George Ashy
Damascus ·
آلة التصوير
لن نتطرق إلى تاريخ التصوير الضوئي فالمراجع التي تتحدث في هذا المجال كثيرة ووافية رغم تعصب بعضها في أن الفضل يعود لاكتشاف آلة التصوير الضوئي إلى مواطنيها ونحن أيضا من حقنا أن نتعصب إلى أبو الحسن أبن الهيثم الذي وصف فكرتها في 1038 م أي قبل 250 سنة تقريبا من أول وصف لروجر بيكون ROGER BACON . وقد ولدت الفكرة من رؤية صورة معكوسة على جدار في غرفة معتمة يمر الضوء فيها من خلال فتحة ضيقة .
سخر السحرة هذه الظاهرة لشعوذاتهم وتهيأ للبسطاء من زبائنهم أن ما يرونه في كأس الماء أو الكرة البلورية هي أرواح تتحرك لهم ومن أجلهم .
أن فكرة آلة التصوير بسيطة جدا ويمكن لأي واحد منا أن يصنع واحدة وبمواد بسيطة ومتوفرة .
أنها علبة كرتونية مثقوبة برأس مسمار أو دبوس من وسط أحد مسطحاتها ومفتوحة من الطرف المقابل للثقب حيث ألصق على المسطح المفتوح بكامله ورقة بيضاء أو ورقة كالك .
إذا وقفت في غرفتك مديرا ظهرك للجدار ووجهك باتجاه النافذة المفتوحة ووضعت هذه العلبة أمام عينيك بحيث يكون الثقب باتجاه النافذة المفتوحة والورقة البيضاء باتجاه عينيك سترى على هذه الورقة كل ما يحدث في المنظر مواجهك ولكن بشكل معكوس ففوق هو تحت وتحت هو فوق واليسار يمين واليمين يسار . هذه هي فكرة آلة التصوير تماما وما عليك سوى أن تقوم بالتجربة بنفسك .
والخطوة التي تلت هي تصحيح رؤية الصورة بوضع عدسة مكان الثقب .
وتلتها خطوة أخرى وهي الاستفادة من هذه الصورة المعكوسة في الرسم وعكف الرسامون على الاستفادة منها فقط على ما أعتقد لنقل المنظور الخطي الصحيح للمنظر المرئي.
ثم بدأت الأبحاث لوضع مادة حساسة مكان الورقة البيضاء وتحديد المدة الزمنية لتعريض هذه المادة للضوء المبعث من المنظر الطبيعي أو لنقل الموضوع المراد تصويره .
وبدأت محاولات تحسين الأداء الميكانيكي لآلة التصوير وأداء العدسات وأداء المادة الحساسة إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم .
وسنتعرف فيما يلي على بعض آلات التصوير البدائية والتي تلتها وصولا إلى آلات التصوير الحديثة المستخدمة اليوم .