رحيل رائدة المسرح العراقي ناهدة الرماح
23 مارس 2017
نعى الوسط الفني العراقي ووزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، الفنانة ناهدة الرمّاح، التي توفيت أمس الأربعاء، عن عمر يناهز 79 عاماً، في مستشفى الكندي التعليمي ببغداد، إثر تعرّضها لحادث حرق أثناء استحمامها قبل أسبوعين.
وقال نقيب الفنانين العراقيين مؤيد المندلاوي، في تصريح صحافي، إن الوسط الفني العراقي فقد برحيل الفنانة ناهدة الرماح، أحد رموزه الفنية التي كرست حياتها في خدمة المسرح العراقي.
وأشار المندلاوي إلى أن الراحلة لعبت أدواراً مهمة خلال مسيرتها الفنية، لا سيما في فيلم “المسؤول” الذي لعبت فيه دور “معصومة”، إضافة إلى عملها في فرقة مسرح الفن الحديث، مؤكداً أن الفنانة لها الكثير من الأعمال الفنية المتميزة التي كانت محطة إعجاب وتقدير للمشاهد العراقي والعربي.
وعن حياتها، ولدت الفنانة ناهدة الرمّاح في منطقة الحيدرخانة ببغداد عام 1938، ودخلت إلى فرقة المسرح الحديث العام 1956 في مسرحية “الرجل الذي تزوج امرأة خرساء”، من إخراج سامي عبد الحميد، وتعد أول فتاة عراقية تمثل في السينما.
واصلت الرماح حضورها في المسرح والإذاعة، فقدمت الكثير من المسرحيات والبرامج الإذاعية، التي تضاعفت كماً ونوعاً بعد ثورة 1958، فقدمت أعمالاً مسرحية مع كبار رواد المسرح العراقي، أمثال يوسف العاني وسامي عبد الحميد وجعفر السعدي وفاروق فياض. منها مسرحيات: “الخال فانيا” و”القربان” و”أنا الضمير المتكلم” و”النخلة والجيران”، لكنها في يناير/ كانون الثاني عام 1976 فقدت بصرها أثناء تأديتها دوراً بمسرحية “القربان”، وأرسلتها الدولة آنذاك للعلاج في لندن.
وتنتمي الرماح إلى الجيل المؤسس لفرقة المسرح الفني الحديث، فكانت قامة موازية باستحقاق لكل من الفنانين إبراهيم جلال، يوسف العاني، مجيد العزاوي، سامي عبد الحميد، قاسم محمد، خليل شوقي، ومن تبعهم من أسماء مهمة في مسيرة المسرح العراقي.
كرست الرماح حياتها وفنها في خدمة المسرح العراقي في مختلف الظروف، بل وفي أكثر تلك الظروف قساوة، فقد قدمت عروضاً مسرحية في بلدان مختلفة رغم محنتها في النفي والغربة وفقدان البصر، وكانت آخر أدوارها في “مسلسل الباشا”، للمخرج فارس طعمة التميمي، وقد حصلت خلال مسيرتها الفنية في المسرح على عدد من الجوائز لنشاطها الإبداعي في المسرح، وجوائز تقديرية.
هاجرت إلى بريطانيا مع كافة أفراد أسرتها بعد تأزم الوضع السياسي في العراق في نهاية السبعينيات، وعادت لأول مرة إلى بلدها بعد غياب أكثر من 30 عاماً، وتم تكريمها من قبل مهرجان المدى الثقافي، وواصلت العمل المسرحي حتى وفاتها، رغم شيخوختها وفقدانها البصر.