدراما، كما برع في العزف على البيانو، وقرر الاتجاه نحو الإخراج منذ سن الرابعة عشرة.
واتخذ خطوته الأولى في هذا المجال في جامعة كامبريدج حيث حصل على منحة دراسية. ساعد هناك في إخراج مسرحيات طلابية، ثم بدأ بالعمل المستقل تماماً في سن الرابعة والعشرين فقط.
تزوج بيتر هول أربع مرات، ولديه 6 أولاد.