لمى الخليل
شغفه وحبه لمختلف الفنون البصرية وفي مقدّمها التصوير الفوتوغرافي، جعلت الشاب هيثم المغربي يبحر في الدراسة والتدرّب، وصولاً إلى مستوى احترافي عال، ساعده في تأسيس مركز متخصّص في هذا الفن سمّاه مركز «روبينا آرت لتعليم الفوتوغراف»، وكان مهداً لتخريج عشرات الشباب الموهوبين ممّن شاركوه الذاكرة البصرية الثرية، والقدرة على التجريب في أدق التفاصيل، بما يتجاوز أحياناً القواعد والأطر الفنية السائدة. وهو ما وسم نتاجه الفني بجرعة عالية من التفرد والخصوصية.
وعن بداياته الفنية تحدث المغربي لنشرة «سانا الشبابية» موضحاً أن قصته مع التصوير الفوتوغرافي بدأت منذ الصغر، بتشجيع كبير من والديه. إذ أثبتت السنوات اللاحقة أن عشقه الفنون البصرية يمتدّ عميقاً في ثنايا روحه، لا بل هو جزء منها بحسب وصفه. خصوصاً أنه ابن أسرة فنية تخصّص فيها الوالد في فنّ التصميم الداخلي، وهو ما جعل الشاب يبدأ رحلة التعلم الأكاديمي كمتدرّب في «مركز وليد عزت للفنون التطبيقية» في دمشق، حيث تلقى أولى أصول الفوتوغراف.
وأضاف المغربي إن تعليمه الذاتي وتدريبه المستمر جعلا موهبته تتطوّر سريعاً بفعل التجارب والمحاولات المتواصلة. إضافة إلى سفره المتكرر داخل سورية وخارجها، لتبدأ ذاكرته البصرية بالنموّ، فتصبح أكثر احترافاً، وبالتالي يتحوّل الفنان الشاب من مجرد هاوٍ إلى فنان تصويري بارع، ما لبث أن صقل موهبته بالدراسة، على رغم قناعته بأن الفنان غالباً ما يخرق القواعد الفنية بشكل كامل لأنّ الفن أداة تعبيرية يستخدمها الفنان بحسب الحاجة… على حدّ تعبيره.
وقال: «بفضل التدريب المستمر والقراءة الواسعة، تطورت تجربتي سريعاً. كما كنت أتعلم ذاتياً عن طريق الانترنت ومشاهدة الفيديوات التعليمية الكثيرة، وساعدني في ذلك إلمامي باللغة الانكليزية، إذ تواصلت مع مصوّرين بارزين لأتعرف إلى تقنيات الإضاءة والعلوم التصويرية والمدارس المختلفة، جاهداً لاختصار الوقت قدر الامكان. وعلى رغم ذلك، لا أعتبر نفسي أنني وصلت إلى مرحلة الاحتراف، إنما أصبحت فناناً متقناً عمله، لأن هناك ما هو جديد دائماً ولا بدّ من مواصلة التدريب».
ورأى المغربي أن الإنسان الموهوب قادر على التعلم في كل لحظة، خصوصاً بعد انفتاح جيل الشباب على إمكانات حديثة وأدوات تواصل متعدّدة مع ضرورة استشارة أهل الخبرة وتقبل الرأي الآخر والنقد البنّاء. فالمعلومات متاحة اليوم للشباب والخيارات واسعة، وهذا ما يساعد في صقل الموهبة وتنميتها.
ومن الناحية التقنية يميل المصوّر الشاب إلى المدرسة السريالية الخيالية. فالواقعية على حدّ تعبيره مهمة وأساسية، لكن الفنّ الحقيقي يتجلّى في الرمزية أكثر منه في الواقعية. ولذلك فإن غالبية أعماله تصبّ في الاتجاه السريالي، إذ تتخذ العناصر الفنية في العمل آفاقاً أوسع سواء في التجريب أو التأويل.
وذكر أن عمله كاستشاري تدريب لتطبيقات الكلى الصناعية بمرتبة مدرب دولي معتمد من شركة «فريزينيوس ميديكال كير» العالمية في سورية، هو ما أوصله بالصدفة إلى تدريب فريق جوالة سوريّ على الفنون الفوتوغرافية بالتعاون مع فرقة الكشاف، إذ لقيت الفكرة قبولاً واسعاً، بدأ على إثره مشواره كمدرّس للفوتوغراف والتعديلات الحاسوبية التابعة له في الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق، معتمداً على الخبرة الفوتوغرافية المتراكمة لديه.
وأضاف: «لاحقاً، تطوّرت إمكانياتي المهنية كمدرّب محترف وتطورت بدورها العملية التعليمية لتتأطر ضمن مركز خاص بتعليم الفوتوغراف، إذ بلغ عدد الطلاب في المركز 70 طالباً خلال عامَي 2013 -2014 انتسب منهم 52 طالباً إلى نادي التصوير الضوئي في سورية».
وقال المغربي إنه عمل طويلاً على استيعاب الشباب في أكاديمية التصوير التي أسّسها، وتعليمهم لغة الحوار وإطلاق تجاربهم إلى الحياة ومساعدتهم في التعبير عن ذواتهم، إضافة إلى تعديل أساليب إدراكهم المبادئ الاساسية في فن الفوتوغراف ليكونوا حجر أساس في تنمية المجتمع عموماً.
يشار إلى أن الشاب هيثم فاروق المغربي من مواليد دمشق عام 1981، حاصل على دبلوم في الرعاية الصحية بكالوريوس طبّ، وهو عضو في نادي التصوير الضوئي السوري، ومصوّر محترف في اتحاد المصوّرين العرب، ومصوّر صحافي في الاتحاد العالمي للمصوّرين المستقلين، ومصوّر صحافي في المجلس الوطني للإعلام. كما أن له مشاركات عدّة في معارض منها معرض «شباب» ومعرض «أبواب ونوافذ المقام».