كيف أصبح اللون أداة مهمة لرواية القصة في السينما
كنت مطلعًا على نظرية الألوان، ولديك خلفية في التصميم، فإن العديد من المفاهيم الموجودة في هذا المقال ستكون مألوفة بالنسبة لك، ولكن حتى لو لم يكن لديك خلفية عن هذه الأمور، فمن المهم أن يكون لديك فهم لكيفية ادراك الجمهور لفيلم معين. إن واحد من المفاهيم المثيرة للاهتمام هي حول طريقة استخدام الأفلام للألوان إما لتحقيق التوازن أو إظهار التباين والاختلاف.
لا تفعل كل الأفلام هذا بالتأكيد، ولكن وضع لوحة ألوان معينة ثم تحطيمها حينما ترغب في لفت الانتباه إلى شيء ما قد يكون تقنية قوية جدًا – وهي شيء كان صناع الأفلام يقومون به منذ البداية.
كيفية استخدامنا للألوان المختلفة داخل الفيلم لها تأثير دراسي على كيف نرتبط بالشخصيات بشكل لا واعي. إن مثال مسلسل“Breaking Bad” ممتاز لتوضيح هذا، حيث أنه يُظهر “والت“، الشخصية التي بدأت للتو في القيام بأمور سيئة، وهو ينغمس ببطء في الشر، ومن خلال إزالة قميصه الأحمر والكشف عن قميص داكن أكثر، نرى تطور شخصيته.
فقط لأن بإمكانك فعل شيء ما بالألوان في المشهد لا يعني بالضرورة أنه يجب عليك فعله، ولكن لو كان بإمكانك تعزيز المشهد من خلال استغلال اللون لصالحك، فإن الفيلم سيستفيد من هذا. ومع وجود أدوات تصحيح و تدريج الألوان تحت تصرفنا، سيكون لدينا قدر أكبر من التحكم في هذا العنصر مقارنة بأي فترة أخرى في تاريخ السينما – ولكننا يجب أن نستخدم هذه الأدوات بحكمة. ولو فكرنا في الأمر حقا لوجدنا أن هذا هو أفضل استخدام للألوان فعلاً – أن تخدم الشخصيات وتحرك القصة للأمام.
وكما قال المصور السينمائي الاسطورة روجر ديكينز Roger Deakins: “من السهل أن تجعل اللون يبدو جيدًا، ولكن من الأصعب أن تجعله يخدم القصة”.