أول إماراتية تفوز بجائزة “ستيفي” العالمية
سحر الزارعي: الكتابة والتصوير نافذتيّ على العالم
حوار – مصطفى عبدالرحيم:
تنظر سحر الزارعي الأمين العام المساعد لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، إلى الصورة الفوتوغرافية من منظور مختلف، فبينما يعتبرها البعض ذكرى وآخرون منظراً جميلاً . ترى في تفاصيلها خزانات للطاقة الإيجابية، ودافعاً للتطور وإثبات الوجود . تنسب الفضل بعد فوزها كأول إماراتية بجائزة “ستيفي” العالمية، إلى جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، التي شكلت إضافة إلى جهودها في مجال التصوير، وتعتبر نقاط القوة في ملف ترشحها حتى فازت بالجائزة . ترى أن المرأة الإماراتية محظوظة بالنسبة إلى غيرها من نساء العالم، لأن كل أبواب النجاح مفتوحة أمامها . تعتز بأصدقاء الماضي وتفضلهم عن الحاضر، وتحترم في الرجل تمسكه بمبادئه واحترام كلمته، وتتخذ من الكلمة والصورة وسيلتين للتفاعل مع المجتمع والتعبير عما يجول في خاطرها .
*كيف جاء ترشحك لجائزة “ستيفي” للأعمال غير الربحية؟
– تم ترشيحي من قبل قسم مختص بهذه المهام في جائزة حمدان، حيث قدم لمنظمي الجائزة ملفاً كاملاً عن الجهود التي قمت بها في مجال التصوير الضوئي، والإنجازات التي حققتها الجائزة في الدورات السابقة، وذلك وفق المعايير الخاصة بجائزة “ستيفي” التي قررت استحقاقي الفوز .
*ما الاعتبارات التي اخترت من أجلها؟
– الاعتبارات هي إسهاماتي المتواصلة لهواة التصوير في العالم، وتوسيع رقعة انتشار الجائزة، وتوسيع فرص الفوز للجميع من خلال أعمال التشجيع والتحفيز والتدريب، والتواصل الدائم مع هواة التصوير خلال فعاليات الجائزة ودوراتها وورشها، كما أطلعوا على مقالاتي المتخصصة وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي .
*هل ساعد وجودك في جائزة حمدان للتصوير الضوئي لتكوني أول إماراتية تفوز بالجائزة؟
– بالتأكيد فنجاحي في مهام منصب قيادي كأمين عام مساعد في أكبر جائزة تصوير ضوئي على مستوى العالم يعتبر عاملاً مؤثراً ومهماً في سيرتي الذاتية بشكل عام وفي ملف ترشيحي للجائزة بشكل خاص .
*يعرفك البعض كاتبة والآخر مصورة . . أي المجالين الأقرب إليك؟
– الأقرب لي هو التعبير عن جمال صنع الله في الكون وهذا التعبير سار في مسار التصوير والتشكيل في البداية، ثم بدأ مشوار الكتابة الذي أعبر فيه عما يجول في خاطري تجاه الواقع الفني في الوطن العربي، وقضايا عدة أخرى، فالكلمة والصورة بالنسبة لي وجهان لعملة واحدة هي التعبير عن تفاعلات الجمال من حولنا . كما أني بحكم منصبي كمسؤولة عن أكبر جائزة عربية ودولية للتصوير . أشعر بأن من واجبي الكتابة عن عدد من القضايا التي تهم المصور العربي، سواء أكان هاوياً أم محترفاً، وأناقش مع مجتمع المبدعين والمثقفين العرب آلامهم وآمالهم وتطلعاتهم نحو المستقبل، ووجهات نظرهم في الواقع الإبداعي العربي من حيث الفرص، والتأهيل والتعليم والمدارس الفكرية والفنية المختلفة .
*ما هو آخر ما كتبته؟
-آخر ما كتب كان مقالاً بعنوان “صور الذاكرة . . خزانات للطاقة” أردت من خلاله توصيل رسالة مفادها أن الصورة مثلما تمثل الذكريات تؤثر في الإنسان سلباً أو إيجاباً، كما أنها تولد طاقة إيجابية وتحث الفرد على إثبات الذات، وذكرت في المقال قصة عامل في أحد المخابز، كان أبوه ينعته دوماً بالفاشل أمام أصحابه، وكان ذلك يشعره بغضب عارم وحزن شديد، وقد أدى ذلك لأن يصبح منطوياً على نفسه، معتزلاً للمجتمع، يسيطر عليه الاكتئاب، وذات يوم لاحظ صورة في ألبوم أخيه الأكبر، يظهر فيها والده وهو يوبخه، ويسخر منه كعادته، بينما بدا العامل في حالة أقرب للبكاء . فاحتفظ بتلك الصورة، وأصبحت رفيقة يومه، ينظر فيها مئات المرات كل يوم، فكانت تبعث فيه طاقة إيجابية، تحفزه على إثبات عكس عنوانها، الذي يكرهه .
*متى بدأت رحلتك مع التصوير؟
– بداياتي كانت الميل إلى عوالم الصورة بكل أشكالها خصوصاً صور الأبيض والأسود، كل يوم كنت أقترب أكثر من كسب ود الكاميرا وإشباع الفضول لكل ما يدور في فلكها . ورويداً رويداً وجدت نفسي داخل حديقة جميلة تضج بالحياة وبالألوان وبالمعاني الجميلة والرسائل السامية وعدد من القضايا التي تحملها على عاتقها كنشر الحقيقة والانتصار للإنسانية .
*انتشرت مؤخراً هواية التصوير بين الشباب، كيف تفرقين بين المصور الهاوي والمحترف؟
– كل مصور محترف حقيقي كان هاوياً لفترة ليست بالقصيرة، حينما اكتشف نفسه وموهبته ورؤيته للجمال من حوله وتداخل مع عوالم الصورة بأشكال وأساليب عدة . الاحتراف في التصوير يأتي عندما تنضج تجربة المصور ويتمكن من أدواته الفكرية والثقافية أولاً ثم الأدوات التقنية المتطورة التي تؤهله لإنتاج صور قادرة على المنافسة في الجوائز المختلفة . العبرة ليست في أن يكون المصور محترفاً فكم من مصور هاوٍ قادر على السباحة في بحور الإبداع والجمال، والتفرد أكثر من المحترف، وكم من مصور يعتبر نفسه محترفاً يفتقد لحس الإبداع والمخيلة الخصبة .
*هل الصورة المميزة تحتاج إلى إمكانات عالية لالتقاطها؟
– نعم تحتاج لإمكانات عالية ولا أعني بذلك نوع الكاميرا والإكسسوارات المتعلقة بها بل أعني الإمكانات الفكرية والفنية فمن لديه مخيلة خصبة ورؤية فنية وثقافة راقية ومتنوعة يستطيع التقاط صورة تحصد بعض الجوائز وتصبح حديث الناس . وأضرب هنا مثالاً بعدد من الصور التي ترشحت أو فازت في جائزة حمدان وأبهرت لجنة التحكيم وإدارة الجائزة ومجتمعات المصورين حتى العالميين منهم، رغم أن صاحبها كان هاوياً والكاميرا التي استخدمها في تلك اللقطة ليست من أحدث أو أغلى موديلات الكاميرات .
*على الجانب الشخصي كيف كان تعامل الأهل مع هواياتك؟
– كانوا متفهمين تماماً لهوايتي الفنية منذ الصغر، وحينما لمسوا حجم موهبتي في التصوير والتشكيل، أصبحوا داعمين لي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى .
*أين كانت طفولتك؟
– طفولتي كانت في دبي، أجمل وأروع مدن العالم التي أدين لها بفضل نجاحي على مختلف الأصعدة الفنية والمهنية والشخصية، وأكون أسعد الناس عندما يذكر اسم الإمارات في أحد المؤتمرات أو الزيارات الخارجية، وأجد ردود فعل الحاضرين معبرة عن تقديرهم وسعادتهم بالنهضة والتطور الحاصل في دولتنا الحبيبة، وما وصل إليه حال الإنسان الإماراتي من رقي بفضل قيادتنا الرشيدة التي أصرت على الاستثمار في الإنسان، وها نحن اليوم نحصد ثمار ما زرع في الإنسان من قيم وتعليم وصقل للقدرات وتطوير للمهارات .
*ومن هم أكثر الناس تأثيراً في شخصيتك؟
– لا توجد شخصية محددة، لكن كل ناجح ومبدع في هذا العالم أستقي منه المعرفة والتجربة والخبرة، وأستلهم منه بعض الإضاءات البارزة في قصة نجاحه . وبحكم أني قارئة نهمة لقصص النجاح وحياة المبدعين، تستطيع القول إنني أقطف من كل بستان وردة تنير دربي وتؤثر في شخصيتي وطريقة تفكيري .
*هل لاتزالين تتذكرين أصدقاء الماضي؟
– مَن يتنكر لماضيه فلا حاضر له . أصدقاء الماضي هم أكثر قرباً وأهمية لي من أصدقاء الحاضر مع تقديري للجميع، فدائماً ما نحنّ معاً إلى الماضي، ونتذكر ذكرياته . كما أن أصدقاء الماضي غالباً ما يكونوا مشتركين في الذاكرة والوجدان والأصول الفكرية نفسها، ما يزيد من ترابطهم وتفاهمهم ونظرتهم للمستقبل .
*ما هو أكثر المواقف التي لا تنسى في حياتك؟
– المواقف كثيرة لكن الأقرب إلى قلبي كانت المكالمة التي عرفت من خلالها خبر فوزي بجائزة “ستيفي” العالمية . فهذا الحدث لا يزال ينبض في داخلي ويمدني بطاقة كبيرة وسعادة غامرة خصوصاً أنه كان مفاجئاً .
*أين موقع الرجل في حياتك؟
– الرجل هو الأب والأخ والصديق الداعم المهتم بنجاحي، والمتفهم لشخصيتي كما هي . هذا هو الرجل الذي يحتل مكانة خاصة في حياتي . كما أنني أحترم كل رجل متمسكاً بمبادئه محترماً لكلمته واثقاً من خطواته في درب الحياة، وهذا النوع من الرجال أصبح نادراً في عالمنا المعاصر .
*كيف تصفين ما وصلت إليه المرأة الإماراتية على الصعيد العربي والعالمي؟
– المرأة الإماراتية كوزيرة، أو مسؤولة حكومية، أو عضو مجلس وطني . حصلت على حقوقها كاملة وهذا ظاهر للجميع، وقد أتاحت لها قيادتنا الحكيمة مساحاتٍ لا محدودة للنجاح والتطور وارتقاء درجات سلم المجد . فأعتبرها من أكثر نساء العالم حظاً، ومن هنا أقول لكل امرأة إماراتية “لا عذر لديكِ” فكل سماوات النجاح والإبداع والتميز مشرّعة أمامكِ للانطلاق واكتشاف الذات وتحقيق الإنجازات ورفع اسم الوطن عالياً والمحافظة على الرقم “1” الذي استحقته دولتنا الحبيبة بكل جدارة .
*أين استقبلت خبر حصول الإمارات على تنظيم معرض إكسبو ،2020 وكيف كان شعورك؟
– كنت في مكتبي في مقر الجائزة مع الزملاء والزميلات وكان لدي يقينٌ كبير بفوز إماراتنا الحبيبة بتنظيم “إكسبو”، لكن إعلان الفوز كان ضرورياً، وبطبيعة الحال طرنا من الفرحة وكنا نهنئ بعضنا بعضاً ونتلقى التهاني عبر وسائل الاتصال المختلفة، لشعورنا بأن الإمارات هي بيتنا وتاج على رؤوسنا نفتخر به أمام العالم .
*كيف تنظرين إلى المستقبل من منظورك الشخصي، وما هو طموحك؟
– المستقبل هو نتاج ما نفعله في الحاضر، لذا أقوم بمهامي على أكمل وجه، وبعد فوزي بجائزة “ستيفي العالمية”، وفوز دبي ب”إكسبو2020” أجد أن المستقبل الزاهر يضحك لي، وقد جاء إلى دبي دون دعوة وقرر أن يقيم فيها .
تنظر سحر الزارعي الأمين العام المساعد لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، إلى الصورة الفوتوغرافية من منظور مختلف، فبينما يعتبرها البعض ذكرى وآخرون منظراً جميلاً . ترى في تفاصيلها خزانات للطاقة الإيجابية، ودافعاً للتطور وإثبات الوجود . تنسب الفضل بعد فوزها كأول إماراتية بجائزة “ستيفي” العالمية، إلى جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، التي شكلت إضافة إلى جهودها في مجال التصوير، وتعتبر نقاط القوة في ملف ترشحها حتى فازت بالجائزة . ترى أن المرأة الإماراتية محظوظة بالنسبة إلى غيرها من نساء العالم، لأن كل أبواب النجاح مفتوحة أمامها . تعتز بأصدقاء الماضي وتفضلهم عن الحاضر، وتحترم في الرجل تمسكه بمبادئه واحترام كلمته، وتتخذ من الكلمة والصورة وسيلتين للتفاعل مع المجتمع والتعبير عما يجول في خاطرها .
*كيف جاء ترشحك لجائزة “ستيفي” للأعمال غير الربحية؟
– تم ترشيحي من قبل قسم مختص بهذه المهام في جائزة حمدان، حيث قدم لمنظمي الجائزة ملفاً كاملاً عن الجهود التي قمت بها في مجال التصوير الضوئي، والإنجازات التي حققتها الجائزة في الدورات السابقة، وذلك وفق المعايير الخاصة بجائزة “ستيفي” التي قررت استحقاقي الفوز .
*ما الاعتبارات التي اخترت من أجلها؟
– الاعتبارات هي إسهاماتي المتواصلة لهواة التصوير في العالم، وتوسيع رقعة انتشار الجائزة، وتوسيع فرص الفوز للجميع من خلال أعمال التشجيع والتحفيز والتدريب، والتواصل الدائم مع هواة التصوير خلال فعاليات الجائزة ودوراتها وورشها، كما أطلعوا على مقالاتي المتخصصة وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي .
*هل ساعد وجودك في جائزة حمدان للتصوير الضوئي لتكوني أول إماراتية تفوز بالجائزة؟
– بالتأكيد فنجاحي في مهام منصب قيادي كأمين عام مساعد في أكبر جائزة تصوير ضوئي على مستوى العالم يعتبر عاملاً مؤثراً ومهماً في سيرتي الذاتية بشكل عام وفي ملف ترشيحي للجائزة بشكل خاص .
*يعرفك البعض كاتبة والآخر مصورة . . أي المجالين الأقرب إليك؟
– الأقرب لي هو التعبير عن جمال صنع الله في الكون وهذا التعبير سار في مسار التصوير والتشكيل في البداية، ثم بدأ مشوار الكتابة الذي أعبر فيه عما يجول في خاطري تجاه الواقع الفني في الوطن العربي، وقضايا عدة أخرى، فالكلمة والصورة بالنسبة لي وجهان لعملة واحدة هي التعبير عن تفاعلات الجمال من حولنا . كما أني بحكم منصبي كمسؤولة عن أكبر جائزة عربية ودولية للتصوير . أشعر بأن من واجبي الكتابة عن عدد من القضايا التي تهم المصور العربي، سواء أكان هاوياً أم محترفاً، وأناقش مع مجتمع المبدعين والمثقفين العرب آلامهم وآمالهم وتطلعاتهم نحو المستقبل، ووجهات نظرهم في الواقع الإبداعي العربي من حيث الفرص، والتأهيل والتعليم والمدارس الفكرية والفنية المختلفة .
*ما هو آخر ما كتبته؟
-آخر ما كتب كان مقالاً بعنوان “صور الذاكرة . . خزانات للطاقة” أردت من خلاله توصيل رسالة مفادها أن الصورة مثلما تمثل الذكريات تؤثر في الإنسان سلباً أو إيجاباً، كما أنها تولد طاقة إيجابية وتحث الفرد على إثبات الذات، وذكرت في المقال قصة عامل في أحد المخابز، كان أبوه ينعته دوماً بالفاشل أمام أصحابه، وكان ذلك يشعره بغضب عارم وحزن شديد، وقد أدى ذلك لأن يصبح منطوياً على نفسه، معتزلاً للمجتمع، يسيطر عليه الاكتئاب، وذات يوم لاحظ صورة في ألبوم أخيه الأكبر، يظهر فيها والده وهو يوبخه، ويسخر منه كعادته، بينما بدا العامل في حالة أقرب للبكاء . فاحتفظ بتلك الصورة، وأصبحت رفيقة يومه، ينظر فيها مئات المرات كل يوم، فكانت تبعث فيه طاقة إيجابية، تحفزه على إثبات عكس عنوانها، الذي يكرهه .
*متى بدأت رحلتك مع التصوير؟
– بداياتي كانت الميل إلى عوالم الصورة بكل أشكالها خصوصاً صور الأبيض والأسود، كل يوم كنت أقترب أكثر من كسب ود الكاميرا وإشباع الفضول لكل ما يدور في فلكها . ورويداً رويداً وجدت نفسي داخل حديقة جميلة تضج بالحياة وبالألوان وبالمعاني الجميلة والرسائل السامية وعدد من القضايا التي تحملها على عاتقها كنشر الحقيقة والانتصار للإنسانية .
*انتشرت مؤخراً هواية التصوير بين الشباب، كيف تفرقين بين المصور الهاوي والمحترف؟
– كل مصور محترف حقيقي كان هاوياً لفترة ليست بالقصيرة، حينما اكتشف نفسه وموهبته ورؤيته للجمال من حوله وتداخل مع عوالم الصورة بأشكال وأساليب عدة . الاحتراف في التصوير يأتي عندما تنضج تجربة المصور ويتمكن من أدواته الفكرية والثقافية أولاً ثم الأدوات التقنية المتطورة التي تؤهله لإنتاج صور قادرة على المنافسة في الجوائز المختلفة . العبرة ليست في أن يكون المصور محترفاً فكم من مصور هاوٍ قادر على السباحة في بحور الإبداع والجمال، والتفرد أكثر من المحترف، وكم من مصور يعتبر نفسه محترفاً يفتقد لحس الإبداع والمخيلة الخصبة .
*هل الصورة المميزة تحتاج إلى إمكانات عالية لالتقاطها؟
– نعم تحتاج لإمكانات عالية ولا أعني بذلك نوع الكاميرا والإكسسوارات المتعلقة بها بل أعني الإمكانات الفكرية والفنية فمن لديه مخيلة خصبة ورؤية فنية وثقافة راقية ومتنوعة يستطيع التقاط صورة تحصد بعض الجوائز وتصبح حديث الناس . وأضرب هنا مثالاً بعدد من الصور التي ترشحت أو فازت في جائزة حمدان وأبهرت لجنة التحكيم وإدارة الجائزة ومجتمعات المصورين حتى العالميين منهم، رغم أن صاحبها كان هاوياً والكاميرا التي استخدمها في تلك اللقطة ليست من أحدث أو أغلى موديلات الكاميرات .
*على الجانب الشخصي كيف كان تعامل الأهل مع هواياتك؟
– كانوا متفهمين تماماً لهوايتي الفنية منذ الصغر، وحينما لمسوا حجم موهبتي في التصوير والتشكيل، أصبحوا داعمين لي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى .
*أين كانت طفولتك؟
– طفولتي كانت في دبي، أجمل وأروع مدن العالم التي أدين لها بفضل نجاحي على مختلف الأصعدة الفنية والمهنية والشخصية، وأكون أسعد الناس عندما يذكر اسم الإمارات في أحد المؤتمرات أو الزيارات الخارجية، وأجد ردود فعل الحاضرين معبرة عن تقديرهم وسعادتهم بالنهضة والتطور الحاصل في دولتنا الحبيبة، وما وصل إليه حال الإنسان الإماراتي من رقي بفضل قيادتنا الرشيدة التي أصرت على الاستثمار في الإنسان، وها نحن اليوم نحصد ثمار ما زرع في الإنسان من قيم وتعليم وصقل للقدرات وتطوير للمهارات .
*ومن هم أكثر الناس تأثيراً في شخصيتك؟
– لا توجد شخصية محددة، لكن كل ناجح ومبدع في هذا العالم أستقي منه المعرفة والتجربة والخبرة، وأستلهم منه بعض الإضاءات البارزة في قصة نجاحه . وبحكم أني قارئة نهمة لقصص النجاح وحياة المبدعين، تستطيع القول إنني أقطف من كل بستان وردة تنير دربي وتؤثر في شخصيتي وطريقة تفكيري .
*هل لاتزالين تتذكرين أصدقاء الماضي؟
– مَن يتنكر لماضيه فلا حاضر له . أصدقاء الماضي هم أكثر قرباً وأهمية لي من أصدقاء الحاضر مع تقديري للجميع، فدائماً ما نحنّ معاً إلى الماضي، ونتذكر ذكرياته . كما أن أصدقاء الماضي غالباً ما يكونوا مشتركين في الذاكرة والوجدان والأصول الفكرية نفسها، ما يزيد من ترابطهم وتفاهمهم ونظرتهم للمستقبل .
*ما هو أكثر المواقف التي لا تنسى في حياتك؟
– المواقف كثيرة لكن الأقرب إلى قلبي كانت المكالمة التي عرفت من خلالها خبر فوزي بجائزة “ستيفي” العالمية . فهذا الحدث لا يزال ينبض في داخلي ويمدني بطاقة كبيرة وسعادة غامرة خصوصاً أنه كان مفاجئاً .
*أين موقع الرجل في حياتك؟
– الرجل هو الأب والأخ والصديق الداعم المهتم بنجاحي، والمتفهم لشخصيتي كما هي . هذا هو الرجل الذي يحتل مكانة خاصة في حياتي . كما أنني أحترم كل رجل متمسكاً بمبادئه محترماً لكلمته واثقاً من خطواته في درب الحياة، وهذا النوع من الرجال أصبح نادراً في عالمنا المعاصر .
*كيف تصفين ما وصلت إليه المرأة الإماراتية على الصعيد العربي والعالمي؟
– المرأة الإماراتية كوزيرة، أو مسؤولة حكومية، أو عضو مجلس وطني . حصلت على حقوقها كاملة وهذا ظاهر للجميع، وقد أتاحت لها قيادتنا الحكيمة مساحاتٍ لا محدودة للنجاح والتطور وارتقاء درجات سلم المجد . فأعتبرها من أكثر نساء العالم حظاً، ومن هنا أقول لكل امرأة إماراتية “لا عذر لديكِ” فكل سماوات النجاح والإبداع والتميز مشرّعة أمامكِ للانطلاق واكتشاف الذات وتحقيق الإنجازات ورفع اسم الوطن عالياً والمحافظة على الرقم “1” الذي استحقته دولتنا الحبيبة بكل جدارة .
*أين استقبلت خبر حصول الإمارات على تنظيم معرض إكسبو ،2020 وكيف كان شعورك؟
– كنت في مكتبي في مقر الجائزة مع الزملاء والزميلات وكان لدي يقينٌ كبير بفوز إماراتنا الحبيبة بتنظيم “إكسبو”، لكن إعلان الفوز كان ضرورياً، وبطبيعة الحال طرنا من الفرحة وكنا نهنئ بعضنا بعضاً ونتلقى التهاني عبر وسائل الاتصال المختلفة، لشعورنا بأن الإمارات هي بيتنا وتاج على رؤوسنا نفتخر به أمام العالم .
*كيف تنظرين إلى المستقبل من منظورك الشخصي، وما هو طموحك؟
– المستقبل هو نتاج ما نفعله في الحاضر، لذا أقوم بمهامي على أكمل وجه، وبعد فوزي بجائزة “ستيفي العالمية”، وفوز دبي ب”إكسبو2020” أجد أن المستقبل الزاهر يضحك لي، وقد جاء إلى دبي دون دعوة وقرر أن يقيم فيها .